قحطان.. القائد السجين


عبده سالم

قحطان هو مرادف لمسمى آخر هو الإصلاح، وبالتالي ظل قحطان ولا يزال يمثل أهم مفاتيح المؤسسة الإصلاحية الإستراتيجية والسياسية حتى الآن.

 

إجماع كل الشهادات المتعددة والتوصيفات المتنوعة للقائد "قحطان" لم تضف شيئاً ولم تأتي بجديد حول إجماع قد انعقد منذ أمد بعيد على أهمية الرجل التي استمدها من تاريخ تنظيمي وسياسي مليء بالأحداث، وتجربة طويلة، وخبرات متراكمة، وقبل ذلك صبر نادر، وعقلية سياسية فريدة مكّنته من استيعاب الطيف السياسي الذي لم تتردد كل مفرداته بمختلف مشاربها من الاعتراف بأهمية الرجل.

 

من غير المعقول استدعاء جانب من حقائق التاريخ والواقع للحكم على أهمية دور الرجل لمجرد أنه، أدار المشروع السياسي للإصلاح بمهارة، واسهم في تأسيس حالة الشراكة السياسية في اليمن بجدارة ، وأيد الثورة الشبابية بحيوية وثورية وحماس، ووقف في وجه الرئيس المخلوع بقوة وبسالة.

 

ومع التسليم بأهمية هذه الفعال كلها ، إلا إن لغة العقل والمنطق تقتضي إرجاع البصر أكثر من كرة إلى كل موقف من مواقف الرجل المختلفة عبر تاريخه النضالي الدؤب.

 

نعم.. قحطان هو بحق عمود المشروع السياسي الإصلاحي وذروة سنامه، فضلاً عن أنه أكثر من قدّم خدمات جليلة للحزب على مدى تاريخه التنظيمي والسياسي، هو الذي كان يطفئ الحرائق التي كان يشعلها النظام الحاكم والمغامرون في الحزب، وهو الذي يوقظ الحياة السياسية التي كان يميتها المنغلقون.

 

في التنظيم وهو الذي يجمع شتات الشباب ويستوعب المشردين منهم والمتضررين، وهو الذي يحاور الآخرين من الخصوم والمناوئين والمخالفين عقب كل انتكاسة تحدث في ميزان العلاقة مع هذا الطرف او ذاك.

 

هو الذي كان يسارع على الفور إلى تدثير سوءات المقصرين ويزمّل عوراتهم في كل مره يهتك فيها ستر التنظيم أو يعتدي على مكاسبه، هو الذي كان يحمل المصباح، ويدل الإصلاحيين على الدرب الآمن والطريق الأقصر كلما أُسدل عليهم الظلام، وانسدت أمامهم الآفاق، وتقطعت به السبل، هو الذي يطلق التحذيرات ويلبس شارات النضال إذا أدلهم الخطب وعصفت الأحداث، وارتعشت الأيدي وزلزلت الأقدام.

 

هو الذي يمد حبال العلاقة وخيوط السلامة مع كل الأحزاب والمناطق، ويوصل ما انقطع من علاقاتها مع قيادة الإصلاح، بحكم ما للرجل من علاقات واسعة ورصيد من التشبيكات السياسية مع كل الأطراف، والتي عادة ما كانت تعصم المشروع السياسي من الانهيار وتحول دون حدوث أي تصدعات في بنيانه، هذا هو القائد السجين>

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر