موافقة حكومية ورفض حوثي وقلق دولي.. انتهاء فترة الهدنة في اليمن دون الإعلان عن اتفاق لتمديدها

انتهت الفترة الزمنية المحددة للهدنة الأممية في اليمن، مساء اليوم الأحد، دون الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لتمديدها بسبب رفض مليشيات الحوثي، في حين أعلنت الحكومة اليمنية موافقتها.
 
وفشلت جهود الأمم المتحدة في التوصل إلى اتفاق جديد لتمديد الهدنة وتوسيعها بسبب اشتراطات جديدة لمليشيات الحوثي المدعومة من إيران، ورفضها للمقترح المقدم للطرفين.
 
وقال الوفد التفاوضي للحوثي في بيان مساء السبت، إن "التفاهمات بشأن الهدنة، وصلت إلى طريق مسدود". كما لوحت المليشيات في بيانات أخرى باستئناف الهجمات العسكرية، واستهداف الشركات النفطية والملاحية.

وتشترط المليشيا لتمديد الهدنة، أن "تصرف الحكومة، رواتب الموظفين مدنيين وعسكريين ومتقاعدين دون تمييز بين محافظة وأخرى وتكون من الإيرادات السيادية وفي مقدمتها النفط الخام والغاز".

في مقابل ذلك نقلت وكالة أنباء "شينخوا" الصينية مساء اليوم الأحد، عن وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك قوله، إن "الحكومة أبلغت المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، الموافقة على مقترح تمديد الهدنة في البلاد".
 
وفي وقت سابق اليوم، التقى رئيس المجلس الرئاسي رشاد محمد العليمي، المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، ومساعده معين شريم، في العاصمة السعودية الرياض.
 
 وبحسب وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، فإن العليمي بحث مع غروندبرغ، "فرص تمديد الهدنة مع استمرار تعنت المليشيات الحوثية إزاء كافة الجهود الرامية لتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني".
 
وفي اللقاء أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي التزام المجلس والحكومة بنهج السلام العادل والمستدام على أساس المرجعيات المتفق عليها وطنيا، وإقليميا، ودوليا وخصوصا القرار 2216.
 
وأشار إلى "دلالة موقف المليشيات الحوثية المعادي لجهود السلام والمساعي الحسنة لوقف نزيف الدم، مقابل المبادرات التي سهلت لها الحكومة الشرعية للتخفيف من المعاناة الإنسانية في كافة أنحاء البلاد بمن فيهم أهلنا الخاضعين بالقوة لسيطرة هذه المليشيات المدعومة من النظام الإيراني".
 
وأشاد العليمي بدور المبعوث الأممي وفريقه من أجل إحلال السلام والاستقرار، مؤكدا" دعم المجلس والحكومة لهذه الجهود وأهمية مضاعفة الضغوط الدولية لدفع المليشيات على التعاطي الجاد معها، وتغليب مصلحة الشعب اليمني على مصالح قادتها وداعميهم الإيرانيين".

والسبت، نقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن مصدر مسؤول قوله إن "الحكومة تلقت مقترحًا محدثًا من المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ لتمديد وتوسيع الهدنة ابتداء من 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري".
 
وأضاف المصدر أن الحكومة تعمل على دراسة المقترح المحدث، وستتعامل معه بإيجابية انطلاقًا من حرصها على بذل كافة الجهود الرامية للتخفيف من المعاناة الإنسانية لجميع أبناء شعبنا في كافة المحافظات.
 
وأردف قائلا "بالرغم من تخلّف المليشيا الحوثية عن الوفاء بالتزاماتها المتصلة برفع حصار تعز، ووقف نهب إيرادات موانئ الحُديدة، فإن الحكومة لا تدّخر جهدًا في إبداء كلّ أشكال المرونة والتعاون مع المبعوث الأممي".

ردود ومواقف دولية
 
وفي سياق متصل، أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن قلق واشنطن إزاء تصرفات الحوثيين الأخيرة، مشددا على أهمية دعم المجتمع الدولي لمجلس القيادة الرئاسي في اليمن.
 
ورحّب بلينكن -خلال اتصال مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود مساء السبت- بالتزام السعودية بتمديد فترة الهدنة في اليمن.
 
وقال بلينكن إن "مزايا تمديد الهدنة ستشمل دفع رواتب المعلمين والممرضات وغيرهم من موظفي الخدمة المدنية، بالإضافة إلى توسيع الرحلات الجوية من صنعاء، وفتح طرق في تعز وأماكن أخرى، وضمان استمرار تدفق الوقود".

من جهتها، أعربت روسيا عن قلقها كعضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إزاء عدم إحراز تقدم في تأمين اتفاق لتمديد الهدنة قبل انتهائها في 2 أكتوبر.
 
وقالت السفارة الروسية لدى اليمن في بيان على حسابها في "تويتر"، "يجدد القائم بالأعمال الروسي في اليمن دعمه للمبعوث الأممي، ويشير إلى الفوائد الملموسة التي جلبتها الهدنة لكل من اليمنيين والأمن الإقليمي، ويدعو الأطراف إلى عدم تبديد هذا التقدم".
 
وأضاف البيان: "تدعو روسيا الأطراف إلى تكثيف التواصل مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة من أجل الاتفاق على تمديد الهدنة".
 
وتابع،" نكرر التأكيد على أنه لا يوجد حل عسكري للصراع في اليمن، ويعرب القائم بالأعمال عن قناعته بأن تمديد الهدنة يهدف إلى التوصل إلى تسوية سياسية شاملة وشاملة عن طريق التفاوض بقيادة يمنية".
 
من جانبه قال السفير البريطاني لدى اليمن ريتشارد أوبنهايم أن "الهدنة هي نقطة الانطلاق نحو وقف إطلاق النار والمحادثات السياسية".
 
واستعرض أوبنهايم في بيان مصور، الفوائد التي حققتها الهدنة خلال الأشهر الماضية، وقال إن "جميع الأطراف اليمنية سيكون لها دور تلعبه في المراحل القادمة".
 
وتابع، "أشجع الحوثيين على العمل مع الأمم المتحدة لتمديد الهدنة. إنه الطريق الوحيد الذي سيوفر لهم فرصة لتقديم الفوائد لجميع اليمنيين".
 
وقالت السفارة الفرنسية لدى اليمن، في بيان مقتضب إن "فرنسا تدعو الطرفين إلى قبول الاقتراح الأممي، وبذل كلّ الجهود في سبيل الإبقاء على الهدنة وتعزيز فرص السلام لصالح الشعب اليمني".
 
كذلك أكد السفير الهولندي لدى اليمن بيتر ديرك هوف، انضمام بلاده للدعوات المطالبة بقبول اقتراحات الأمم المتحدة بشأن تمديد الهدنة التي جلبت فوائد ملموسة لليمنيين.
 
وقال هوف،"نؤيد المقترحات التي تتضمن فتح طرق ودفع رواتب المدنيين"، مضيفاً "يمكن أن تكون الهدنة الموسعة نقطة انطلاق حقيقية لمحادثات السلام".
 
بدوره، قال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي "جوزيب بوريل"، إن الاتحاد "يدعم وبشكل كامل دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للأطراف (اليمنية) لقبول مقترح الهدنة المقدم من قبل المبعوث الأممي".
 
وأضاف في تغريدة نشرها المتحدث باسم الاتحاد في الشرق الأوسط، "حققت الهدنة الكثير من الفوائد ويمكن أن تجلب المزيد للشعب اليمني".
 
وكانت سفارة الصين لدى اليمن أعربت عن "أملها أن تستجيب جميع الأطراف لجهود المبعوث الأممي الخاص لليمن هانس غروندبرغ وتضع مصالح الشعب اليمني في أول الأولوية وتوافق على تمديد الهدنة، مما يمهد الطريق لاستئناف العملية السياسية وتحقق السلام في اليمن في أسرع وقت ممكن".
 
وفي 2 أبريل/نيسان الماضي، بدأت هدنة بين الحكومة الشرعية اليمنية ومليشيات الحوثيين، وتم تمديدها مرتين، لمدة شهرين في كل مرة.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر