كاتب أمريكي: تركيز واشنطن على حل سياسي لحرب اليمن "قضية مهمة" لتطوير علاقاتها مع الرياض

اعتبر كاتب أمريكي بأن تشجيع واشنطن لحل سياسي للحرب الأهلية اليمنية يمثل إحدى أبرز القضايا ذات الاهتمام المشترك التي يتوجب أن يركز عليها الأمريكيون في انخراطهم مع المملكة العربية السعودية، من بين قضايا مختارة أخرى مثل مكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وتعزيز بنية دفاع جوي وأمن بحري بقيادة إقليمية.
 
وتساءل الكاتب ماثيو سي ماي، في مقال بمجلة نيوزويك «Newsweek» عما يمكن أن تتعلمه الولايات المتحدة من المناورات الدبلوماسية الأخيرة التي أدت إلى التغيير في الشرق الأوسط؟، وأشار إلى "أن التقارب الذي توسطت فيه الصين بين السعودية وإيران، وتسريع التطبيع الإقليمي مع سوريا، وعملية السلام اليمنية، يظهر كيف يمكن للخصوم أن يتوصلوا إلى تسوية مؤقتة لاستيعاب مصالح بعضهم البعض".
 
وقال الكاتب بأنه في حين يخشى بعض المحللين أن تحل الصين محل الولايات المتحدة كشريك القوة العظمى المفضل في المنطقة، أو أن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية يبرر انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها نظام بشار الأسد فإن الحقيقة هي أن هذه المخططات تعكس السياسات الخارجية المستقلة وغير المنحازة التي باتت اليوم سمة من سمات القوى المتوسطة في عالم متعدد الأقطاب.
 
ووفق الكاتب، هناك درس هنا لواشنطن يكمن في أن اعتماد سياسة خارجية للمعاملات تعتمد على الدبلوماسية المرنة مع تقليل التشابكات في النزاعات المحفوفة بالمخاطر من شأنه أن يضع الولايات المتحدة في موضع أفضل لإشراك المنطقة بشروط تعكس أهميتها الضئيلة بالنسبة لأمن الولايات المتحدة وازدهارها.
 
وأضاف" بأن تراجع نفوذ الولايات المتحدة ومصالحها في الشرق الأوسط هو نتيجة طبيعية لتعدد الأقطاب وتركيز واشنطن على منافسة القوى العظمى" واعتبر "بأن السياسة الأمريكية العامة تجاه المنطقة لا تزال غير متوافقة مع هذه التطورات".
 
وعانت علاقات الولايات المتحدة مع المملكة العربية السعودية من توقعات غير واقعية حول مدى استعداد كل جانب للآخر. في عام 2019، بعد أن ألحقت الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية أضرارًا جسيمة بالمنشآت النفطية السعودية، امتنعت واشنطن عن الرد عسكريًا على الرغم من مطالبة الرياض بذلك. 
 
في الخريف الماضي، اختارت أوبك عدم زيادة إنتاج النفط على الرغم من أن البيت الأبيض زعم أن المسؤولين السعوديين وافقوا على القيام بذلك للمساعدة في خفض أسعار الطاقة العالمية. 
 
ومما لا يثير الدهشة، أن تضارب المصالح هذا دفع الرياض إلى تنويع شراكاتها مع الدول الراغبة في تقديم نوع المساعدة التي تتردد واشنطن في تقديمها، مثل تطوير برنامج نووي مدني وصواريخ باليستية، كما أدت التغييرات في سوق الطاقة العالمية إلى زيادة النفوذ الجيوسياسي لدول أوبك.  
 
وكما يتضح من تحركات أوبك الأخيرة لخفض الإنتاج، فإن هذا "يعزز قوة الدول البترولية" التي "تتحكم في معظم الطاقة الفائضة في العالم ويمكنها زيادة إنتاج النفط العالمي بالزيادة أو النقصان في وقت قصير".
 
ورجح المقال أن يكون "تحول المملكة العربية السعودية إلى الشرق" ونفوذها على أسواق الطاقة العالمية سمات دائمة لسياستها الخارجية المستقلة والأكثر حزماً، لافتا ًإلى أن الالتزامات الأمنية الأمريكية الجديدة لن تعزز نفوذ واشنطن على المملكة أو تغير مسار العلاقة على المدى الطويل".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر