أطماع القوات المدعومة اماراتياً بالسيطرة على "قلب الطاقة" باليمن تصل لنقطة تحول.. كيف تضر بمصالح السعودية؟

[ الصورة لوكالة فرانس برس ]

قال تحليل أمريكي "إن معركة السيطرة على قلب اليمن وموارد طاقته وصلت إلى نقطة تحول، حيث تعاني المؤسسات اليمنية المعترف بها دولياً من أزمة متجددة"، مشيرا الى أن الاقتتال الداخلي الحالي داخل المعسكر الحكومي، يهدد كلاً إتفاق الرياض لعام 2019 المتوقف عن التنفيذ، كما يهدد الشرعية السياسية لمجلس القيادة الرئاسي الذي تم إنشاؤه حديثًا بضغط سعودي.
 

وأعتبر التحليل الذي نشره معهد الشرق الأوسط الأمريكي «MEI» -ترجمة "يمن شباب نت"- "بأن هذه تمثل أخبارا سيئة للغاية للسعودية، التي استثمرت الكثير في المجلس الرئاسي في محاولة لتوحيد المعسكر المناهض للحوثيين ومنع هجوم جديد على مأرب". 
 

وحذر، من أن أطماع القوات المدعومة اماراتيا في السيطرة على "قلب الطاقة" أو "مثلث القوة" وهي مدن شبوة، حضرموت، ومأرب، بالإضافة الى مساع تقليص نفوذ القوى الوحدوية كحزب الإصلاح الإسلامي "ستضر بمصالح السعودية في اليمن". 
 

ووفق التحليل، يواجه اليمن ثلاث مواقف متناقضة.  أولاً، على الرغم من بعض الانتهاكات (معظمها في تعز والحديدة)، لا تزال الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة بين الحكومة والحوثيين صامدة على نطاق واسع، لكن الفصيل المناهض للحوثيين ينهار.

ثانيًا، القوى العسكرية السياسية التي تتصادم على الأرض - المجلس الانتقالي الجنوبي، وقوات دفاع شبوة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، وكتائب العمالقة، وكلها تقاتل ضد حزب الإصلاح - هي رسميًا جزء من المؤسسات المعترف بها دولياً. 

ثالثًا، تواجه الحكومة اليمنية والجيش خطر التهميش الإقليمي، حيث يسيطر الحوثيون على جزء كبير من الشمال والحديدة، بينما تسيطر القوات الانفصالية الجنوبية في اليمن على الجنوب. 
 


في الأسابيع الأخيرة، استولت القوات الانفصالية الجنوبية، المدعومة بشكل غير رسمي من دولة الإمارات العربية المتحدة، على معظم محافظة شبوة الجنوبية، بما في ذلك حقول الطاقة والمدينة المركزية عتق، فضلاً عن احتلال شقرة وأحور وهي بلدات في محافظة أبين الساحلية، ضمن عملية عسكرية لـ "تطهيرها من التنظيمات الإرهابية" في كل من شبوة وأبين، هُزم الجيش اليمني الرسمي وقوات حزب الإصلاح المدعوم من السعودية أو أُجبروا على الانسحاب. 
 

ويرى المعهد الأمريكي "أن هناك ديناميكيتان رئيسيتان تلعبان دورًا فيما يتعلق بنجاح القوات المدعومة من دولة الإمارات: فهي تسيطر ليس فقط من خلال الوسائل العسكرية على الأرض، ولكن أيضًا من خلال التعيينات والقوة الاقتصادية في المؤسسات المحلية والوطنية، وعلى عكس استراتيجيتها السابقة في 2015-2019، تهدف هذه القوات الآن للسيطرة على حقول الطاقة في اليمن". 
 

وأشار: "بعد محافظة أبين من الممكن أن توسع القوات الجنوبية المدعومة من الإمارات هجومها صوب حضرموت، وهي محافظة جنوبية رئيسية غنية بالنفط حيث أعرب زعيم المجلس الانتقالي الجنوبي الزبيدي عن نيته إدراج حضرموت في تلك العمليات، ردًا على ما أسماه "المطالب الشعبية "[لتحرير]" الوادي". 
 

وقال التحليل "تراجعت القوة السياسية والعسكرية لحزب الإصلاح بشكل واضح، ويمثل هذا مشكلة للمملكة العربية السعودية لأن الإصلاح وبعكس القوات المدعومة من الإمارات، يدعم يمنًا موحدًا وكان مدعومًا بشكل أساسي من قبل القبائل الشمالية التي لها علاقات مع النخب الجمهورية". 
 

وأضاف: "إذا كان الحوثيين يسيطرون على معظم الشمال والحديدة في الغرب، فيما تسيطر الجماعات المدعومة من الإمارات والتي تقاتل من أجل قدر أكبر من الحكم الذاتي أو حتى الانفصال، على البقية، فلا يمكن للرياض سوى الاعتماد على مناطق هامشية صغيرة من البلاد". 
 

وتابع: "وبالتالي فليس من المستغرب أن تركز المحادثات الدبلوماسية التي تجريها السعودية والحوثيين في عمان دون ممثلين من المؤسسات اليمنية المعترف بها، على تأمين الحدود اليمنية السعودية، وهو هدف الرياض الأساسي - والأدنى - في اليمن الآن". 
 


 

وحول الاستراتيجية الجديدة للقوات المدعومة إماراتياً، قال التحليل "إنها تتبع استراتيجية مختلفة عن ذي قبل، وفي الوقت الذي لا يزالون يسيطرون على حافة اليمن - السواحل والجزر والموانئ ومحطات الطاقة - لكنهم يعملون الآن على الاستيلاء على قلب البلاد، فمنذ عام 2015 إلى عام 2019، وبدعم من القوات الإماراتية على الأرض، استولت هذه المجموعات على الساحل الجنوبي إلى جانب مدنها الساحلية والبنية التحتية البحرية، كالسيطرة على بلحاف بشبوة، وهي منشأة الغاز الطبيعي المسال الوحيدة في البلاد". 
 

وتحاول القوات المدعومة من الإمارات الآن السيطرة على الطرق الداخلية الاستراتيجية، وروابط النقل بين المناطق الغنية بالطاقة مثل مأرب وحضرموت، وربما الوصول إلى حقول النفط والغاز في شبوة وفي "مثلث القوة الحكومي" أوما يوصف بقلب اليمن.
 

ووفقا للمعهد الأمريكي "إن السيطرة على هذه المناطق ستكمل "سلسلة التوريد" الاقتصادية للقوات، مما يعزز الإيرادات المالية وآفاق دولة صغيرة مستقلة تمامًا عن المؤسسات المعترف بها". 
 

ومع ذلك، من المهم أيضًا مراعاة طبيعة النزعة الانفصالية الجنوبية في اليمن: فهي تتميز تاريخيًا بهويات مناطقية عميقة وغالبًا ما تكون تنافسية أو حتى متضاربة، قد يكون هذا بمثابة تحدٍ للقوات المدعومة من الإمارات، حتى لو انتهى بهم الأمر بالسيطرة على كل من الحافة والقلب، إذ يمكن أن تظهر دائمًا انقسامات سياسية عسكرية جديدة في المناطق الجنوبية وفيما بينها.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر