تحدّى وواصل تعليمه متفوقاً.. شاب يمني من ذوي الاحتياجات الخاصة يحصل على منحة خارجية

[ الطالب علي بن الشيبة الذي تحدى الاعاقة بحضرموت ]

لم تُحْل الإعاقة الجسدية التي ولد بها الشاب اليمني "علي سعيد بن الشيبة" 20 عامًا دون تحقيق حلمه في الحياة. فقد استطاع تحدي الإعاقة ومواجهتها حتى تمكّن من إكمال دراسته الثانوية بنسبة 85% في محافظة حضرموت شرقي اليمن، وتمكّن على إثرها من الحصول على منحة دراسية في الخارج كأول طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة.

حيث أعلن مدير مكتب الشؤون الاجتماعية بساحل حضرموت أحمد باضروس، تقديم مكتبه منحة دراسية خارجية للطالب علي بن الشيبة لمواصلة دراسته الجامعية، ودراسة الإعلام في جامعة قبرص التركية، لرغبة علي في دراسة هذا التخصص.

وجاء إعلان أحمد باضروس خلال الحفل التكريمي الذي تم تنظيمه بهذه المناسبة للطالب علي سعيد بن الشيبة "من أصحاب الهمم العالية" نظير تحدِّيه الإعاقة ومواجهته للمعوقات والصعوبات لمواصلة دراسته وإكمال المرحلة الثانوية، والحصول على منحة دراسية كأول طالب معاق في محافظة حضرموت يحصل على منحة دراسية خارجية، على أمل أن يصبح مستقبلاً أول إعلامي حضرمي من ذوي الاحتياجات الخاصة.


بداية المشوار

بدأ "علي بن الشيبة" مشواره التعليمي والتحق بجمعية رعاية المعاقين حركيا في مدينة المكلا، ودخل الصف الأول، وبسبب مستواه التعليمي المتطور سريعاً درس أسبوعين فقط وتم تحويله إلى الصف الثاني، ومثله أيضاً إلى الصف الثالث.

واستمر علي في دراسته في الجمعية إلى الصف السابع من مرحلته الدراسية، إلا أن بعض المعوقات بدأت تسد طريقه، وقيل له أن الجمعية لاتوجد لديها أي إمكانية لفتح صف دراسي بعد الصف السابع، يقول علي: "هنا كانت الصدمة، وحسيت إنه هنا دوري انتهى وكل شيء انتهى حتى حلمي انتهى".

توقف علي عن الدراسة سنتين وكانت بمثابة سنوات عديدة مرت عليه بعيداً عن مواصلة دراسته وتحقيق حلمه الذي لطالما سعى إليه، إلا أنه لم يقف هنا فواصل ولم ييأس وكانت إرادته فوق كل شيء، والتحق بمدرسة 14 أكتوبر في مدينة المكلا وأكمل الصف الثامن والتاسع أساسي.

أكمل علي دراسته الأساسية ليبدأ مشواره في مرحلة أكثر مسؤولية وجُهد، والتحق بثانوية إبن شهاب بالمكلا ودرس فيها الصف الأول الثانوي في الفترة الصباحية، لم تكن هذه الثانوية خاصة بالمعاقين، فقد كانت مكتضة بالطلاب الذين يتجولون في أرجائها متعافين، إلا علي الذي كان الطالب الوحيد المعاق.


لا شيئ مستحيل

يقول علي: "في أول يوم دراسي ثانوي لي رأيت ذلك العدد الكبير من الطلاب هنا وهناك بينما أنا الطالب الوحيد المُقعد، وكنت أعاني يومياً ذهاباً وإياباً إلى المدرسة على كرسيي المتحرك إلى مسافة بعيدة تلفحني الشمس تارة وتؤلمني نظرات الطلاب لي بكل استهزاء وتنمر تارة أخرى". 

عاش علي توقُّف آخر في مسيرته التعليمية، حيث توقف لسنتين بعد الصف الأول الثانوي، والتحق بعدها بمجمع المكلا المسائي بثانوية الحداد، ليدرس ويُكمل فيها الصف الثاني والثالث الثانوي في الفترة المسائية.

واصل علي تعليمه من مرحلة إلى أخرى ومن نجاح إلى نجاح، ورغم الصعوبات التي تواجهه كطالب من ذوي الاحتياجات الخاصة إلا أنه تجاوزها بروح مليئة بالطموح وعدم اليأس، إلى أن وصل إلى المرحلة الثانوية ليكملها بنجاح وتفوق ويحاز على منحة دراسية خارجية.

يقول علي في رسالة وجهها عبر "يمن شباب نت" إلى كل طالب مثله من أجل المواصلة وعدم اليأس: "مافي شيء مستحيل، وعمر الظروف ماكانت مانع لتحقيق الأهداف، وأن الأنسان لايقف عن مواصلة شغفه والوصول لحلمه، فأحلامنا بأيدينا ونستطيع تحقيقها".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر