عن مسلسل "غُربة البن"


أحمد الشلفي

الذين يوجهون انتقادات لمسلسل غربة البن الذي تعرضه قناة يمن شباب أتوقع أنهم ربما لم يعيشوا في الريف ولا يعرفون تلك الفترة.
أفهم بالطبع بعض الانتقادات ومنها ما هو صحيح.
 
أنا ولدت عام 78 في ريف يمني في منطقة بين إب وتعز وهي جغرافيا أقرب لتعز وتشبه لحد كبير ما نقله غربة البن.
 
ثم عشت في تعز عمرا طويلا وتنقلت بشكل وبآخر بين أريافها زائرا حينا طالبا حينا، ومشاركا في المناسبات الاجتماعية بين الحين والآخر.
 
وتقريبا شاهدت بعضا من تلك التفاصيل التي عرضها المسلسل.
تميز المسلسل بنقل تفاصيل ريف اليمن خلال المئة سنة الماضية روحا ولغة وفكرة وملامح.
 
بالتأكيد أن هناك انتقادات كثيرة للمسلسل في البنية الفنية والإخراج ولكني اعتقد أن كل ممثل أجاد دوره بطريقة جميلة مع بعض الملاحظات.
 
كان مثلا يمكن للمسلسل أن يتحاشى بعض الأخطاء وخاصة في الأداء ولكن بالنسبة لتجسيد الشخصيات فقد رسم المسلسل شخصيات الريف اليمني، وتلك هي الشخصيات لو ذهبت لأي ريف يمني لوجدتها.
 
إنه جهد مميز جدا في اللهجات والديكور والروح القروية في الحقبة الماضية.
 
أتوقع أن هذا المسلسل ليس جزءا واحدا فقط وإنما يجب أن يكون أكثر من موسم وفي كل موسم يتم تلافي الأخطاء السابقة، فغربة اليمني قديمة متجددة تستحق أكثر من عمل درامي.
أنا شخصيا أعتقد أن الكثير من الانتقادات سببها شيئان:
 
?-الحالة الرومانسية التي قدمها المسلسل وهي حقيقية ولا يمكن بأي حال من الأحوال تحاشيها لأنها تعكس عذابات اليمنيين واليمنيات المغتربين في تلك الفترة وقد عكست بطريقة لائقة.
 
?-الشيء الآخر شعور المنتقدين بأن ما يعرض إساءة لليمن وهذا غير صحيح فما يعرض يشبه اليمنيين العاديين مع إضافات درامية من حق المخرج تنفيذها بزيادة أو نقصان.
 
أنا شخصيا اندمجت مع المسلسل ورأيت فيه عملا إبداعيا مهما أجمل ما فيه التفاصيل التي حرص على اشتغالها بشكل جيد مع اعتراض بسيط على هوية بعض الشخصيات وبالتأكيد المشاهد العاطفية التي حفل بها المسلسل عرضت عذاباتنا القديمة وروح اليمني الطيبة والمحبة.
 
أقول لكل المنتقدين شاهدوه من جديد بعين المتفحص سترون أشياء جميلة أما العفة والأخلاق فهي ليست حكرا على أحد ومهمة الدراما والفن هي تأصيل القيم والعمل على إعادة إنتاجها.
 
يمكنكم رؤيتها في عيون نورية زوجة مسعود المحبة أو حتى في لغة عبد الوكيل الريفي الطيب أو في لغة زوجته المحبة للحياة والتغيير هذا هو مجتمعنا يا جماعة لو أردتم الحق.
 
كل هذه الوجوه كانت ولازالت بيننا اعتبروها واحدة من قراكم مع قليل بهارات فنية.
 
تحية لطاقم المسلسل جميعا واحدا واحدا شابا وشابة بعضهم أعرفهم وبعضهم سعدت بمشاهدته على الشاشة.
بقي أن أقول أن لدى الممثلين في هذا المسلسل إمكانيات مذهلة يمكن الحصول منهم على أداء أقوى.
 
واعتقد أن قادم الحلقات سيحمل أجمل ما فينا أرضا وإنسانا.
 
وحيا الله بكل مبدعة يمنية ومبدع في أي مجال.
 

*من صفحة الكاتب على فيسبوك

مشاركة الصفحة:

اقراء أيضاً

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر