في عيادة مؤقتة.. طبيب يعمل بإمكانيات ذاتية على إنقاذ حياة سكان منطقة "الشقب" بتعز (تقرير)

 في سبتمبر/ أيلول من العام 2015 وصلت حرب مليشيات الحوثي المدعومة من إيران إلى منطقة الشقب في مديرية صبر الموادم الواقعة شرقي محافظة تعز جنوب غربي اليمن، والتي لاتزال إلى اليوم تحت الحصار ووتعرض بين الحين والأخر للقصف.
 
ويعيش نحو عشرة آلاف نسمة تحت الحصار الحوثي، بلا معونات او تدخلات إنسانية، بسبب صعوبة الوصول إلى المنطقة الجبلية، حيث بات الدخول إليها كالخروج منها وهو بمثابة "مغامرة محفوفة بالمخاطر".
 
 في منطقة كهذه، تصبح الإصابات والأمراض والعدوى بين المدنيين مفتوحة العدد، في ظل صعوبة وصول الخدمات والامدادات الطبية، باستثناء أطباء من أبناء المنطقة يعملون بجهود ذاتية لكنهم يفتقرون لوحدة طبية مجهزة لاستقبال المرضى.
 
عيادة مؤقتة
 
لجأ الطبيب عادل عبد المغني (43 عاما) إلى تأهيل أفراد عائلته كفريق تمريض لإنقاذ حياة أهالي منطقة الشقب في مواجهة الأمراض والأوبئة وإصابات الرصاص والقذائف التي تطلقها مليشيا الحوثي بشكل شبه يومي من مواقع تمركزها في تبة الصالحين والتباب المجاورة لها.
 
كما حول عبدالمغني، منزل أحد أقاربه إلى عيادة مؤقتة تعمل بالإمكانيات المتاحة من أجل انقاذ حياة المرضى ممن هم في حالات خطيرة يصعب نقلها إلى مدينة تعز بسبب وعورة وطول الطريق، حيث تستقبل العيادة 20 يوميا.
 
في مناطق الاشتباك تصبح الحالات اليومية بين المرضى والمصابين عبئا كبيرا. ويصعب على طبيب واحد معالجتها واستقبال جميع المرضى في منزله، فالبعض يحتاج البقاء تحت الملاحظة الطبية لساعات.
 
لا يقتصر التحدي هنا على عادل وأسرته بقدر ما يشمل الجميع ذلك أن الجميع مهددون بالإصابة او المرض، خاصة وأن المنطقة محاصرة ومحاطة بالرصاص والقذائف والألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون، ناهيك عن الأمراض والأوبئة.
 
إمكانيات بسيطة
 
هذه المبادرة الطبية تعني الكثير للآلاف من سكان منطقة الشقب رغم إمكانياتها البسيطة، حيث أن أبناء المنطقة يثنون على صنيع الطبيب وأفراد عائلته وجهودهم المبذولة في سبيل انقاذ حياة المواطنين.
 
وقال أنور سعيد، أحد الذين تلقوا العلاج المجاني في العيادة المؤقتة، إن "الوضع في الشقب سيئ للغاية، ويتفاقم يوماً بعد آخر، ولم تنظر لهؤلاء السكان ومعاناتهم عيون المتبرعين ولا الجهات الرسمية. لولا لطف الله وهذه المبادرة البسيطة لكنت والكثيرين من أبناء المنطقة في عداد الموتى".
 
ويشكو سكان قرية الشقب من سوء الوضع الصحي وانتشار الأمراض بين السكان وتنوعها بين مزمنة وطارئة فمنها الفيروسية، والبكتيرية وغيرها من الأمراض الى جانب حالات إصابة نتيجة القصف الحوثي على المنطقة، وفق الأهالي.
 
انتهاكات حوثية

وفقا لتقرير حقوقي صادر عن لجنة الحقوق الإنسانية والتنموية والرصد في منطقة الشقب، فإن مليشيات الحوثي ارتكبت جرائم وانتهاكات مروعة وجسيمة بحق أهالي المنطقة.

وقال التقرير، إن الانتهاكات الحوثية شملت، 63 حالة قتل لمدنيين عُزل بينهم 12 طفلا و10 نساء، وإصابة 427 شخصا بينهم 78 طفلا.

 كما تسببت الألغام التي زرعتها جماعة الحوثي بمقتل 6 أشخاص وإصابة 17 آخرين، فضلا عن جرائم الاختطاف التي طالت 31 شخصا، وجرائم التهجير القسري التي طالت 94 أسرة وكذا نزوح 600 أسرة، بالإضافة إلى تفجير العديد من المنازل.
 
توسعة المشروع
 
وفي ظل الأوضاع المأساوية التي تعانيها منطقة الشقب، يتجه الطبيب عبدالمغني إلى توسعة المشروع الطبي الطارئ ليشمل فرق للإسعاف وأخرى لتقديم الرعاية الطبية وثالثة لبث روح التعاون ورابعة لتوفير ما أمكن من الأدوية.
 
وتقدم الفرق التطوعية خدمات مجانية تغطي نحو 30% من الاحتياج ويطمح الأهالي إلى توسيع أثرها، حيث تبرعوا مؤخرا بقطعة أرض من أجل إنشاء أول مركز صحي مؤهل في تقديم الرعاية الطبية لأهالي منطقة الشقب.
 
وساهم تتكاتف الأهالي وحشدهم لطاقاتهم في قطع شوط كبير تمثل في إنجاز ثلاث خطوات أساسية أهمها توفير أرض وتسويرها وتسويتها لتكون جاهز للأعمال الانشائية، أي ما يحقق نسبة الـ 30- 40% من المشروع.
 
 وما يزال الباب مفتوحا لانضمام جهود ومساهمات اخرى من أجل تحقيق حل مستدام لأزمة الخدمات الصحية في المنطقة. وهو دور يمكن للمنظمات ورجال الأعمال القيام به او ببعضه من أجل اتمام خطوة او خطوات إضافية نحو استكمال هذا المشروع الإنساني.



*ملاحظة: تم إنتاج هذه المادة بدعم من مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر