التنازلات جعلتهم يشعرون بالقوة.. محللون غربيون: هجوم الضبة "تصعيد خطير" يؤكد نوايا الحوثي في حرب اليمن

[ الحوثيين يرون بأن الوضع الراهن مناسب لهم بعد أن حققوا مكاسب من الهدنة (أسوشيتد برس) ]

قال خبراء غربيون بأن هجوم الحوثيين الأخير بطائرة بدون طيار في 21 أكتوبر/ تشرين الأول، على ميناء الضبة النفطية بمحافظة حضرموت (شرق اليمن)، يمثل أول تصعيد خطير منذ انهيار الهدنة ويزيد مخاوف اندلاع حرب شاملة مرة أخرى.
 
وأشار تقريرا لمجلة «DAWN» - ترجمة "يمن شباب نت"- "أن الحوثيين يرون بأن الوضع الراهن مناسب لهم، حيث انتزع المتمردون المدعومون من إيران فوائد كبيرة من الهدنة، مع الهدوء الذي سمح لهم بالاستعداد لاستئناف القتال وتحصين مواقعهم على جبهات مختلفة.
 
وقال التقرير: "يشعر الحوثيون الآن أنهم استعادوا ما يكفي من القوة بحيث يمكنهم الاستفادة من انتهاء الهدنة أكثر من تمديدها".
 
ويرى توماس جونو، الأستاذ المشارك في كلية الدراسات العليا للشؤون العامة والدولية بجامعة أوتاوا وزميل غير مقيم في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، بأنه "من وجهة نظر الحوثيين، من المنطقي السعي لمواصلة الحرب وتأجيل المفاوضات الجادة، لأنهم يعتقدون أن تسوية أبعد من ذلك ستوفر لهم ظروفًا أفضل من اليوم".
 
وقالت إليزابيث كيندال، الخبيرة في شؤون اليمن في كلية جيرتون بجامعة كامبريدج البريطانية "يبدو أن الحوثيين يشعرون بأن موقفهم قد تعزز خلال الأشهر الستة الماضية منذ تنفيذ الهدنة لأول مرة".
 
وأضافت: "بأن التحالف بقيادة السعودية قدم تنازلات كبيرة، مثل وقف الضربات الجوية، وفتح مطار صنعاء لبعض الرحلات التجارية، والاعتراف بجوازات السفر الصادرة عن الحوثيين، والسماح بدخول المزيد من سفن الوقود".
 
وذكر التقرير "بأن الحوثيين لم يقدموا التنازل الأهم خلال فترة الهدوء التي استمرت ستة أشهر: وهو تخفيف حصار تعز - إحدى النقاط الرئيسية في اتفاق الهدنة.  حيث أظهر ذلك ضعف النفوذ الدولي على الحوثيين".
 




وقالت كيندال أن "الحوثيين استفادوا من الهدنة بينما قدموا القليل من التنازلات"، وأضافت بالقول: "الأهم من ذلك أنهم رفضوا مقترحات متتالية للأمم المتحدة لفتح طرق تعز. وكان تصعيد الحوثيين في الفترة التي سبقت الموعد النهائي لتجديد الهدنة غير واقعي في غياب عملية سلام منظمة، حيث بدا ذلك وكأنه محاولة متعمدة من قبل الحوثيين لإعادة تصعيد النزاع".
 
وذكر التقرير "بأن الحكومة المعترف بها تعاني من انقساماتها الداخلية التي تقوض قدرتها على محاربة خصمها الرئيسي في حرب اليمن متعددة الأطراف، حيث كانت الاشتباكات في جنوب اليمن بين مختلف القوات المناهضة للحوثيين خلال فترة الهدنة مجرد مثال واحد على هذا الانقسام".
 
وقال البروفيسور جونو: "لا تزال الحكومة مجزأة للغاية ومنقسمة وطالما كان هذا هو الحال، فإن الحوثيين سيحتفظون بالأفضلية".
 
كما تصاعدت التوترات الجديدة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، الداعم الرئيسي للحكومة اليمنية، بشكل كبير هذا الشهر، مع تداعيات لها على اليمن، فبعد ثلاثة أيام من انتهاء الهدنة، أعلنت منظمة أوبك + كارتل قرارها بخفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا، مما أثار رد فعل كبير في واشنطن من إدارة بايدن والديمقراطيين في الكونجرس، قبيل انتخابات التجديد النصفي، وبالتالي فإن الحقد العلني بين واشنطن والرياض يمكن أن يزيد ثقة الحوثيين.
 
وقالت كيندال "تخفيضات إنتاج النفط التي أعلنتها أوبك بلس تصب في مصلحة الحوثيين في اليمن".

مشيرة بالقول بأنها "تزيد من الشكوك والعداء بين المشرعين الأمريكيين تجاه المملكة العربية السعودية، وهذا قد يعرض للخطر مبيعات الأسلحة الأمريكية والدعم العسكري لحملة التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن".

وتابعت: "كما أنه يقلل من احتمال قيام الولايات المتحدة بإعادة تصنيف الحوثيين على أنهم منظمة إرهابية أجنبية، الأمر الذي كانت السعودية والإمارات تضغط من أجله".


- فيديو :


مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر