نرجسية لا تشبع


محمود ياسين

مكرسين طاقتكم لانتزاع ما تريدونه من الناس، أموال جباية وولاء خالص عبر الدورات، أما ما يريده الناس وما يحتاجونه فليس عليكم، والمطالبة به مساندة للعدوان. 

يقال ألف باء الحكم: تحتكر الدولة إدارة الحياة وتقدم أسبابها، لكنكم جعلتموها مسؤولية من جانب واحد، على أنها حصرا بالناس ومسؤوليتهم تجاهكم، نقودا وولاء ومساندة "ثم لا يجدون في صدورهم حرجا مما قضيت، ويسلموا تسليما". 

عندما تحكم بوعي الميراث فأنت ترث البشر وعندما تحكم بوعي الانقاذ تحملهم على أكتافك. 

الغريب أن الناس راضون منكم بالقليل، وأنتم حالة هي مزيج من الجشع والكبر والعناد، ولا مستعدين تقدموا حتى تلك التي يمنحها الحاكم على مضض، دهاء وترضية. 

وكأن استدعاء الأمثلة الناجحة في وعيكم بتاريخ الحكم هي من تجارب الظالمين حصراً، وقبلها وكأن استدعاء إرث النبوة منتقى من أحداث لا تشبه النبي بقدر ما تشبهكم أنتم. 

لديك عالم يمور بالتحولات وصعود القوى، لديك تجارب انقلابات في شتى بقاع العالم الثالث ولسنا اول تجربة، وما من عاقل قد يخطر له تذكيركم بالدول المتقدمة، كونوا فقط تجربة عالم ثالثية، حيث تستولي قوة على السلطة وتعتمد القسوة عند صعودها ثم تفرغ بعدها لاسترضاء الجماهير.  

أما أنتم فحالة استرضاء شره لنرجسية لا تشبع. 

 

*من صفحة الكاتب على "فيسبوك" العنوان اجتهاد المحرر. 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر