الجمهورية أولاً وأخيراً


محمد صلاح

لولا النظام الجمهوري لما وصل الرئيس هادي "صاحب أبين" حاكما لليمن بأكملها، سواء اتفقنا مع سياساته أو اختلفنا.

 

فلم يكن ذلك اليوم الخالد من سبتمبر الذي صنع فيه اليمنيون بكل فئاتهم، وشرائحهم، من كل مناطق اليمن المختلفة، نظامامهم الجمهوري، سوى رسالة وتأكيد منهم بعدم السماح لأي قوة، أو جماعة، أو كيان لاحتكار السلطة والحكم، باسم الدين، أو القبيلة، أو المنطقة، أو المذهب ....الخ.

 

فقد كان آخر حاكم جلس على كرسي السلطة من خارج دائرة ما كان يعرف حينها ب "اليمن الأعلى"، وحكم اليمن بأكملها إذا استثنينا فترة الحكم العثماني الأول، قبل 400 عام.

 

ومن هنا علينا أن نستعد لما هو قادم وهو بالتأكيد سيكون مختلفا عما ألفته اليمن خلال مائة عام بل وأكثر، فنحن أمام سقوط مرحلة تاريخية، وتداعيات ارتطامها لم تتوقف حتى اللحظة، منذ خمس سنوات، عند حدود منطقة، أو مناطق بذاتها، بل تجاوزتها إلى كافة أرجاء البلاد، بصورة لم تشهدها اليمن من قبل، إذ هي تعكس حجم ما جرى من تغيير مس جوهر منظومة الحكم، الذي أحدثته ثورة فبراير في البنية الاجتماعية والسياسية والعسكرية والاقتصادية للسلطة .

 

 

وإذا كانت ثورة سبتمبر قد أخرجت الحكم من يد الأئمة من ال حميد الدين، الذين كانوا يستندون إلى ثقافة سياسية ظلت تغرس في الوعي الشعبي داخل مناطق اليمن الأعلى لمدة 1200عام، وتمكن اليمنيون في شمال البلاد وجنوبها مجتمعين من تجاوزها، بفضل تضحياتهم، ونضالهم، وإيمانهم بالتغيير رغم العوائق التي كانت تقف في طريقهم، واستطاعت ثورة أكتوبر من تقويض منظومة الحكم العشائري والمناطقي المستند على الاستعمار الأجنبي، وبذلك تخلص اليمنيون من المستبد الداخلي، والمستعمر الخارجي، فإن ثورة فبراير تسير في طريقها نحو إعادة الاعتبار لليمن.

 

وما زالت اليوم ثورة فبراير باعتبارها امتدادا لثورتي سبتمبر وأكتوبر، تسير في طريقها لفك قبضة التحالفات الدينية والعسكرية، المستندة على الفتوى الدينية، وأوهام الإقطاعيات العشائرية المنقرضة، المرتكزة على العصبية وقوة السلاح، في الوثوب على السلطة والحكم .

 

26 سبتمبر الذي أعلن فيه اليمنيون ميلاد النظام الجمهوري لن يخسر، لكنه لا يربح بالضربة القاضية، هو يوم أبدي في حياة شعبنا المكافح، هو تاريخ لا يبلى، وعنفوان لا يهزم، لأنه نسج على منوال الشخصية اليمنية، تلك التي لا تعرف الاستسلام، والتي امتازت بالثبات والمثابرة، وإن سارت بخطوات بطيئة، لكنها حتما تصل إلى هدفها، مهما واجهت من صعوبات، أو كابدت من عوائق.

 

 

*من صفحة الكاتب على فيسبوك

مشاركة الصفحة:

اقراء أيضاً

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر