"الزبيدي يحاور نفسه".. هل فشل اللقاء التشاوري الذي دعا له المجلس الانتقالي الجنوبي قبل أن يبدأ؟

[ عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات ]

من المقرر أن ينعقد، اليوم الخميس، اللقاء التشاوري الذي دعا له المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا في العاصمة المؤقتة عدن (جنوب اليمن). في الوقت الذي أعلنت الكثير من المكونات السياسية والاجتماعية في المحافظات الجنوبية رفضها الحضور واختزال قضيتهم في رؤى الانتقالي.
 
ووجه الانتقالي دعوات لشخصيات ومكونات سياسية جنوبية بهدف الخروج برؤية موحدة بشأن المشاركة بفريق واحد في مفاوضات الحل الشامل في البلاد تحت قيادته. لكن هذه الدعوات قوبلت بالمقاطعة والرفض من المكونات الجنوبية الفاعلة، وكل مكون له أسبابه التي جعلته يمتنع عن المشاركة في هذا اللقاء التشاوري.
 
وخلال الأيام الماضية برزت تلك الأصوات الرافضة للمجلس الانتقالي بشكل لافت، مما يطرح تساؤل ما إذا كان اللقاء قد فشل قبل أن يبدأ. حيث كان الرفض حاد من قبل المكونات الجنوبية واعتبر سلوك الانتقالي استغلال للقضية الجنوبية ومحاولة كسب شرعية، بالاحتفال بإعلان ذكرى تأسيسه.
 

أبرز المواقف
 
ترى المكونات الحضرمية بأنه يجب أن تكون طرفاً مستقلاً في أي مشاورات يمنية قادمة ولا يجب أن تكون تابعة لأي طرف جنوبي آخر. وعلى هذا الأساس أعتذر مؤتمر حضرموت الجامع رسمياً عن عدم مشاركته في اللقاء التشاوري الذي دعا له الانتقالي، مؤكداً أن "الأسس التي تبنى عليها قاعدة الحوار لم تكن مكتملة بعد".
 
وذكر المؤتمر في بلاغ له، السبت، أن الأمر الذي ألزم مؤتمر حضرموت الجامع عدم المشاركة والحضور في اللقاء التشاوري، هو الحفاظ على حضرموت ومكانتها من منطلق العدل والمنطق.
 
من جانبها قالت مرجعية قبائل حضرموت، إنها غير ممثلة في الحوار الذي دعا له المجلس الانتقالي الجنوبي، معلنة توقفها عن الاستمرار فيما يسمى بـ"الحوار الجنوبي". وأوضحت المرجعية في بلاغ لها، السبت، أن حضرموت بهويتها الضاربة في عمق التاريخ لن تقبل بأن تعود للضم والالحاق من جديد.
 
وأرجعت موقفها هذا إلى "كون اللقاءات التي شاركنا فيها بالقاهرة لم تكن سوى لقاءات شكلية فقط، ولم تلامس لب القضية والمتمثلة في الحوار الندي مع حضرموت، ومناقشة كل القضايا دون سقف مسبق".
 
وأمس الأربعاء، أعلن الائتلاف الوطني الجنوبي في بينا له، عدم مشاركته اللقاء التشاوري الذي دعا المجلس الانتقالي الجنوبي، مبيناً أسباب عدم مشاركته في رسالة وجهها لرئيس فريق الحوار الداخلي بالمجلس الانتقال الدكتور صالح محسن الحاج.
 
وقال البيان إنه جاء في الرسالة: "بخصوص اللقاء التشاوري المشار إليه لا يزال بالنسبة لنا غير واضح، فنحن لم نشارك في التحضير له، ولم يتم دعوتنا للمشاركة في اللجان التحضيرية، ولم نوضع في التفاصيل حول عدد المكونات المشاركة فيه، ولا الملفات التي سيبحثها، ولا مستوى التمثيل وآلية العمل".
 
وأوضح أن "أفضل آلية لحوار سياسي مثمر هي عقد لقاء تحضيري بين قيادات كل المكونات السياسية في الساحة الجنوبية، ثم ينطلق منه إلى حوار وطني موسع". شدد على أن الهدف المنشود هو تحقيق المصالحة الوطنية ومعالجة آثار الأحداث التي شهدتها العاصمة عدن وبعض المحافظات في السنوات الماضية.
 
من جهته، أكد وكيل محافظة المهرة بدر كلشات، مقاطعة أبناء المحافظة ومكوناتها للقاء التشاوري الذي دعا له المجلس الانتقالي، وقال أن" الشخصيات التي أعلنت حضورها هم أعضاء في المجلس الانتقالي ولا يمثلون المحافظة"، وأوضح أن المهرة "سيكون لها تمثيلها الرسمي والشعبي في الاستحقاقات المتمثلة في الحوار اليمني اليمني، وتحت رعاية إقليمية وأممية تفضي لمستقبل آمن ومستقر".
 

نزعة مناطقية
 
في السياق، أكد رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية عبد الكريم السعدي مقاطعته لدعوة المجلس الانتقالي للقاء التشاوري، مبيناً أن " العمل الوطني الجمعي هو الوسيلة الأفضل لنجاح أي دعوات.

وأوضح السعدي في بيان له، الثلاثاء، أن المجلس الانتقالي يسعى من خلال هذه الدعوات إلى "اختزال الجنوب في مكوناتهم وشخوصهم ومناطقهم وعلى الاحتفاظ بأسباب الفشل لهذه الدعوات والرحيل بها من دعوة إلى أخرى".
 
وطالب كافة المكونات الجنوبية بالعودة إلى جادة الصواب والعمل على التخلي عن ثقافة التسابق على الجنوب وتبني آليات عمل وطنية توافقية لرعاية مؤتمر جنوبي وطني عام لا يستثني أحد.
 
من جانبه، أكد نائب رئيس البرلمان اليمني محسن علي باصرة، الاثنين الماضي، أن حضرموت غير معنية بنتائج أي مفاوضات بشأن القضية اليمنية، لا يكون لها ممثل فيها. ودعا باصرة في بيان له، كل المكونات الحضرمية أن ترفع صوتها استنكاراً على تهميش المحافظة، وعدم تمثيلها في فريق التفاوض النهائي.
 
والأحد الماضي، أعلن المؤتمر الشعبي العام الجنوبي رفضها القاطع لدعوات المجلس الانتقالي لعقد لقاءات تشاورية التي قال إنها "مبينة على الكذب والخداع".
 
جاء ذلك في بيان صادر عن رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشعبي العام الجنوبي المهندس أحمد بن أحمد الميسري، أكد فيه على احترامه لمبدأ الحوار بمفهومه السليم، والذي يخدم في محصلته اصطفاف جنوبي يأمل كل الجنوبيين الحريصين، تحقيقه.
 
وأضاف أن "ما تسمى لجنة الحوار التي تعد لهذه المسرحية الهزيلة، تم تشكيلها بقرار من الانتقالي انطلاقاً من اعتقاده بإنه وصي على الجميع وأن عليهم الانضواء تحت مظلته في مشاورات يحدد شكلها وتوصياتها". وأوضح في البيان أن هذه اللقاءات " دليل على حالة التخبط والفشل، وعدم الاتعاظ مما سبق من مسرحيات حوار زائفة، انتهت جميعها لنفس النتيجة المخيبة للانتقالي نفسه".
 
مشدداً على أنه "لا حوار يمكن أن يقوم على قاعدة التابع والمتبوع، ويكون فيه الانتقالي مجموع الجميع لا جزء منهم، وراعي للحوار وليس طرف فيه".

 
تدمير القضية الجنوبية
 
يرى رئيس التكتل الموحد للإعلاميين والصحفيين ونشطاء المحافظات الشرقية عمر بن هلابي، أن المكونات الجنوبية الحقيقة رفضت المشاركة في المشاورات التي دعا لها المجلس الانتقالي لأنها تدرك أن " الانتقالي دمر القضية الجنوبية وكان أداة هدم لها".
 
وقال هلابي، في حديث لـ"يمن شباب نت" إن " اللقاءات التي دعا لها الانتقالي مؤخراً هي لاستكمال دفن القضية الجنوبية بشكل كامل" مشيراً إلى أن المجلس الانتقالي أقصى 90% من الجنوبيين.
 
وأضاف: "المكونات الصادقة مع قضاياها وخصوصاً في المناطق الشرقية رفضت رفضاً قاطعا المشاركة والحضور في هذه المهزلة، وأن من حضروا هم المكونات المستنسخة من المجلس الانتقالي".
 
وأشار هلابي، "أن اللقاءات التي يدعو لها الانتقالي هي لإضفاء الشرعية على مكونه واحتفالهم بـ 4 مايو 2017م يوم تأسيس المجلس الانتقالي ويوم نصب عيدروس الزبيدي نفسه رئيساً ومفوضاً للجنوبيين".
 
وأضاف أن الانتقالي يسعى من خلال اللقاء التشاوري إلى ذر الرماد على عيون الجميع بما فيهم المجتمع الدولي والإقليمي لإيهامهم بأنه الممثل الرئيسي الذي أجمع عليه الجنوبيين" ولفت "أن الانتقالي يسعى من خلال الضخ الإعلامي إلى ايهام العالم بأنه قادر على توحيد المكونات الجنوبية تحت قيادته".
 
وأوضح رئيس التكتل الموحد للإعلاميين والصحفيين ونشطاء المحافظات الشرقية، "أن المجلس الانتقالي لم يعد له ثقل أو تأثير في المحافظات الجنوبية عدا في ثلاث مناطق وهي يافع والضالع وردفان، ومنها تتركز قيادات الانتقالي في أي لجنة حوار يدعو لها".
 
وقال: "قيادة الانتقالي تريد إعادة الجنوب إلى مرحلة تقاسم السلطة والثروة كما حدث في عام 1986م، وإخراج جميع المعارضين في الجنوب وبالذات وتحالف الزمرة"، واتهم المجلس الانتقالي بالسعي وراء أهداف بعيدة عن القضايا الوطنية وعن القضية الجنوبية بشكل خاص، لافتاً إلى أنه مجرد مكون وظيفي منذ تأسيسه من قبل دولة وظيفية وهي دولة الإمارات.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر