جامعة صنعاء بزمن الحوثي.. انتهاكات لا تتوقف بحق الطلاب ورسوم مضاعفة بلا تحصيل علمي

[ تتعرض جامعة صنعاء كبرى الجامعات اليمنية لتجريف حوثي خطير منذ 8 سنوات ]

اضطر الشاب أسامه محمود (23 عاماً) إلى بيع هاتفه للوفاء بدفع الرسوم الدراسية المفروضة عليه في الجامعة، بعد عجزة عن دفعها إثر رفع رسوم الخدمات الدراسية مؤخراً في جامعة صنعاء الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران. 


يدرس محمود في كلية الإعلام بجامعة صنعاء، ويشكو من تدهور وضعة المادي، على غرار مئات الآلاف من الطلاب اليمنيين الذين يواصلون تعليمهم بصعوبة كبيرة نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية للكثير من المواطنين منذ اندلاع الحرب الذي أشعلها الحوثيون في اليمن إبان انقلابهم على الدولة في خريف 2014. 


وفي خطوة حوثية من شأنها أن تفاقم معاناة طلاب جامعة صنعاء، أقدمت رئاسة الجامعة التابعة للحوثيين مؤخراً على رفع الرسوم الدراسية والخدمية بمختلف الأقسام والتخصصات الدراسية إلى أكثر300%، في الوقت الذي يعيش ثلاثة أرباع اليمنيين بحاجة الى مساعدات إنسانية.


رسوم مضاعفة

في نهاية نوفمبر الماضي أقرت رئاسة جامعة صنعاء رفع الرسوم بالتزامن مع تدهور الأوضاع المعيشية للكثير من الطلاب الذين يكافحون في سبيل استمرار مواصلة تعليمهم الجامعي في بلداٍ صُنفت ضمن أسوأ الأماكن في العالم للعيش فيها نتيجة استمرار الحرب منذ أكثر من سبع سنوات.

وأضطر "محمود" بيع هاتفه الذي لا يتجاوز سعره 50 ألف دولار (ما يعادل 90دولار) من أجل رسوم خدمات الجامعة، ويعمل بالأجر اليومي لتأمين لقمة العيش له، وتكاليف الدراسة، لأن والده بالكاد يتمكن من تأمين الاحتياجات الضرورية لأفراد أسرته، وقال إنه "يواجه صعوبات كثيرة في مشوار دراسته الجامعية".

وأضاف في حديث لـ "يمن شباب نت"، "وصل رسوم تجديد البطاقة الجامعية لهذا العام إلى 20 ألف ريال وهو مبلغ باهض من الصعب الحصول عليه بسهولة، وكثير من زملائي لا يستطيعون توفير هذا المبلغ غالبيتنا نمر بظروف معيشية سيئة".

"كل شيء يمكن تعويضه لكن العام الدراسي لا يعوض هكذا هي أوضاع معظم الطلاب في صنعاء هنالك زملاء أسكن معهم بنفس المسكن يكتفون بوجبة واحدة في اليوم وكل ذلك من أجل إكمال دراستهم وتحقيق طموحهم" يقول محمود. 

لا تقتصر معاناة رفع رسوم الخدمات بجامعة صنعاء على الطلاب الذين يواصلون تعليمهم فقط، إذ شملت حتى الطلاب الخريجين إذ يشكو عبد الرحمن قائد (25 عاماً) خريج قسم محاسبة في كلية التجارة والاقتصاد من رفع الرسوم وعدم مقدرته على دفع مبلغ رسوم شهادة التخرج.

وأضاف في حديث لـ "يمن شباب نت": "رئاسة الجامعة تتعمد تعذيب الطلاب حتى بعد تخرجهم، حيث أن رسوم الشهادة كانت سابقاً لا تتجاوز 5 ألف ريال أما الآن فإن رسوم الحصول على الشهادة الجامعية قد وصل إلى 20 ألف ريال".


انتهاكات لا تتوقف

ويشكو طلاب جامعة صنعاء من تصاعد وتيرة الاعتداءات المستمرة بحقهم من قبل كيانات وتنظيمات طلابية موالية للحوثيين، تحت مبررات عبثية، ومسميات عديدة، أبرزها محاربة ما يصفونه بـ"الاختلاط" والحرب الناعمة، وترسيخ ما يسمى بـ"الهوية الإيمانية".
  
ومنذ سيطرة الحوثيين على جامعة صنعاء إبان انقلابهم على الدولة في 21 سبتمبر /أيلول 2014 عمدت الميليشيات الحوثية إلى تشكيل كيانات مسلحة وأخرى طلابية موالية لها أبرزها: الملتقى الطلابي، والشرطة الراجلة، ونادي الخريجين بهدف قمع الحريات والتضييق على الطلاب وتفتيش هواتفهم المحمولة وغيرها من الإجراءات التعسفية.
  
يقول عبد الله إبراهيم (24 عاماً) اسم مستعار وهو طالب في كلية الهندسة بجامعة صنعاء بأن "الكيانات الطلابية التابعة للحوثيين حولت ساحات الجامعة أماكن للخوف ونشر الرعب بين أوساط الطلاب ولا يمكن يجتمع الزملاء لمناقشة اي موضوعات خاصة بالدراسة خشية بطش الشرطة الراجلة".

وأضاف في حديث لـ "يمن شباب نت"، "تكاد تمر أيام من دون أن يتعرض احد الزملاء للاعتداء أو الشتم أو الالفاظ النابية والاهانات"، لافتاً إلى "أن عمل الكيانات الحوثية لا يقتصر ذلك إذ أنهم يعملون في من خلالها على استقطاب الطلاب وتجنيدهم في صفوفها".


إذلال الأكاديميين

خلال السنوات الماضية تعرض العشرات من الأكاديميين بجامعة صنعاء للطرد من مساكنهم، وانقلبت حياتهم رأساً على عقب، وساءت أحوالهم المعيشية، والصحية، والنفسية بعد كانوا يعيشون حياة كريمة ومستقرة قبل سيطرة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران على الجامعة في خريف 2014. 

ومؤخراً عملت ميليشيا الحوثي على الاستحواذ والسيطرة الكاملة على كافة إيرادات الجامعة من خلال انشاء رئاسة الجامعة الموالية للحوثيين لمنصب إداري يرأس الإدارة المالية لكافة الأقسام الدراسية بهدف منع رؤساء الأقسام من التصرف بالأموال والإيرادات وهو ما تسبب بحرمان الأكاديميين من المستحقات المالية التي كانوا يحصلون عليها، وكانت تساهم في تأمين الغذاء لأفراد عائلتهم.  

ويعيش غالبية الأكاديميين والموظفين بجامعة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين أوضاعًا قاسية نتيجة استمرار انقطاع رواتبهم وتعرضهم للمضايقات والانتهاكات المتواصلة من قبل ميليشيا الحوثي وذلك بدوره انعكس سلبًا أدائهم التدريسي، وإنتاجهم العلمي بمختلف الأقسام والتخصصات الدراسية في الجامعة. 

وقال موظف في جامعة صنعاء – طلب عدم ذكر اسمه – "الحوثيين يعتمدون الاذلال علينا مع الأكاديميين ويجبرونا على العمل بدون رواتب، ويقدمون مستحقات زهيدة وأسمائنا ترفع الى هيئة الزكاة الحوثية لمساعدتنا لم أكن أتصور هذا مطلقاً".

وأضاف في حديث لـ"يمن شباب نت"، "جامعة صنعاء تعيش سنوات مظلمة للأسف، وإلى جانب تردي التعليم وانقطاع الرواتب، هناك عملية قمع وفرض ايدلوجية حوثية خانقة للطلاب في الكليات المختلفة باسم الدين".

وتابع: "ما يحدث هو التأسيس لثقافة القمع في الصرح التعليمي الجامعي الذي من المفترض انه منارة فكرية وثقافية، ويجمع حتى النشاطات السياسية المختلفة في البلاد في إطار الحوار الراقي والاختلاف الذي يثري الحياة".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر