فن إتقان العمل الخيري


هدى الحمادي

العمل الإنساني في اليمن يمارسه الناس بالفطرة؛ فأغلبهم لا يطيق تحمل رؤية محتاج أو ضعيف أو ملهوف بدون أن يبادر ويمد يد العون له، وهذه الخصلة نراها ونرى النور الكامن في شخصية الإنسان اليمني، بغض النظر عن الوضع الصعب في البلد.

والعمل الإنساني على قدر ما هو ممتع ويشعر صاحبه براحة ضمير؛ إلا أنه قد يكون باب جهنم عليه إن لم يتقن العامل فيه الصنعة..

ولا يتقنها إلا من كانت روحه الرحيمة، حاضرة في حله وترحاله، ويده اللطيفة لا تجف أبداً مع من يساعد ومشاعره الحانية تسبق صوته وما يبذله للناس.

لا يتقنها إلا من تمنى للمحتاج والضعيف ما يتمنى لنفسه، ويسعى بنية صادقة؛ لأن يصل المسكين إلى حد الاكتفاء، بل والغنى والتحول من وضعه الحالي، إلى وضع المحسنين والذين يقدمون العون لغيرهم.

لا يتقنها إلا من التزم بقاعدة "إنها صفيّة" طوال مسيرته العملية، وأخضع نفسه للرقابة والتزم الشفافية، وعمل ضمن فريق، وفي إطار مؤسسي، وتجنب الجهود الفردية التي تجعل صاحبها في شبهة ويحمل غيره إثم الشك والظنون بتحركاته.

لا يتقنها إلا من التزم الإحسان في كل سكنة وحركة ووضع نفسه مكان الضعفاء والمساكين والمحتاجين كي يراعي مشاعرهم، قبل وصول العون وفي لحظات انتظارهم للمساعدات وأثناء الحصول عليها وبعدها.

لا يتقن صنعة العمل الإنساني إلا من لا يعرف الكلل والملل الطريق إلى نفسه، ومن تصدق بنفسه وكل متعلقاتها قبل أن يأخذ زمام المبادرة ويعمل في هذا المجال.

ولا يتقنها إلا من قال ها أنا ذا سأعمل ولم يقل لما لا يعمل الغير أو من ذا الذي يقدم ما قدمت ويصنع ما صنعت أو يمسي ويصبح وهو يفكر بالأضواء وما سيقال عنه في غيابه.

فالعمل الإنساني بضع من رحمة الله في الأرض، من عرفه حق المعرفة وعمل فيه كما ينبغي فهو بخير في حله وترحاله، لا يعرف ضيق العيش ونكده الطريق إليه.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر