الأكثر أهمية من ميناء الحديدة في مسألة السفر كان هو مطار صنعاء الذي تسبب إغلاقه طوال سنوات الحرب بحسب تقارير عدة في وفاة عشرات الآلاف من الأشخاص كان يمكن إنقاذ حياتهم بالعلاج في الخارج جراء أمراض مختلفة لا علاقة لها بجرحى الحرب كالمصابين بالسرطانات وعلل أخرى كثيرة يعانيها اليمنيون حتى منذ ما قبل اندلاع الحرب.
 
اليوم، وبعد الإعلان عن إعادة تشغيل المطار (إلى جهات محددة سلفاً) بعد سنوات من التدمير الممنهج لكل منشئات المطار الملاحية والفنية والأرضية هل يمكن القول إن المطار سيكون جاهزاً خلال أيام لاستيعاب الضغط المتوقع للسفر عبره؟ الجواب بالطبع لا.
 
حتى اسطول الخطوط الجوية اليمنية المقرر أن يكون هو الناقل الرئيسي والوحيد لآلاف المرضى لتلقي العلاج في الخارج تعرض للكثير من الإهمال والضرر ويحتاج إلى أعمال صيانة واسعة وباهظة التكاليف ووقت كاف لإنجاز ذلك.
 
وبالتالي ألم يكن من الأجدى في المقابل الإسراع في إعادة بناء النظام الصحي في الداخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه للتخفيف من عدد الحالات التي ينبغي سفرها للعلاج في الخارج؟
 
صحيح أن تشغيل المطار قد يتيح فرصة لعودة ألوف من المغتربين والطلاب الذين تقطعت بهم السبل إلى بلادهم، ولكن هنالك عشرات الآلاف من المرضى ممن لا يستطيعون السفر حتى لو تمت إعادة فتح المطار بسبب فقرهم، ولانقطاع الرواتب عنهم لأعوام طوال.
 
الأمر يحتاج إلى معالجات عدة ومن جوانب مختلفة حتى لا تكون إعادة فتح المطار مجرد معالجة لعًرَضٍ بسيطٍ من المرض وليس للمرض الأساسي الأكبر كله الذي يعاني منه اليمنيون.
 

*من صفحة الكاتب على فيسبوك

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر