21 سبتمبر ...نكبة الدهر


مازن المجيدي 

كيف لنا أن لا ندقق النظر في تفاصيل أحداث هذه اليوم و أن نستحضر من مكامن الأيام وقائع الـ 21 سبتمبر ، يوم أن داست الفوبيا بدباباتها وعنجهيتها على مشاتل الحلم والكرامة ودسنت أزهى صور السلام بعد أن  اعتبرناها تلك الجماعة بفعل الحروب الست أنها " منكوبة "بينما هي في الأصل مليشيات مسلحة ،مشتقة من ظلع إمامي كهنوتي مستبد.

لم تكن مجرد يوم ؛بعثت فيه التراجيديا إلى كل بيت يمني بطرق عدة ووسائل مختلفة فمنهم من شُرد لأن آلة القصف والدمار استهدفت منزله ، ومنهم من ظل أسير الزنازن والبعض أسير الوجع والألم ؛وما زلنا نقاوم تداعيات نتائجها حتى اللحظة.

ستظل ذاكرتنا الفردية والجمعية خصبه وقادرة على حفظ تفاصيل ما حدث ليلة سقوط الجمهورية الليلة التي كتبت في صفحات الحياة حكاية في المأساة والمعاناة وفتحت للشعب باب من الصراع المفتوح عندما ارادت السيطرة على البلاد وأن تجعل صنعاء رهينة لطهران لولا تغييرات الموازين الدولية في المعادلة.

ثمة تقارب ملحوظ بين نكبة 21سبتمبر -نكبة الدهر-  وبين نكبة فلسطين فكلاهما تعرض فيه الأبرياء لعملية اقتلاع وتهجير قسري ، وتحويلهم إلى نازحين ومشردين ،وفي محاولة طردهم من الوجود والهواء والفضاء،بعد تفجير المنازل وتدميرها.

واليوم، تأتي ذكرى سقوط الجمهورية -ذكرى نكبة سبتمبر -في غمرة دفاع اليمنيين عن كينونة حياتهم وعن حقهم في الحياة الكريمة الذي دفع ثمنها قرابة أكثر من 31 الفا بينهم نساء واطفال.

لا يمكن لنا أن ننسى الشهداء الذين أخصبوا الأرض والتاريخ بدمائهم ، ولا الأحياء التي تهدمت على قارعة الطريق.

لن ننسى فداحة ذلك اليوم وستظل عالقة في ذاكرة  الأمس، واليوم ،الغد، والمستقبل الذي يبدأ من الآن، وسيظل الإصرار زاردنا على مواصلة السير لاستعادة البلاد ؛ طريق الحرية، طريق المقاومة حتى أن نلتقي في ساحة النصر أو السلام .

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر