لماذا أردوغان؟!


هدى الحمادي

أردوغان الرجل والإنسان، تحلى بمعايير تروق لمزاج الناخب التركي، وإن اختلف معه مجموعة من الأتراك، وأيا كانت نتائج الانتخابات فقد أتعب الرؤساء من بعده؛ لأن المواطن التركي لن يرضى بأقل من مواصفات هذا الرئيس، فهو نموذج يجمع بين صفات القائد والبطل والرئيس والمواطن العادي، يلهم أتباعه ومحبيه من جهة، ويفرض على من ينافسه مجاراته وتقليده من جهة أخرى.

إلا أن أردوغان رجل حقيقي، وليس رجل بالصورة، كما هو سائد في الثقافة الشرقية.. فهو لا يعرف الخوف من الباطل مهما بلغت سطوته، صادق الوعد والكلمة، ولا يتراجع عن الحق، وفي قراراته يحرص على وضع يده في المكان السليم، وإن عزم لا يتردد في أي ظرف كان، يحمل الرحمة للمستضعفين والمساكين وعابري السبيل وذوي الحاجة، ولا يتصنع المشاعر كما يفعل من يوصف بالرجولة، وهو يجهل أدنى ابجدياتها، هذا الرئيس الذي عرفته شعوب العالم بنصرة المظلوم، بصرف النظر عن فكره ومذهبة وجنسه ولونه، وهو الحُر الذي تبرأ مما سوى الله، لا يخشى غيره ولا يخضع إلا له.

سيكتب التاريخ عنه، أن شعوب العالم العربي والإسلامي استبشرت بقيادته لتركيا، وفي كل مرة تزيد الانتكاسات، وتكثُر المصائب على الأمة، يهون عليهم، أن في هذا البلد قائدا يحترم إرادة الشعوب ويقدس قضايا الأمة، ولا يساوم فيها، مهما كان الثمن، سلاحه الأول مع خصومه المبدأ والقيم، ويفرض هيبة الحق حتى أصبح مهاباً في شخصه.. ففي الوقت الذي بدأ بعضنا يُعد قصص القادة والفاتحين بتاريخنا أساطير قد لا تكون واقعية ظهر هو ليكون في زمرة من صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

وسيذكر التاريخ أنه وأتباعه بحجم أمة حملوا همّ يتجاوز القوميات والحدود الجغرافية والطوائف والمذاهب والألوان والأجناس، اهتمامهم بالداخل التركي لم يسلب عقولهم وقلوبهم عن ما يدور في العالم من صراعات وظلم ومصادرة للحقوق والحريات، وامتهان شعوب بأكملها وتقتيلها وتجويعها.

وسنتذكر ذلك المشهد الجميل عندما دخلت تركيا في فترة الصمت الانتخابي، توقف الجميع عن الدعاية، ويحضر على وسائل الإعلام حتى مجرد التنبؤ بمن سيفوز، وحركة عمال النظافة، وهم ينزعون صور الدعايات الانتخابية، وترمي بالملصقات، وأعلام وصور الرئيس وحزبه، مثلها مثل باقي المنافسين والاحزاب في صناديق المخلفات.

سترسم مثل هذه الممارسات أحلامنا ليكون ضمن طموحاتنا المستقبلية تنفيذ مثل هذا النموذج في وطننا الحبيب.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر