قبل بضعة أيام طالعنا مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية بتقرير تحت عنوان، تعز: معقل المليشيات غير النظامية " لكاتب قدمه المركز بانه كاتب يكتب باسم مستعار (خالد فاروق)!
 
أهمية ما كتبه الكاتب المجهول، ليس فيما كتب، ذلك ان ما قاله في ورقته تلك أنه جمع ولخص كل ما كان يكتبه خصوم الإصلاح منذ وقت طويل، لكن أهميته تأتي من تبنى مركز يعرّف نفسه بأنه مركز أبحاث مستقل، ثم يسمح لنفسه بنشر سلسلة من الافتراءات الكاذبة، وتستهدف حزبا مدنيا، ومحافظة مسالمة بهدف شيطنتهما معا.
 
لغة هذه الورقة التي تبنّى نشرها مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية لا تختلف عن مكايدات لغة الفيسبوك أو أي ناشط إعلامي مبتدئ، وهي لغة معيبة، في أن يتبنى مثلها مركز بحثي كما يصف نفسه، حيث غابت تماما لغة المراكز البحثية، والصياغة الحصيفة، والمنهجية المحايدة، وكانت أقرب إلى قرار اتهام يتلى في دولة بوليسية، وفي ظل نظام قمعي.
 
لم تخل صفحة تقريبا من التحريض والتثوير ولغة الاستعداء ضد الإصلاح، ومحاولات متكررة لإشعال فتنة تارة مع طارق صالح، ومرة مع الانتقالي، وأحيانا معهما في وقت واحد: مواجهات وشيكة مع قوات المجلس الانتقالي وطارق صالح!
 
وتطالعك هذه اللغة الاستعدائية منذ صياغة عناوين المحتوى: سيطرة الإصلاح.. توسع الإصلاح العسكري.. مواجهات وشيكة..  مخاوف...
 
ولا يتورع الكاتب المجهول - أيضا- من الإثارة المناطقية، فيتباكى على الحجرية، وأنها أصبحت مرتعا لمعسكرات مليشيا غير نظامية، وكأن الحجرية التي أفشلت مساعي إنشاء حزام أمني، أو نخبة مليشاوية، أو سلخها عن تعز، ستقبل بمليشيا من أي نوع آخر.
 
هل يعي الكاتب المجهول، قبله "مركز صنعاء" أن الحجرية كانت أول من تصدى لمليشيا الكهنوت الحوثية يوم 24مارس 2015 سواء بطردها بمسيرة شعبية من مدينة التربة، أو بإجبارها على الرحيل بمقاومة عسكرية من أسفل نقيل الصحا ومن رأس هيجة العبد؟
 
لا ينبغي لمجهول أن يزايد على الحجرية، ولا تحتاج الحجرية، ولا تعز كلها أن يتحدث عنها اسم مستعار.
 
معيب في حق موقع إخباري أن يتبنى مثل هذه الفتن التي تحاول إثارتها ورقة الكاتب المجهول، ناهيك عن أن يتبناها مركز دراسات، يفترض أنه مركز محترم.
 
لكن السؤال الأهم: هل أراد المركز بنشر كل افتراءات تلك الورقة التي تستهدف - حزبا مدنيا - أن تصبح ورقة الكاتب المجهول مادة إعلامية ضد الإصلاح، تحت مظلة اسم مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية!!؟
 
كثيرا ما رددت ورقة (المجهول): يقال، أو: اتهم خصوم الإصلاح.. فهل هذه أدلة وبراهين يقبلها عاقل حارة، يفصل في قضية بين خصمين؛ فضلا عن مركز دراسات يُموَّل بالعملة الصعبة، ومن حكومة ألمانيا، كندا، والاتحاد الأوروبي؟
 
ثم سؤال آخر، وأهم من كل ما مضى؟ لماذا غاب الحديث نهائيا عن خطر المشروع الظلامي للحوثي، وعن جرائمه منذ 20 مارس 2015، أم أن في ذلك رسالة استجداء وتمسح (بين) تلك الأقدام!؟
 
مؤسف كل الأسف أن يقع مركز للدراسات مثل هذا الوقوع، ويتساءل رجل الشارع البسيط عن الهدف من أن يقوم مركز دراسات، يفترض أنه كبير، بنشر ورقة لكاتب مجهول، يروي وقائعها عن أسماء مجهولة، ثم يرضى مركز دراسات أن يقع ضحية لافتراءات مجهولين...!!

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر