جبايات وانتهاكات.. الباعة المتجولون في "عدن" اللقمة السائغة لمليشيا الانتقالي

[ مسلحو الانتقالي المدعوم إماراتيا ]

"استدعوني بلغة حازمة، وعندما اقتربت منهم أمروني بصعود الدورية دون نقاش، وفور طلوعي تعرضت للتهديد بالتصفية حال قاومت تسليمي إياهم كل مقتنياتي الشخصية، بما فيها بضاعتي البسيطة" بهذه الكلمات كشف الشاب العشريني أحمد علي، تفاصيل تعرضه للاختطاف والنهب من قبل مليشيا الانتقالي في عدن.

يقول أحمد علي، وهو شاب في العشرينات من عمره، ويعمل بائعا لما يسمى بـ"غزل البنات"، مشيرا إلى أنه "تعرض للاختطاف والنهب مطلع الشهر الجاري، من قبل دورية عسكرية تتبع مليشيا المجلس الانتقالي، في مديرية المنصورة بالعاصمة المؤقتة عدن".

وأشار أحمد في حديثه لـ"يمن شباب نت"، إلى أنه لم "يكن يتوقع أن يتعرض للخطف والسرقة تحت التهديد على متن دورية تتبع طوارئ أمن عدن، ومن قبل أفراد يرتدون البزات العسكرية وعلى مرأى ومسمع من الناس".

وأوضح، "أنه وبعد انزاله من الدورية هدد بتكرار ما تم معه حال عثر عليه في نفس المكان؛ ليلجأ للعمل في مكان آخر، بعد استلاف مبلغ يعينه على العودة للعمل في مشروعه الصغير المنهوب بالكامل، مع باقي المدخرات التي كانت بحوزته حينها".


اصطياد الباعة ونهب ممتلكاتهم

يأتي هذا في الوقت الذي بات فيه سائقو الدراجات النارية، وبائعو المياه، والباعة المتجولون إجمالا، باتوا هدفًا لدوريات مليشيا المجلس الانتقالي المتحركة في جميع المديريات، خصوصًا قرب أماكن التنزه والشواطئ، حيث يكثر الباعة، ويسهل اصطيادهم، ونهب ما بحوزتهم من أموال ومقتنيات وإن كانت بسيطة، وفقا لإفادة باعة متجولين.

وسبق لدوريات مليشيا المجلس الانتقالي تنفيذ حملات على باعة قنينات المياه المتواجدين في المطبات، وعند الدورات، ومصادرة ما لديهم من كميات؛ بحجة كونهم جواسيس لعصابات إرهابية، فضلا عن حالات النهب اليومية التي تتم بشكل متقطع وفردي؛ ما حدا بعشرات الباعة نحو البحث عن أعمال أخرى بعيدة عن أعين أفراد مليشيا الانتقالي.

حواجز التفتيش المستحدثة في أوقات المساء المتأخرة هي الأخرى باتت تؤرق المواطنين خصوصا من يمتلكون سيارات فارهة، ناهيك عن سيارات نقل البضائع التي تعد هدفا أساسيًا لهذه الحواجز التي لم تستحدث سوى لفرض الجبايات بقوة السلاح.


انتهاك سافر لحقوق الإنسان

ووصف "مدرم ابو سراج" رئيس المكتب السياسي بمجلس الحراك الثوري والمخفي السابق في سجون مليشيا الانتقالي، الجبايات غير المشروعة التي تنفذها عناصر مليشيا الانتقالي بشكل غير مسبوق في عدن بالانتهاك السافر لحقوق الإنسان، والتعدي الخطير على حقوق الآخرين، لاسيما عقب توقف السعودية عن دفع رواتب المليشيا التي كانت تدفع سابقا بواقع الف ريال سعودي لكل فرد.
 
وقال في حديث لـ"يمن شباب نت" إن ما يقوم به أفراد مليشيا الانتقالي من انتهاكات بحق الباعة المتجولين في الشوارع تحت حر الشمس والرياح وظروف البيئة القاسية ممن دفعتهم أوضاعهم المعيشية والإنسانية وظروف الحاجة للبيع من أجل إعالة عوائلهم وأطفالهم وأنفسهم بفعل الوضع الاقتصادي المنهار.

ولفت إلى أن وقف رواتب أفراد مليشيا الانتقالي انعكس سلبًا على أوضاع الجنود الذين وجدوا ضالتهم في الباعة المساكين عديمي الدخل ليعوضوا ما فقدوه من السعودية، بسرقة أموال الناس عن طريق الابتزاز بالترهيب والقوة. حسب وصفه.
 
وتابع "إنه لشيء مؤلم أن يتعرض هؤلاء الباعة الاكثر احتياجا في عدن إلى ابتزاز يومي يستهدف رزقهم الذي يواجهون من أجله معاناة قاسية وانتهاكات سافرة من قبل بعض الجنود والعسكر والبلاطجة الذين أصبحوا مصدر تضييق على كل عمل شريف".


الجبايات بدل الرواتب المقطوعة

وقال أبو سراج، إن عدم استلام أفراد مليشيا الانتقالي لرواتبهم الشهرية بانتظام ووقف راتب الألف الريال السعودي عنهم، دفعهم إلى ممارسة أبشع انواع الابتزاز والبلطجة؛ ليس بحق الباعة والضعفاء فقط، بل وحتى على التجار وأصحاب الأموال.

واستدرك بالقول "لقد انعكس الصراع السعودي -  الاماراتي سلبا على وضع أفراد مليشيا الإنتقالي وتحولوا بفعل قطع رواتبهم إلى عناصر خطرة تمارس الابتزاز بشكل تعسفي ظالم ما جعلهم في قائمة اللصوص، ومن يستحقون عقوبة جريمة الحرابة التي تهدد سلامة المجتمع وتفقده الامان على قوته ومعيشته وحياته وأمنه".

وأبدى ابو سراج استغرابه من عجز قيادة المجلس الانتقالي عن توفير رواتب أفراد مليشيا المجلس رغم وصول الجبايات المفروضة من قبل الجهات الرسمية التابعة للمجلس إلى أرقام قياسية تقدر بالمليارات الا انها تذهب لحسابات نافذين في المجلس دون أن يكون لأفراد المليشيا اي نصيب؛ ما يدفعهم لفرض جبايات إضافية لصالحهم والتوجه نحو نهب الناس.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر