الى عفاش.. لقد خانوك أتباعك


أنور الأعور

لم تكن غائبا عن المشهد طيلة أربعة عقود، كنت ابرز قضية يتناولها الشعب بمختلف توجهاتهم، وكنت الخبر الأول في الصحافة، ولم تكن أبداً محاطاً بالعقول الجيّدة، والاتباع المخلِصين..

عندما كان البلد ينهار كنت أنتَ بطل المأساة، وأبرز الذين يقودوننا إلى الهاوية وهم مبتسمون. ها أنت قد أصبحت جزء من الماضي، وآكلتك الهاوية التي صنعتها بيدك، كنت تتجاهل الخطر الذي يحيط بنا، معتقداً أن الموت صديقك، ولعبةً بيدك تحركه كيف تشاء..!

كنت رائعاً وأنت تصنع الحروب، وبطلاً وأنت لا تموت، كنت تحرك الجيوش ولا تحمل البندقية، تشرح الانتصارات ولا تعرف  الهزيمة. كنتَ رائعاً وأنت تمشي على جثث اليمنيين، ثم تدين القتلى. ها أنت غادرت الحياة إلى الأبد بالشكل الذي لم تتوقعه أنتَ ولم يخطر ببالك.

لم يحب الشعب أحداً مثلك، ولم يخذله أحد أكثر منك. في كل مرّة كنت تدعو جماهيرك فتلبي دعوتك، تنسى كل شيء دفعة واحدة، وتتذكر أمراً واحداً فقط: أنك المنقذ الوحيد والخلاص لهذه الحرب لا بدّ وأنك كنت تزعم ذلك..!

دعني أخبرك بما حدث بعد موتك بصراحه: إنّ معظم اليمنيين تعرضوا لصدمة كبيرة بخبر مقتلك،  فكان البعض يعتقد بأنك أملهم للخروج من الأزمة التي تعصف بالبلاد خصوصاً بعد إعلانك الحرب ضد الحوثيين.

صنعاء بكتك، والشوارع أعلنت الحداد فشلّت حركتها حزناً عليك، وأصبح مصير المدينة مجهول. 

كان الجميع يترقب بتوجس وخوف ما الذي سيحدث خلال الأيام المقبلة، والكثير من النّاس قرّروا النزوح هرباً من الحرب التي يتوقعون حدوثها من اتباعاك، بغرض الإنتقام من قاتليك وهذا لم يحدث البتة.

 في اليوم الذي قتلك الحوثيون، عاش سكان صنعاء ومعظم المناطق اليمنية حالة من الحداد، لقد أضرب النّاس عن الخروح من منازلهم، وحرموا النظر في وجه الحوثيين، وهم يبتهجون بقتلك في شوارع المدينة.

لم يكن متوقعاً أبداً أن تقتل بسرعة كبيرة وبتلك السهولة، لقد بكى عليك أعدائك قبل أصدقائك، وكتبوا لك من الرثاء ما لم يُكتب من قبل.!

العالم بأسره صعق بخبر مقتلك وأرسلوا إليك التعازي من أطراف الدنيا كلها.

لم تكن طريقة قتلك جيدة أبداً، فأنت تعلم ذلك أكثر منا، ولم يكن ظهورك مقتولاً مناسبة أبدآ،  لقد شاهدك العالم في مقطع فيديو قصير يجرجرونك غلمان بطريقة مؤلمة ومشهد حزين، ينعتوك بأقبح الأسماء، ويرددون: دم سيدي حسين لم يذهب هدراً ياعفاش. 

لم يسبق للحوثيين بأن عاشوا فرحآ أكبر من ذلك. 

لقد أطلقوا الالعاب النارية في السماء والزغاريد كانت تضج بالأرض ممزوجةً بأغاني الانتصار بمقتلك.

لك ان تتصور هذا الموقف وتشعر بحجم الألم الذي أصاب أتباعك والعار الذي صنعته لهم..!
 
حسناً، أيها الزعيم دعني أخبرك بالذين تركتهم خلفك والذين آمنوا بك ، ستشعر بالعار لأنك تركتهم.!

لقد اعتقلوا الحوثيين أتباعك بالمئات  في يوم وأحد، لم يكن يكلفهم الإعتقال سوى إتصال وأحد يقولون فيه لمن يريدون اعتقاله"، إما أن تأتي إلينا الآن، أو نأتي نحن وأنت تعرف ماذا يعني أن نأتي إليك". لم تمر عليهم لحظة شعرو بالذل مثل هذه أبدآ.

وفقا لبيانات حزبك فإن عدد أعضائه يبلغ نحو ستة ملايين يمني، هل تُريد أن تعرف ما الذي صنعوه؟ لقد خضعوا للحوثيين كلهم إلا إعداد قليلة لا تذكر منهم وبضع نسوةٍ خرجنّ يطالبنّ بجثتك.

لقد هنأ بعضهم الحوثيين بمقتلك وشارك البعض في سجدة الشكر لرحيلك ومنهم خطيب مسجدك الكبير وغيره الكثير.

هل تريد أن تعرف ماذا صنعت قبائل طوق صنعاء؟  لم تصنع شيء لقد جعلتك طعم للحوثيين وذهبت لتنعم بتلك الأموال التي سرقتها من حق الشعب وأعطيتها لهم، لمن لا يستحق. كنت ذكيا وأنت تسرق وغبياء وأنت تنفقها على الجبناء.

لا تسألني عن أحد من أقاربك فقد شغلتهم مراقص دبي ومنتجعات بيروت عنك وتجاهلوا من تكون بالنسبة لهم ، فلتنام بسلام في ثلاجة الموتى ولا تسأل عنهم.

وأخيراً أريد أن أقص عليك نبأ الصماد:

لقد قتلته غارات التحالف العربي واليوم شيع جثمانه في ميدان السبعين، خرج الألاف من اليمنيين استجابة لدعوة عبدالملك الحوثي، وعلى رأسهم أعضاء حزبك، يحيى الراعي وبن حبتور وآخرين كانوا في الصف الأول، لا يهمنا أن الذي شيعه الحوثيين شخص آخر غير الصماد الذي تفتت أعضائه بثلاث غارات وأكثر، ما يعنينا أن الحوثيين أقاموا مراسم التشييع بالشكل الذي تمناه الصماد وتمنيته أنت، وهذا فخرا لاتابعه بأنهم ودعوا رئيس مجلسهم السياسي بعرس جنائزي يليق بهم كأتباع ويليق به كرئيس.

ماذا عنك أنت ؟ هل تأقلمت مع ثلاجة الموتى؟ 

لقد رحلت ولم يصلي عليك أحد ، ولم تجد من يشيع جنازتك.

لقد خذلتك الأموال التي سرقتها من الشعب واحتميت بها وببعض الجبناء من أتباعك.

من بأعونا لأجلك بالمال بأعوك للهدف نفسه..!

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر