سبتمبر وميزة الشمول


خالد عبد الهادي

منذ الثورة الفرنسية حتى أحدث ثورة معاصرة ما تزال مدافعها تقذف اللهب في سوريا، اندلعت الثورات في سبيل حاجات جذرية تتنوع بين الخبز والحرية والمساواة والعدالة.
 
أما ثورة 26 سبتمبر 1962 فقبل الحديث في أيٍ مما هدفت إليه أو حققته من حريات وتعليم وتطبيب، تنبع آيتها الكبرى وقيمتها الفارقة من أنها أعادت لملايين البشر السخرة آدميتهم وإنسانيتهم داخل رقعة نائية لم تكن غير نقطة مجهولة أو مهملة في النصف الجنوبي الفقير الخاضع للاستعمار والدكتاتوريات المختفية.
 
وهي بهذا - قبل الانتقال إلى تصنيف مدى ثوريتها في تغيير النظام السياسي والعلاقات الاجتماعية والملكية- عملية تحرير مضيئة للإنسان، تضاهي تلك الاجتراحات التاريخية المهيبة التي حررت فئات معينة وأقليات وطبقات من الاضطهاد أو التمييز أو حتى الرق في بلدان عدة خلال عصور شتى، فضلاً أن لسبتمبر ميزة الشمول بتحريرها شعباً كاملا.
 
من هنا، ينبغي مراعاة هذه القيمة الإضافية لثورة 26 سبتمبر في مستواها التحرري الإنساني قبل النقاش في مستواها السياسي والاجتماعي.

 
*من صفحة الكاتب على فيسبوك العنوان "اجتهاد المحرر"

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر