رفاقي كيف أنتم؟


هشام اليوسفي

أكتب إليكم ولا أدري إن كنتم ستتمكنون يوماً ما من قراءة ما كتبت أم لا!

رفاقي العالم هنا أصبح سجناً كبيراً لا يختلف كثيراً عن ذلك السجن اللعين إنه يعصب على عينيه بقطعة قماش سوداء كتلك التي يتم تغطية وجوة المعتقلين بها في غرف التحقيقات لكن العالم هنا يتعمد ذلك لكي لا يصادف صوركم ويدرك أنكم معتقلون في سجون الحوثي وتدخلون اليوم عامكم السابع، الحوثي يحجب عنكم النور لكن العالم يعصب عينيه لكي لا يرى النور الذي يُشع من وراء الظلام ذلك النور الذي مصدره أنتم.
 
إنه عالم جبان يكيل بمكيالين ولا يهمه ولا يكترث لما تواجهون وواجهناه معاً أن منظري حقوق الإنسان وحرية الرأي في هذا السجن الكبير يشبهون السجانين أولئك الذي يحترفون العبث بالنفسيات ويجيدون سحق القلوب إلا أن لهم هنا سياط الصمت السحيق يجلدون بها ظهوركم.... يصمتون لتزداد معناتكم.
 
رفاقي ليس السجان وحده من يوثق قيدكم العالم هذا أيضاً لديه نسخة من مفتاح باب تلك الزنزانة التي تقبعون فيها لكنه ثقبَ به طبلة أذنه لكي لا يسمع نداءاتكم وأنينكم.
 
عندما خرجنا سألنا عن الضمير العالمي عن أين كان عندما كنا في السجن سخر منا كل من سألناه لقد مات منذ زمن بعيد يا رفاق نعم مات ولم نجد له قبراً أيضاً.
 
رفاقي أجدني عاجز عن فعل أي شيء لأجلكم فقط أكتب إليكم لكي اداوي أوجاعي ببوحي إليكم وعلّي أستطيع بكلماتي أن أمزق ذلك الرباط الذي يغطي به العالم عينيه كي لا يراكم.
 
 
*صحفي مفرج عنه ن سجون الحوثيين بعد اختطاف نحو 5سنوات

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر