إلى الله المشتكى !


نسيم القواس

إلى أولئك المهملون على أرصفة الطرقات الشاكية المتضورون جوعاً المسلوبون وطناً والضائعين حقاً الباحثين عن دفئ أسرة وسقف بيت واحد يجمعهم .

إلى أولئك الذي على درب الشتات يسيرون وعلى خطى اللاطريق يمضون لا يعملون إلى أين يتجهون وإلى أين سيصلون .

إلى من تركوا خلفهم حنان أمهاتهم وزوجاتهم وشوق أبنائهم وبناتهم

وجلد آبائهم للبحث عن اول خطوات الأمل .

إلى الجرحى الذين لا تهدئ جراحهم ولا تلتئم ولا تغفو عيونهم لشدة الألم.

إلى الموجوعون وطنا وجسدا وإلى الحاملين أرواحهم بأكفهم والمتوسدين أكفانهم

استعدادا للرحيل.

وإلى المرضى الذين لم تعد المشافي تستقبلهم واغلقت أبوابها في وجوههم فأختاروا السفر بحثا عن الدواء والشفاء والحسرة تسكنهم ان لا وطن  يداوي امراضهم ..

وإلى أولئك المثقفون صناع الأجيال وعماد الأمم إلى من ضاقت بهم الحياة في أوطانهم فأختاروا الرحيل رغم الألم واختاروا السير حيث يجدون أنفسهم ويجدون أرض يغرسون فيها العلم ويحصدون الأمل والعمل .

والى أولئك القابعون خلف قضبان السجون الفاقدين وطنهم وحريتهم  المتمسكون بالحياة والمؤمنون بالنصر  رغم قيودهم.

وإلى من يسطرون البطولات على قمم الجبال وينحتون على الصخور قصص النضال بأرواحهم ودمائهم. 

وإلى أولئك الراحلين إلى آخر دروب الحياة الى من عبروا الموت لنحيا

وعبرناه معهم  ليبقوا فأختارهم وتركنا نودعهم على أمل اللقاء .

إلى كل هؤلاء لم تعد تجدي الحروف لتكتبكم  ولا الكلمات لتنصفكم  ولا الدموع لتبكيكم .

وإلى الله المشتكى وحسبنا هو ونعم الوكيل .

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر