كان غبياً وهو يستجدي الأمم المتحدة للسماح له بالسفر لتشييع الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو.

جاءت هذه المناشدة لتكشف الحالة البئيسة التي وصل لها والوضع المزري الذي يعيشه وهو يتوقع القبض عليه في أي لحظة سواء عن طريق حلفائه الحوثيين الذين لم يكن لديهم القضاء عليه سوى مسألة وقت فقط لتلاشي انهيار جبهتهم التي استمدت قوتها من الحرس الجمهوري التابع له، وعلى افتراض أنه سيسلم من هذه البوتقة فهناك جيش وطني على أبواب صنعاء تشبعت نفسيته بلؤم المخلوع فيرى ألا محالة لإفلاته من العقاب.

خلقت مناشدته التي لم يلق لها آذاناً صاغية موجة من البؤس لدى أنصاره وهم يرون زعيمهم مكبلاً في سجن بلا سجان يستجدي السماح له ولو لحضور جنازة وهو الذي يرغد ويزبد في خطاباته البهلوانية ليراه أنصاره واحداً من الزعماء الذين لا تكسر لهم شوكة ولا تلين لهم قناة.

هذا الاستجداء الرخيص صنع منه قزماً في عيون أنصاره واعتراهم الإحباط الذي لم يعهدوه من قبل وضع لجنته العامة لبقايا حزبه - الذي اختار الكثير منهم صف الشرعية لتسجيل وجود لهم في مقاومة المد السلالي البغيض - في موقف لا يحسد عليه لتوجه مناشدتها لهالة هم أنفسهم يعلمون مدى هشاشتها وما وصلت إليه.

اللجنة العامة لبقايا المؤتمر تأتي مناشدتها لزعيمها بالبقاء وعدم الخروج من الوطن لأسباب أهمها:

?ردم الفجوة التي صنعتها مناشدة المخلوع في وسط أنصاره حتى يوحي لهم بأن بقاءه في اليمن كان على رغبة ملحة من اللجنة العامة وليس لأنه مغبون لا يستطيع الخروج من جحره وعلى غرار المناشدات السابقة التي كان يمول دعاتها لإثنائه عن قراراته التي اتخذها لتضليل العامة.

وكأني أرى كل عضو منهم يهتف بملء فيه ((لمن تفلت عبادك)) على غرار ما سجلته العدسات وبثته الشاشات لسيدة الأعمال آمنة العمراني في مناشدته بالعدول عن قراره عدم الترشح لانتخابات 2006.

?بالإضافة إلى ما سبق فهناك رسالة ضمنية وجهها هؤلاء الأعضاء لزعيمهم فحواها (لم يكن خيار الخروج لك وحدك فقط فنحن أيضاً لدينا نفس الرغبة بالخروج).

بالإضافة إلى الهمس في أذن هذا الزعيم بأنه (لابد أن نواجه المصير الذي صنعناه لأنفسنا جميعاً، فلا يمكنك الخروج لتنجو بجلدك وتتركنا نواجه مصير أضحى محتوماً ونحن نسمع دقات الجيش الوطني على أبواب صنعاء).

وعلى أي حال فالتحليلان أعلاه تبدو منطقية ومحاولة لاستيعاب فلتات المخلوع الذي أصبح يهذي بما لا يضع حساب لتبعات هذا الهذيان.

وهم حين أرادوا لملمة الأمر بفعلهم هذا الذي يستغبي عقول العامة التي فطنت لفحوى الخطاب منذ الوهلة الأولى، رفعوا شبه الظن لمن لا زال في قلبه شك عن استكانة المخلوع إلى درجة اليقينية.

خطوة لم تكن موفقة ولم تؤت ثمارها كما أراد لها أبواق المخلوع تحت مسمى اللجنة العامة خاصة أن الاجتماع خصص لمثل هذا في حال أن هناك قضية وطن كان الأحرى أن تمر بها هذه الهلامات ولو على سبيل التمويه ومحاولة التغطية على قضية هامشية كهذه يريدون تمريرها.

لا أشك إطلاقاً أن حصيلة من اللوم وجهها هؤلاء في الخفاء عبر قنوات ضيقة لزعيمهم الذي حجبته عنهم الأحداث التي كانوا جميعاً شركاء في صناعتها.

وأخيراً أجزم أنهم أشد حرصاً على بقاء المخلوع في أوساطهم ليكون لهم مصير واحد وعاقبة واحدة لا يمكن أن يتجاوزها لينال سوءتها غيره.

 

مشاركة الصفحة:

اقراء أيضاً

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر