إيران ضمنت نفوذ لها.. محللون غربيون: هدنة اليمن "هشة" وتخدم الحوثيين ولم يتم انتزاع أي تنازلات منهم

[ حوثيون في مظاهرات بصنعاء (AFP) ]

قال محللون غربيون إن الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في اليمن لايزال هشة إلى حد كبير ولا يزال الحل السياسي للصراع بعيد المنال، مشيرين إلى أنه وبرغم توقف الحرب، فإن إيران قد ضمنت نفوذا لها في اليمن، حيث يرتبط بها الحوثيون التي تزودهم بالأسلحة منذ سنوات ارتباطاً وثيقاً.
 

ووفق تقرير صحيفة «Jewish Insider» الامريكية - ترجمة "يمن شباب نت" - حيث قالت إليزابيث كيندال، الباحثة البارزة في جامعة أكسفورد قولها بأن "ما يحدث مع الهدنة هو أنها تبدوا صامدة على نطاق واسع... لكنها غير مكتملة تماما فقد كان هناك الكثير من الانتهاكات من كلا الجانبين". 
 

وتعتقد كيندال بأن الخوف الحقيقي هو أن الحوثيين يستغلون الفرصة لحشد قواتهم وبناء قوتهم، حيث قالت: "لا تسير الأمور على ما يرام، لكنها تسير بشكل جيد بالنسبة للحوثيين لأنهم صاروا يمتلكون المزيد من الأوراق في اليمن". 
 

من جانبها قالت كاثرين زيمرمان، الباحثة في معهد أميركان إنتربرايز،"رأيي الموجز بشأن الهدنة هو أنها ألقت بشكل أساسي الكثير من الجزرات أمام الحوثيين حتى يتمكنوا من الاستفادة من السلام من حيث إعادة حشد وترسيخ قواتهم.  
 

وأضافت بالقول "من الواضح أنهم يستفيدون اقتصاديًا وقد تلقوا تدفقات من السلع الإنسانية والتجارية للمساعدة في تعزيز مكانتهم داخل اليمن". وعلى حد تعبيرها، فإن كل ذلك يحدث "دون تقديم الحوثيين أي تنازلات للأطراف الأخرى التي تتوسل من أجل السلام".
 


وقال جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي، للصحفيين يوم الأربعاء إن المفاوضات النووية الجارية مع إيران تتعلق فقط ببرنامجها النووي، وليس أنشطتها الخبيثة في أماكن أخرى في المنطقة مثل اليمن. 
 

وصرح متحدث باسم الخارجية الامريكية، الأربعاء، أن "اليمن ليس جزءًا من محادثات التفاوض بشأن خطة العمل المشتركة الشاملة"، وقال المتحدث إن الهدنة "لها تأثير حقيقي وتقدم فوائد ملموسة للشعب اليمني"، مشيرا إلى أن "الخسائر المدنية داخل اليمن انخفضت بنسبة 60 في المائة"، ولم تحدث أي هجمات عبر الحدود منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ. 
 

لكن المتحدث أضاف: "نحتاج إلى حل وسط من جميع الأطراف لإحراز تقدم، بما في ذلك تحرك الحوثيين لفتح الطرق الرئيسية المؤدية إلى تعز"، في إشارة إلى حصار الحوثيين على ثالث أكبر مدينة في اليمن، والتي لا تزال تحت سيطرة الحكومة اليمنية. 
 

ويعتقد مراقبون بأنه وعلى الرغم من توقف الهجمات على الإمارات والسعودية، فإن إيران حافظت على وجود مؤثر في اليمن من خلال الأسلحة المقدمة للحوثيين. 
 

وقال جيرالد فييرستاين، سفير الولايات المتحدة السابق في اليمن " الإيرانيون بالتأكيد هم المصدر الرئيسي للأسلحة"، مضيفا بالقول: "أن الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية التي كان الحوثيون يستخدمونها، لا سيما في هجماتهم عبر الحدود على السعودية والإمارات - كلها يعتمد كليًا على إيران". 
 

وأضاف فيرستاين إن الحرس الثوري الإسلامي الإيراني وحزب الله، وهو وكيل إرهابي آخر لإيران، لهما وجود في اليمن. 
 


وصنف الرئيس السابق دونالد ترامب الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، وهي الخطوة التي ألغتها إدارة بايدن بعد فترة وجيزة من تولي جو بايدن الرئاسة في محاولة لتحفيز الدبلوماسية. 
 

تنتهي الهدنة بين الحوثيين والحكومة اليمنية في أكتوبر/ تشرين الأول، وقد تحدث المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانز غروندبرغ في وقت سابق من هذا الشهر عن الحاجة إلى إيجاد حل طويل الأجل، وقال لمجلس الأمن الدولي: "نحن بحاجة إلى إنهاء الصراع وليس مجرد إدارته". 
 

وقالت الباحثة  زيمرمان إنه حتى لو انهارت الهدنة، فليس من المؤكد أن الحوثيين سيستأنفون مهاجمة الإمارات والسعودية، لأن "السعودية لا تريد استثمار أصول إضافية في الحرب اليمنية".  وقالت: "إن هذه الهجمات بالنسبة للحوثيين لم تعد ذات فائدة كبيرة، لأنهم أصبحوا قادرين على تحقيق الكثير مما كانوا يحاولون تحقيقه بالقوة والدبلوماسية". 
 

ويعتقد فيرستاين على الرغم من الدعم الإيراني المادي للحوثيين، فإنهم ليسوا ذراعًا للحكومة الإيرانية أو وكيلًا مُدارًا عن كثب، حيث يرى بأن الصراع بين الحوثيين والحكومة اليمنية "ليس قتالا بين إيران والسعودية".
 

وقال: "إن الصراع يحدث لأسباب داخلية في اليمن، لكن الحوثيين ليسوا في موقف يسمح لهم ببساطة بتجاهل إيران إذا اتخذ الإيرانيون موقفا ما". 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر