أكلة "الزقني" الأثيوبية تستحوذ على مذاق اليمنيين في صنعاء

[ وجبة الزقني الإثيوبية من صناعة يمنية في العاصمة اليمنية صنعاء (يمن شباب نت) ]

امتزاج الشعوب مع بعضها، لاسيما القارة السمراء مع اليمن، وتلاحم الشعبين أثمر الى تبادل المأكولات ومن هذه المأكولات التي اشتهرت في اليمن "وجبة الزقني"، القادمة من الثقافة الاثيوبية، ومن بساتينها الخضراء الواسعة.
 
"ذكرى" شابة عشرينية بدأت مشروعها الخاص في بيع وجبة "الزقني" التي تجيد طباختها في صنعاء، تقول: "أصبح الطلب عليها يزيد يوما عن يوم، وبات زبائن اليوم مروجين لي ولمشروعي الذي أطلقت عليه اسم "ديستا" للأكلات الإثيوبية".
 
بمكوناتها الجميلة، الذي تبدأ من اللحوح الاثيوبي "الحبشي" ذو المذاق الحامض، وصلصة الزقني المكونة من الدجاج او اللحم او حتى البطاط، بالإضافة الى بعض من حبات البيض المسلوق، في مشهد جمالي، تفوح منه رائحة البهارات النفاذة ذو النكهة المميزة، في طبق فريد أصبح من ضمن أكلات اليمنيين.
 
بسبب الوضع الاقتصادي والضائقة المالية التي تمر بها معظم الأسر اليمنية، بدأت "ذكرى" التفكير بإنشاء مشروع خاص، يمكنها من الاعتماد عليه في الحصول على دخل مادي، ويشغل لها وقت فراغها الذي يخنق الشباب بسبب قلة الفرص، لم تجد ما تتقنه سوى وجبة الزقني التي ورثه سر تميزها ومذاقها من والدتها ذات الأصول الاثيوبية.
 
وتقول ذكرى السماوي - وهي جامعية حصلت البكالوريوس في الهندسة – لـ"يمن شباب نت"، "افتتحت مشروعي ديستا" للأكلات الاثيوبية نهاية عام 2020 بمشاركة والدتي، لكني وجدت كمية الإقبال عليه كانت كبيرة"، ولفتت "ان السر يعود الى الطريقة والبهارات المصنوعة بحب".
 
تصحو "ذكرى" كل صباح لإعداد طبق الزقني، وتحضير البهارات والبسباس الحبشي، تليها مرحلة الطلب من الزبائن الذين تتلقى اتصالاتهم يوميا لطلب الوجبة التي أصبحت ذات شهرة واسعة، وقالت: "مشروعي حاليا هو في وجبة "الزقني" فقط لكنني في طور إضافة أصناف مأكولات أثيوبية أخرى قريباً".
 

واجهتنا الكثير من التحديات كغرار أي مشروع خاص يقف على رجلية، منها الارتفاع المستمر في أسعار المواد الغذائية، وأزمة المشتقات النفطية التي باتت مشكلة تؤرق حياة الناس خصوصا أصحاب المشاريع التي تعطل أعمالهم مما يضطر مالكيها الى توقيف الخدمة أو اللجوء الى السوق السوداء والتي عادتا ما تكون أسعارها مرتفعة جدا.
 
وقالت ذكرى "ان ازمة البترول تعتبر تحدي كون مشروعي يعتمد على التوصيل إلى المنازل فقط، فانعدام البترول يسبب لنا معوقات كبيرة، اعمل على الشراء من السوق السوداء لمواصلة العمل".
 
وأضافت "أن حبي لنجاح لمشروعي ومدى قبول واستحسان الناس له، ردود الأفعال الإيجابية تصنع دافع قوي لمواصلة التحدي والمضي قدما نحو الاستمرار برغم التحديات". ولفتت "ان المشاريع الخاصة تحقق الاكتفاء الذاتي للنساء ولأسرهن أيضاً كما في حالتي، وطموحي كبير في هذا المشروع".
 
اليوم الشابة "ذكرى" 8تعيل اسرتها وتفي باحتياجات المنزل الأساسية من ايجار وماء وكهرباء وغيرة، لاسيما عقب وفاة والدها، لم تكتفي بذلك فقط بل تطمح الى مواصلة مسيرة نجاحها الى افتتاح مطعم ديستا للأكلات الاثيوبية في الفترة القريبة، بالإضافة الى تكوين سلسلة من المطاعم المتعلقة بالزقني خارج البلاد.
 
وتقدم السماوي نصيحة للفتيات في ختام حديثها مع "يمن شباب نت" قائلة، "ابدئن مشاريعكن بأفكار جديدة وغير متداولة، عادتا الأفكار الجديدة والجذابة الأكثر نجاحا، فالمشاريع الريادية الكبرى اليوم التي نراها لم تكن سوى فكرة صغيرة بالأمس".
 
وأثرت الحرب على النساء في القوى العاملة أكثر من الرجال، ففي عام 2015، انخفضت عمالة الذكور بنسبة 11%، بينما انخفضت عمالة الإناث بنسبة 28%. وتتفاوت هذه الأرقام على الصعيد المحلي، فبينما انخفضت عمالة النساء في صنعاء بنسبة 43%، بسبب تضرر القطاع الخاص بشدة، ارتفع فعلاً عدد النساء العاملات في عدن بنسبة 11%. وفق تقرير مركز صنعاء للدراسات.
 
وفي عام 2015، كانت الشركات المملوكة للنساء أكثر تضرراً من الشركات المملوكة للذكور، بالرغم من أن عدد الشركات المتضررة فعلاً أقل بكثير حيث أنها كانت تمثل 4% فقط من جميع الشركات قبل النزاع، في حين أن 26% من الشركات في قطاعات التجارة والخدمات والصناعة قد أغلقت بحلول عام 2015، وقد ارتفع هذا المعدل إلى 42% بين الشركات المملوكة للنساء، وعادة بسبب الأضرار المادية، إضافة لفقدان رأس المال ونقص الكهرباء والوقود.
 
ومع تواصل الحرب، أدى النزاع المطول إلى بعض الزيادات في عمالة النساء ففي بعض الحالات أصبحت المرأة هي المعيل، كما قادت الحاجة المادية عدداً متزايداً من النساء إلى بدء مشروعات جديدة، غالباً ما تكون أعمالا منزلية، ولقد تمكن أولئك الذين أسسوا مشاريع ناجحة من دعم أقاربهم بدخلهم، وفق التقرير.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر