بالكتابة ننتصر على الظلم؟


مازن المجيدي 

لماذا أكتب؟سؤال يجول في خاطر كل من يُهم بالكتابة.

إذن ؛ لماذا أكتب؟ لأن الذي قدم من صنعاء ومران وعمران ليعيق حياة الناس ويشتتها ويضرب على المدينة طوقاً من الحصار - كل لحظة تقريباً- يوقف المركبات ويفتح بابها بكل ما أوتي من حنق ، ثم يتلفظ في الركاب بألفاظ مقززه ،ذات طابع مناطقي ،همجي بحت يثير استفزازي، أكتب. ولأن المبعوث الأممي الرجل الذي يجلس  على رصيف " المفاوضات "يحاول عبثاً وزيفاً التوسل والتسول للحصول على قرش "موافقة مزوره "تجود به أيادي ملطخة بالدم ، أيادي القرود المهددة بالانقراض.

أكتب في اكثر الأوقات رداءه ؛ عسى تدفع حروفي عجلة هذا العالم للتقدم قليلاً لتزيح ذلك الرجل الميليشاوي عن مداخل المدينة وبالتالي يمكن باستطاعتي العودة إلى منزلنا ، وانا محشو بالفرح والاشتياق ، بعد أن غادرناه قسراً قبل قرابة تسع أشهر. 

ويكون باستطاعتي ترتيب دفاتري وأوراقي المخضبة بالغبار ، الشاحبة من أثر العذاب وشظايا القذائف التي أناهلت على رؤوس منازل الحي.

أكتب لكم في لحظة ظلام ، في حضرة ضوء هاتفي الخافت الذي يُشك على الانطفاء ، لا لأسباب تكنولوجيه، أو لأننا في زمن العولمة ، ولكن نتيجة انقطاع التيار  الكهربائي الذي ذهب أدراج الرياح في لحظة كانت الأبراج والمولدات الكهربائية تحت لظى المدفعية .

أكتب ، للتخفيف من زحمة الأفكار التي تقطن رأسي بإستمرار ؛ الأفكار التي لاتموت أبداً ، التي تصبح كلمات وأحرف قد تكون سبباً في حدوث الكثير من العواصف والزوابع.  أو تكون الضوء المُسَلط على قضية ما ،أيّ كان نوعها فيكون الضوء طريقاً إلى النور أو الإنشراح.

أكتب عسى تخرج الأقلام القابعة دون أدنى مبرر في أقبية وسجون ميليشيا تتنفس بهشاشة بالغه كلما انفجرت الأقلام أحرفاً وكلمات في وجهها.

أكتب ؛ لأحاول الخروج من هذا المشهد القاتم الذي رسم في ملامح الكثير وشم اليأس ، فكلما عمدت الى مشاهدة نشرة الأخبار ومتابعة التطورات عن كثب و معايشة الواقع الأليم  تُقلب حياتي رأساً على عقب ، وتفتح في رأسي أنفاق من التفكير، بعدها نحاول فتح نوافذ التفاؤل لينساب الأمل الى أعماق الروح .

أكتب ؛ لتنتصر حروفي وكلماتي على الطغاة والظلم والجوع والبرد وكما يقال: "قطعوا رأسه كي تُشلَّ حركة أفكاره، تدحرج الرأس على المنصة، وقفزت الأفكار لرأس الجمهور".

 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر