بدءًا من الرواتب إلى ضبط القوات.. تقرير يكشف عن "وحدة خاصة" إماراتية تدير الانتقالي جنوب اليمن

[ رئيس المجلس الانتقالي وعضو المجلس الرئاسي عيدروس الزبيدي المدعوم إماراتياً ]

كشف تقرير سري مسرب عن أعمال وصرفيات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، عن ميزانية بلغت أكثر من مليار ريال سعودي تم صرفها لأعمال الانتقالي خلال العام 2020، تمت فيها عمليات عسكرية واستقطاب اعلاميين وسياسيين وشخصيات إجتماعية، وكشف عن "وحدة خاصة" - يعتقد انها تتبع مخابرات الإمارات - وتتحكم كلياً بقررات المجلس وإدارته أيضاً.
 

ووفق التقرير الذي نشره موقع "المصدر اونلاين" والذي يضم 82 صفحة تم رفعه إلى جهة تُدعى "الوحدة الخاصة" تشمل تفاصيل أعمال وأنشطة المجلس العام بينها الجانب العسكري والتكاليف المالية ومقار الاحتجاز وكشوفات الرواتب والاكراميات المنتظمة لقيادات المجلس والموالين لها، وأحاط بكل تفاصيل وتحركات المجلس البسيطة.
 

ولم يورد التقرير من هي "الوحدة الخاصة"، لكن من المرجح انها تتيع التحالف التي تقوده السعودية والإمارات في اليمن، أو ربما وحدة تابعه للإمارات معنية بشؤون الحرب والميلشيات في اليمن خلال السنوات الماضية. 
 

وكشف التقرير عن التكاليف المالية الكلية للمجلس لعام 2020، والتي بلغت مليار ومائة واثنين وستين مليون سعودي (ما يعادل حوالي 310 مليون دولار أمريكي)، وأشار إلى "إقدام الانتقالي على نهب 80 مليار ريال يمني (125 مليون دولار) من البنوك، بهدف تصحيح الوضعية المالية للمجلس. 
 

ويوضح رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي في التقرير "أسباب استعجال المجلس إعلان الإدارة الذاتية في ابريل 2020 رغم أن "الوحدة الخاصة" كانت تفضل إعلانه في أغسطس"، وقال: "أن من تلك الأسباب تدهور الوضعية المالية للمجلس على إثر التأخر في الوفاء بالتزامات المجلس المالية من قبل الوحدة الخاصة، ويرجو تفهم ما أقدموا عليه".

وعيدروس الزبيدي الذي هو رئيس مجلس الانتقالي، حالياً يعمل عضواً في مجلس القيادة الرئاسي الذي يضم 7 آخرين برئاسة رشاد العليمي، بناء على الاعلان الرئاسي الذي تنازل فيه الرئيس هادي عن سلطته في 7 إبريل/ 2022، في صفقة مازالت غامضة إلى الآن، لكنها تمت بالتزامن مع استضافة السعودية لمشاورات يمنية يمنية ضمن الأطراف المنضوية تحت الشرعية.
 


وقدم التقرير السري المسرب جردة حساب للجانب العسكري والعملياتي وكشف عن "35 عملية أساسية و90 عملية خاصة"، ويقول الزبيدي للوحدة الخاصة: جميع توجيهاتكم الصادرة والموجهة إلينا تم تنفيذها كاملاً، ويشير إلى أنه تم التنفيذ رغم "عدم رفدكم" ميزانية الفصل الأول (يناير، فبراير، مارس). 
 

وأورد التقرير احصائيات وأرقام لأول مرة عن حجم الميلشيات التي أنشأتها الإمارات "أن قوات النخبة الحضرمية عددها 2000، وقوات النخبة الشبوانية (والتي تم تغيير اسمها إلى قوات دفاع شبوة حالياً بعد اتهامها من قبل فريق الأمم المتحدة بجرائم إخفاء قسري وتعذيب) وعددها 6000".
 

وكشف عن "دعم إطلاق الحرب بين الانتقالي والقوات الحكومية في أبين (1 مايو 2020)، ودعم العمليات العسكرية لاستكمال سيطرة المجلس الانتقالي على عدن ولحج والضالع وأبين، بالإضافة إلى مشاركة طيران التحالف بـ145 غارة مع 577 ضربة جوية". 
 

ولم يوضح التقرير أين كانت تلك الضربات لكن الملاحظ، من خلال التاريخ، 3 مايو، أنها كانت بالتزامن مع معارك الانتقالي ضد القوات الحكومية في أبين، ما بين 1 و 4 مايو 2020، بحسب موقع "المصدر أونلاين". 


الرواتب الشهرية المكرمات الإستقطاب

ويكشف التقرير عن المصروفات المتعلقة برواتب القائمين على مراكز الاحتجاز الخاصة، وتكاليف تنفيذ عملية خاصة لاعتقال 14 من قوات النخبة الشبوانية، ونقل 5 ممن رفضوا الخضوع لبرنامج الاستتابة والتأهيل، إلى قاعدة عصب بارتيريا في مارس ٢٠٢ وبتكلفة ١٢ ألف سعودي و٧٥٠ ريالا (ما يعادل 4400 دولار امريكي). 
 

ووفقا للتقرير، يتقاضي نحو 30 إعلاميا وإعلامية ينشطون في مواقع التواصل الاجتماعي رواتب شهرية، بالإضافة لإنشاء مراكز إعلامية تابعة لقوات النخبة الحضرمية وآخر للنخبة الشبوانية، وتنفيذ حملات إعلامية ضد الائتلاف الوطني الجنوبي (موالي للرئيس عبد ربه منصور هادي آنذاك) وحملات إعلامية ضد شركات النفط التابعة لرجل الاعمال اليمني أحمد العيسي الذي يعد الممول وصاحب الائتلاف. 
 

وأرفق التقرير جدول يكشف رواتب شهرية تصرف لأعضاء المجلس الانتقالي والعاملين معه بالإضافة إلى مكرمات للمناصرين له في شبوة وحضرموت، ويتقاضى 25 من قيادات الانتقالي شهريا ما قيمته مليون و355 ألف سعودي، وعلى راسهم رئيس المجلس عيدروس الزبيدي والذي يستلم 70 ألف سعودي وخمس مائة، يليه نائبه هاني بن بريك 54 ألف سعودي شهريا، وقيادات أخرى. 
 

وفي بند ما أطلق عليها "العمليات العسكرية الخاصة"، تم صرف مكرمات لـ 74 إعلامياً، ومكرمات أخرى لاستقطاب السلطات المحلية في شبوة وحضرموت وأبين، التي رفضت التعاون مع المجلس الانتقالي، وإعطاء مكرمات خاصة لعدد 13 قيادياً في أحزاب الاشتراكي والناصري، بفي إشارة لعمليات التجنيد الواسعة التي يقوم بها الانتقالي في دفع أموال لمسؤولين واعلاميين لمساندته. 
 

السجون واستهداف الشرعية

ويوضح التقرير عدد المحتجزين في السجون التي يديرها الانتقالي بشكل مباشر وتضم عدد ٢١٠٠ موزعين على مراكز احتجاز في أربع محافظات (عدن وابين والضالع وحضرموت)، فيما يبلغ عدد المحتجزين لدى قوات النخبة الحضرمية ٢٨٤ ولدى النخبة الشبواني ٦١ شخص، وفقا للتقرير الخاصة بعام 2020. 
 

ويطلب المجلس الانتقالي من الوحدة الخاصة (يعتقد أنها إماراتية)، أن توجه بشكل صريح المشرفين على المقار التابعة لقوات النخبة الحضرمية والنخبة الشبوانية بالتعاون والتنسيق مع العمليات الخاصة، التي تم تشكيلها في العام 2020 للتنسيق بين السجون المختلفة. 
 

يشير التقرير أيضاً إلى تكاليف عملية خاصة لاعتقال 15 شخصاً ممن قال إنهم مرتبطين بالحكومة الشرعية والإخوان في عدن، من ضمن تلك العمليات التي ذكرها التقرير: "منع رئيس الحكومة والوزراء من العودة إلى عدن في 18 مارس 2020، بالإضافة إلى تنفيذ مواجهة غير مباشرة مع القوات السعودية بهدف إحباط قوات أمن مطار عدن". 
 

واللافت في هذه العمليات أنها موجهة ضد السعودية، مما يقدم حالة من الحرب كانت تعيشيها السعودية والامارات في اليمن، ويكشف ان الوحدة الخاصة ربما تتبع الإمارات فقط التي تدعم ميلشيات الانتقالي. 
 

وأورد في التقرير "اجتماع القيادة السياسية في المجلس الانتقالي في 5 يناير 2020، لبحث آليات الهروب من استحقاقات اتفاق الرياض الموقع في 5 نوفمبر 2019، أي بعد شهرين من التوقيع على الاتفاق، سبقه اجتماع آخر في 24 نوفمبر، لبحث أساليب منع الشرعية من إخراج المعسكرات من عدن".
 

وفي أغسطس 2019 بدأت ميلشيات الانتقالي المدعومة من الإمارات حرباً على القوات الحكومية في عدن، وغادرت الحكومة وقوات من العاصمة المؤقتة، واعلن عقب ذلك عن مفاوضات بين الانتقالي والحكومة في الرياض على إثرها اعلن اتفاق الرياض في 5 نوفمبر 2020، ومن ضمن بنوده عودة الحكومة الى عدن دمج التشكيلات العسكرية ضمن قوات الجيش. 
 

توالت عقب ذلك عمليات الانتقالي في عدد من المحافظات منها السيطرة على جزيرة سقطرى في يونيو 2020 وتشكيل سلطة أمر واقع بعيدا عن الشرعية اليمنية، وجرت محاولات عديدة للسيطرة الكاملة على بقية المحافظات الشرقية (حضرموت، شبوة، المهرة)، لكنها فشلت كلياً خلال العامين الماضيين على الأقل، قبل ان يتم السيطرة على شبوة في 11 أغسطس الجاري بقرارات من المجلس الرئاسي التي ساندت ميلشيات مدعومة اماراتيا. 


المصدر: يمن شباب نت + المصدر أونلاين

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر