الأخبار

استبعدوا التصعيد العسكري.. محللون: إدارة ترامب ستتخذ سياسة حازمة ضد الحوثيين تستهدف مواردهم

تقارير | 17 نوفمبر, 2024 - 4:19 م

يمن شباب نت

image

تحدث محللون عن توقعات تعامل إدارة ترامب مع الحوثيين خلال فترة رئاسته في البيت الأبيض، الذين يواصلون هجماتهم في البحر الأحمر منذ نحو عام، عقب بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة.

وتعد هجمات الحوثيين على الملاحة البحرية في البحر الأحمر، من أبرز التحديات التي تواجهه الولايات المتحدة، وتساءل تقرير نشره موقع "الحرة" الأمريكي بالنسخة العربية. عن ماهي خيارات الإدارة الأميركية الجديدة لصد هذا الخطر؟

ورأى المحللون الذي تحدثوا للموقع ان خيارات ترامب تبرز في تشديد العقوبات، مواصلة لما كان بدأة في نهاية ولايته السابقة في أواخر عام 2019، حيث صنف الحوثيين جماعة إرهابية وأنهى الدعم الأمريكي المقدم لمناطق سيطرة الحوثيين.

ويستبعد المحللون ان يتخذ ترامب قرارا بالحرب ضد الحوثيين لأن غالبية من عينهم في إدارته يرفضون شن حروب جديدة ويؤمنون باتخاذ عقوبات قاسية بالضغط في اقصى المستويات لتغيير سياسات الحوثيين. 

سياسة حازمة

والمحلل السياسي والعسكري الأميركي في معهد هدسون، ريتشارد وايتز، يرى أنه لا يمكن النظر إلى السياسة الخارجية الأميركية في عهد الرئيس المنتخب ترامب تجاه الحوثيين بمعزل عن إيران. وقال: "بالتأكيد واشنطن ستفرض الكثير من "العقوبات الشديدة على إيران ووكلائها في المنطقة، ومن بينهم الحوثيين، وهذا سيكون باتجاهين".

وأوضح أن سياسة واشنطن تجاه الحوثيين "ستكون بالضرورة حازمة، ولكنها ستكون متدرجة باتخاذ عقوبات أقصى عليهم، والحد من مواردهم المالية، ناهيك عن التوقعات بإعادة تصنيفهم كمنظمة إرهابية". وفق ما نقل موقع الحرة.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، التزمت بحماية حركة الملاحة في البحر الأحمر، ضد الهجمات من الجماعة التي تتلقى الدعم من إيران. وبدأ الحوثيون في نوفمبر 2023، شن هجمات بالصواريخ والمسيرات في البحر الأحمر وبحر العرب بدأت أولا على سفن تجارية يعتبرون أنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها، مؤكدين أن ذلك يأتي دعما للفلسطينيين في قطاع غزة.

استهداف الموارد المالية

"السلام من خلال القوة"، هكذا يتوقع المحلل الأمني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في واشنطن، محمد الباشا، سياسة ترامب الخارجية في الشرق الأوسط وتجاه الحوثيين خلال ولايته الثانية.

ويرجح الباشا وهو مؤسس مجموعة "الباشا ريبورت" الاستشارية ومقرها واشنطن أن إدارة ترامب ستعمل على "عزل الحوثيين دبلوماسيا وسياسيا وماليا، من خلال فرض عقوبات تستهدف تجفيف مواردهم المالية بدلا من التصعيد العسكري".

وتابع الباشا أن واشنطن قد تجري "إعادة تقييم شاملة للمساعدات الأميركية لليمن، لا سيما في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، مما قد يؤدي إلى تخفيضات كبيرة في التمويل، إذ أن الولايات المتحدة هي الممول الأول لخطة الاستجابة الإنسانية الأممية لليمن".

وأضاف أن مواقف كبار الذين اختارهم ترامب بمن فيهم وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مارك والتز، وسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة إليز ستيفانيك تشي بأن "يتم إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية خلال أول 100 يوم من ولايته".

وحذر تقرير أعده خبراء في الأمم المتحدة ونشر مطلع نوفمبر من أن الحوثيين في اليمن يتحولون إلى "منظمة عسكرية قوية" توسع قدراتها التشغيلية بفضل دعم عسكري "غير مسبوق" خصوصا من جانب إيران وحزب الله.

سياسة ترامب سيحددها الحوثيين 

سياسة ترامب تجاه الحوثيين قد "يحددها الحوثيون أنفسهم، إذ أن أفعالهم هي التي ستحدد الطريقة التي ستذهب بها الإدارة المقبلة للتعامل معهم"، على ما يؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، ريتشارد تشازدي.

وقال "أن هذه السياسة ستحددها أيضا تصرفات إيران، فإذا نشطت طهران وكلائها، هذا سيجعل واشنطن تتجاوب بطريقة حازمة معهم جميعا"، وفق ما نقل موقع الحرة.

وأضاف: "إن ترامب عليه أن يتعامل مع واقع مختلف في الشرق الأوسط عما كانت عليه الأمور في إدارته الأولى، إذ أن السعودية التي كانت تقود تحالفا ضد الحوثيين أصبحت في تقارب أكبر مع إيران بوساطة صينية، ناهيك عن رغبتها في الانسحاب بأي شكل من الحرب في اليمن.

وتراجعت حدة الحرب في اليمن بشكل كبير في أبريل 2022 مع دخول هدنة لمدة ستة أشهر توسطت فيها الأمم المتحدة حيز التنفيذ، وبقيت عند مستوى منخفض منذ ذلك الحين.

وقال الأكاديمي تشازدي إن التغييرات الجيوسياسية ستكون أشبه بـ "أحجية" أمام ترامب، خاصة في ظل ما يحصل في لبنان وغزة والبحر الأحمر، إذ قد تتطلب منه الأحداث "تسريع وتيرة الهجمات المباشرة ضد الحوثيين، ما قد يتطلب تعزيز القوات العسكرية الأميركية الموجودة في البحر الأحمر، وهو ما يتعارض مع سياسة ترامب الانعزالية في سحب القوات الأميركية من الكثير من المناطق حول العالم".

هل يصعد عسكرياً ضد الحوثيين؟

ويستبعد وايتز أن تتجه واشنطن لشن حرب على الحوثيين أو على إيران، مشيرا إلى أن حتى من اختارهم ترامب لإدارة ملف السياسة الخارجية في إدارته، غير متحمسين للحروب، بقدر ما سيتم استخدام سياسة الضغط الأقصى من خلال العقوبات لدفع إيران، لتغيير سياساتها في المنطقة، وهو ما يعني تغيير سياسات الحوثيين.

ونوه إلى أن هذا لا يعني أن واشنطن لن ترد على أي هجمات من إيران ووكلائها، التي تستهدف أمن البحر الأحمر أو إسرائيل أو حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.

ولمحاولة ردعهم، تشن القوات الأميركية والبريطانية بشكل مشترك أو الجيش الأميركي وحده، ضربات على مواقع تابعة لهم في اليمن منذ 12 يناير. ولا يعتقد الأكاديمي تشازدي أن إدارة ترامب ستحجم عن استخدام القوة ضد الحوثيين وإيران، مشيرا إلى أن حديث ترامب عن "أنه لن يكون هناك حرب خلال عهده" ما هو "إلا للاستهلاك المحلي وشعار لجذب الناخبين الأميركيين".

وقال إن "ترامب بالنهاية تحكمه حسابات العلاقات والمصالح، أكان ذلك على الصعيد الشخصي وحتى الرسمي"، مؤكدا أنه "من غير المنطقي الإدلاء بتصريحات أن الولايات المتحدة لن تخوض حربا خلال السنوات الأربعة المقبلة".

ولا يتوقع المحلل الباشا أن تتحول سياسة واشنطن البحر الأحمر "من الدفاع إلى الهجوم" إلا إذا استمر الحوثيون في استهداف السفن البحرية أو الأفراد العسكريين الأميركيين أو المصالح الأميركية، وذلك تماشيا مع نهج ترامب الحازم في السياسة الخارجية واستعداده للرد بشكل حاسم على التهديدات.

ويعتقد أنه إذا استمر الحوثيون في شن الهجمات قد توجه واشنطن ضربات مباشرة أو بعيدة المدى ضد قيادات الحوثيين كوسيلة للردع، ورغم تأكيد ترامب تجنب شن الحروب واسعة النطاق، إلا أن سجله في إدارته الأولى تضمن تصفية قائد فيلق القدس قاسم سليماني بالعراق، وهو ما قد يعني استعداده لاستخدام القوة لحماية المصالح الأميركية دون الانخراط في صراع طويل الأمد.

ويشرح الباشا أن الرئيس المنتخب، ترامب خلال ولايته الأولى، تحالفه مع "السعودية والإمارات لزيادة الضغط على الحوثيين وداعميهم الإيرانيين، وهي استراتيجية من المحتمل أن تستمر"، منوها إلى أن الرياض وأبو ظبي لم يعد لديها بمزيد من العمليات العسكرية ضد الحوثيين، مما يعزز أيضا خفض فرضية التدخل العسكري الأميركي واسع النطاق".

ويقول إن الولايات المتحدة قد تشن هجوما، أو تتجه للتصعيد في البحر الأحمر في حالة واحدة "إذا تسبب هجمات الحوثيين في إلحاق الأذى بالأفراد الأميركيين أو السفن الحربية".

وعلى غرار ما يتوقع أن يحدث في حرب أوكرانيا بأن يطالب ترامب حلف الناتو والاتحاد الأوروبي بتولي دور أكبر، سيطالب أيضا بدور أكبر منهم في عمليات البحر الأحمر، خاصة وأن ممرات الملاحة والتجارة في هذه المنطقة تؤثر على أوروبا والصين أكثر من الولايات المتحدة، وسيدعو إلى مساهمات دولية أكبر لتأمين هذه الطرق التجارية الحيوية، بحسب الباشا.

المصدر: يمن شباب نت + الحرة

| كلمات مفتاحية: الحوثيين|ترامب

أخبار ذات صلة

[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024