لماذا تصر الرياض وأبو ظبي على تحويل معركة تحرير تعز إلى مخطط لتطويع المحافظة وأهلها وتضع كل التضحيات التي قدمها أبناء هذه المحافظة قرباناً على مذبح الحقد المفرط لبن زايد على الربيع العربي.. بدأت المعارك هذا اليوم في شرق المخا لاستعادة معسكر خالد ابن الوليد الذي اتضح أن المقاومة الجنوبية سيئة الصيت لم تستطع السيطرة عليه مطلقاً.
 
وفي موازاة ذلك انطلقت المعركة في منطقة الكدحة التابعة لمديرية المعافر، عبر عناصر تتبع كتائب أبو العباس الملحقة بمعسكر 35، إنها الأدوات الإماراتية التي أصبح العميد طارق عفاش وجيشه جزء منها، بعد أنفق تحالف الرياض أبو ظبي الكثير من الأموال لإعادة برمجة طارق وجيشه ليعمل وفق الأولويات الأيديولوجية للتحالف.
 
المنطق الثأري هو الذي يوحد التحالف الجديد غير المتشابه في معركة لن تقود بالتأكيد إلى تحقيق هدف استعادة الدولة بل إغراقها في الحرب والصراع ومن ثم إعادة إقطاعها لوكلاء سيئين لأطراف إقليمية أسوأ.. يشعر أبناء تعز بالاشمئزاز من هذه الترتيبات التي قضت باستدعاء قائد محور تعز اللواء خالد فاضل إلى عدن، ليرقب المعركة من هناك.. إنه التحييد الكامل للجيش المناضل الذي ضحى بالمئات من عناصره في معارك الاستنزاف مع الانقلابين الذين كان طارق واحداً منهم وعلى رأس قناصاتهم.
 
تعز تشهد بداية مرحلة سيئة عنوانها الخيانة التي ادخرها التحالف لهذه المحافظة، منذ أول طلقة رصاص وجهها أبناء تعز على أعدائهم.. على أبناء تعز أن يوفروا الدماء التي تسيل في عدن وأن لا يبقوا أرضاً صالحة لسجن أو معتقل سري للتعذيب، وهي البضاعة التي تصدرها هذه الأيام دول السوء في جزيرة العرب.
 
على تعز وأبناؤها أن يستعدوا لمعركة طويلة الأمد مع أعداء كثر أخطرهم التحالف، وأن تكون معركتهم على أساس من الوعي بالبعد الأخلاقي لقضيتهم العادلة.
 

*من صفحة الكاتب على فيسبوك

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر