مهنة جديدة، وعمل جديد، تغييرات كثيرة عاشتها المهندسة الشابة "إجلال أنيس" 26 عامًا، بعد تخرجها من كلية الهندسة جامعة عدن 2018 وبتفوق؛ لتجبرها معطيات الواقع على تغيير مهنتها في مجال الهندسة الى صناعة الأطباق.

إجلال، واحدة من طالبات جامعة عدن اللاتي وجدن أنفسهن في سوق البطالة بعد التخرج؛ نظراً لعدم وجود وظيفة في هذا التخصص، غير أن ذاك لم يمنعها من أن تشقّ طريقها وتبحث لها عن مجال آخر، ليس للكسب والعيش فحسب؛ وإنما للإبداع والتميز. 

"إجلال" وحيدة والديها من البنات، من مواليد 1996م، خريجة بكالوريوس اتصالات 2018م بتقدير جيد جداً، لم يمنعها عدم حصولها على الوظيفة، أن تصبح قصة نجاح يتناقلها الآخرون في كل مكان، في مجال صناعة الحلويات والكيك، وتشارك منتوجاتها في معارض رسمية كبيرة بعدن. 

وبالعودة إلى الحكاية مع هذه القصة من البداية، تقول إجلال إن عشقها للمهنة جاء انطلاقاً من شغفها للطبخ منذ الصغر، فهي وأهلها يحبون تجربة الطبخ والمأكولات المتنوعة. 

ولأنها وحيدة أمها فقد بدأت بالدخول إلى المطبخ مع والدتها، وأصبحت تعمل وتفرغ طاقتها في ذلك، وخاصة عندما يجتمع الأهل والأصدقاء، بعدها اعتمد الجميع عليها في صنع الحلويات بالمناسبات والأعياد. 

وبالرغم من موهبتها المبكرة وشغفها في صناعة الحلويات وبتفنن، إلا أن  دراستها الجامعية لم تسمح لها بالتفرغ لهذا المشروع، كما لم تكن لديها حتى النية لهذا أساساً، فقد كانت من المتفوقين في تخصصها الدراسي، وكان كل طموحها هو أن تحصل على وظيفة تتناسب مع مستواها التعليمي (كلية الهندسة) ولكن ذلك لم يحصل؛ فعادت لتمارس شغفها في الطبخ.
 
لم تكن صناعة الكيك بالنسبة لها هواية لأجل الاحتراف والشهرة بقدر ما كانت مجرد تجربة منزلية بجميع الحلويات المتنوعة.

تقول إجلال: "ذات يوم، أخبرتني صديقتي عن دورة حول أساسيات الكيك عبر الأنترنت، اشتركت فيها، وزاد شغفي لتعلم هذا الشيء وحببّني فيه، فبدأت البحث وتطوير نفسي فيه حتى وجدت نفسي أصنع عالمي الخاص، وأدخل هذا المجال بحُب وشغف". 

وتضيف: "اتجهت لأهلي وأخبرتهم برغبتي في شراء أدوات الكيك ومتطلباته فكانوا لي خير معين، وكانوا هم الداعم الأول والأخير لي في بدء مشروعي هذا، وكل الفضل يعود لأخي سندي بهذه الحياة بعد أبي رحمة الله عليه، وأمي التي لا أستطيع مجازاتها لوقوفها معي". 

بدأت المهندسة إجلال أنيس مشروع الكيك في بداية 2019م وأسمته Gogo Cake وحققت إنجازا عظيما، وتقول إنها لم تكن تتوقع هذا الإقبال، ولا هذا النجاح، خاصة وأنها ما زالت في بداية مشروعها؛ ولكن رغم صغر سنها إلا أنه أصبح لديها مكانتها واسمها. 

شاركت إجلال في معرض عدن الثالث لفنون الكيك عام 2020م وبالمعرض الرابع عام 2022م ومثلت مشاركتها إضافة نوعية رائعة بالنسبة لها بحيث تعرفت على أشخاص كثيرين وتوسعت معرفتها بفضل هذا المعرض، بكل من حولها.

شاركت في المعرض الثالث بكيكة "الشيدر"، وكانت السبب الكبير للتعرف عليها من الكثير من الناس، خاصة بعد أن نالت الكيكة إعجاب الجميع، وكان أول ظهور إعلامي لها حيث استضافتها القنوات التلفزيونية وأجريت لها مقابلات مع أكثر من قناة. 

ومع أنها تطمح أن يكون لها في المستقبل محل خاص بها مع طاقم عمل متكامل، وأن تغدو شهرتها على مستوى البلاد، لا تزال تواجهها الكثير من الصعوبات والعراقيل وتعترض طريقها إلى الآن؛ وفي مقدمتها: انقطاع الكهرباء المتكرر وانقطاع الماء وعدم وجود مكان خاص بالعمل، ويقتصر شغلها في طلبات الكيك من المنزل.