اليمن.. ضحايا سيول الأمطار مأساة تتكرر كل عام.. وتحذيرات من فيضانات واسعة النطاق (تقرير خاص)

[ انتشال جثث غرقى جرفتهم السيول في ريمة/ انترنت ]

لقي 28 شخصاً مصرعهم وأصيب آخرون بينهم أطفال ونساء في عدد من المحافظات اليمنية منذ مطلع الشهر الجاري، جراء أمطار غزيرة وسيول جارفة، فضلاً عن تسجيل أضرار مادية كبيرة في المدن ومخيمات النزوح.
 
وشهدت صنعاء ومختلف المدن اليمنية، سيولا جارفة وأمطارا غزيرة غير مسبوقة بدأت مطلع الأسبوع، وتسببت في توقف شبه كلي لحركة السير في عدد من الشوارع والتقاطعات الرئيسية في صنعاء وتدمير منازل وأضرار مادية في مخيمات للنازحين في مأرب والجوف.
 
ورصد "يمن شباب نت"، وفاة 28 مواطناً غالبيتهم من الأطفال جراء الأمطار الغزيرة التي ضربت مختلف المحافظات اليمنية.
 
وقال مراسلونا ووسائل إعلام، إن الأمطار التي بدأت مطلع الأسبوع الجاري، والسيول الجارفة المتدفقة نتيجة لذلك، أودت بحياة 5 أطفال في أمانة العاصمة، و6 أشخاص في محافظة ذمار، و6 أشخاص في محافظة ريمة، و3 أشخاص في محافظة صنعاء، وطفلين في إب، وشخصين في الحديدة، وطفل وامرأة في شبوة، وشاب في عمران، فيما توفي طفل في الثالث من الشهر الجاري في مجرى للسيول بأمانة العاصمة.
 
وارتفع أعداد الوفيات إلى 32 حالة وفاة رصدها "يمن شباب نت"، من أبريل الماضي، بعد تسجيل حالتي وفاة في العاصمة صنعاء و حالتين في محافظة حجة نتيجة سيول الأمطار.

 

النازحون أكثر المتضررين

كشف تقرير رسمي، الأحد (24 يوليو 2022)، عن تضرر 280 أسرة نازحة في محافظة الجوف (شمالي اليمن)، جراء الأمطار وتدفق السيول.
 
وقالت الوحدة التنفيذية للنازحين بالجوف، في بيان لها وصل "يمن شباب نت" نسخة منه، إن مخيمات النازحين في (المحتفر، الخران، الحرج) تعرضت لأضرار وخسائر فادحة، جراء الأمطار والصواعق الرعدية وتدفق السيول.
 
وأكدت أن فرقها رصدت تضرر (126) أسرة بشكل كلي، فيما تضررت (154) أسرة بشكل جزئي، تنوعت الأضرار بين "تلف المساكن والخيام والمواد الإيوائية والغذائية وخزانات المياه".
 
وأوضحت أن النازحين باتوا يعيشون ظروفاً إنسانية بالغة السوء نتيجة هذه الظروف وغياب التدخلات الإنسانية.
 
ودعت الوحدة التنفيذية شركاء العمل بسرعة التدخل الانساني وتقديم المساعدات الايوائية والغذائية بصورة عاجلة.

 

ومنتصف يوليو الجاري كشف تقرير رسمي عن الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب، عن تضرر 13 ألف و549 أسرة نازحة جراء الأمطار والسيول والعواصف الرعدية التي تشهدها محافظة مأرب (شمال شرقي اليمن).
 
وقال التقرير، إن 2577 أسرة نازحة تضررت بشكل كلي و 10972 أسرة تضررت تضررا جزئيا.
 
وأوضح أن الأسر المتضررة توزعت على 197 مخيما وتجمعا سكانيا في مديريات (المدينة، ومأرب الوادي، ورغوان، وحريب)، متوقعا زيادة أعداد المتضررين مع استمرار فرق الرصد الميداني في عملها.
 
وأضاف، أن أبرز الخسائر تنوعت بين تلف وأضرار جسيمة في مساكن النازحين من الخيام والشباك، يما فيها من مواد إيوائية، وتلف المواد الغذائية، وتضرر خزانات المياه، وشبكات الصرف الصحي، وفقدان المقتنيات الشخصية.
 
وكانت الأمم المتحدة، كشفت في تقرير لها عن تضرر 41 ألف نازح، جراء الأمطار والسيول التي شهدتها اليمن خلال يونيو/ حزيران الماضي.
 
وقال تقرير حديث صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أطلع عليه "يمن شباب نت"، إن تقارير أولوية من شركاء العمل الإنساني والسلطات المحلية، رصدت تضرر 6 آلاف و800 أسرة نازحة (نحو 41 ألف شخص) جراء الأمطار والفيضانات في عدة محافظات خلال الشهر الماضي يونيو.
 
وأضاف التقرير أن "الأسر المتضررة فقدت مأواها وموادها الغذائية وأدواتها المنزلية، بسبب هذه الأمطار الغزيرة والفيضانات".
 
وتشهد اليمن منذ يونيو الماضي أمطار موسمية أدت إلى تسجيل عدد من الوفيات وتضرر عدد كبير من المساكن ومخيمات النزوح للأضرار.
 

تحذيرات من الأسوأ

وتوقع مركز الأرصاد الجوية، أن تكون الأيام العشرة القادمة الأكثر غزارة في هطول الأمطار على امتداد المحافظات اليمنية.
 
من جهتها حذرت الأمم المتحدة، الإثنين، من فيضانات واسعة النطاق وأمطار غزيرة تضرب جميع أنحاء اليمن، نتيجة تأثر البلد بالمنخفض الجوي القادم من بحر العرب.
 
وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في نشرة للأرصاد الجوية الزراعية، إن الفيضانات المتوقعة خلال الفترة من 19 ـ 31 يوليو، والأمطار الشديد، قد تؤدي إلى تضرر42 ألف شخص في جميع أنحاء اليمن.

 

وأضاف أن الأجزاء الجنوبية من محافظة عدن معرضة بشكل خاص لخطر الفيضانات بسبب زلزال 13 يوليو 2022 والذي بلغ قوته 4.6، داعيا إلى اتخاذ تدابير التخفيف والإعداد المسبق لمساعدة الفيضانات، بما في ذلك في المناطق المنخفضة.
 
وأشار إلى أن زيادة الرطوبة الجوية من بحر العرب ستؤدي إلى أحداث هطول أمطار شديدة في هذه المدة المحددة.
 

مأساة تتكرر

ومنذ عدة سنوات يشهد اليمن تغيراً مناخياً وهطول أمطار غزيرة وفيضانات تسببت بمئات الوفيات وتهدم عشرات المساكن، فضلاً عن خسائر مادية بالمليارات.
 
وألحقت الفيضانات الناتجة عن الأمطار أضراراً كبيرة بالبنية التحتية الهشة والمتداعية جراء الحرب المستمرة في البلاد من ثماني سنوات، حيث تم تدمير عدد كبير من الخطوط والجسور والمنازل الأثرية.
 
وتؤكد الأمم المتحدة في بياناتها إلى أن التعرض للأخطار الطبيعية والسيول والجفاف في اليمن، أدى إلى تدمير المساكن والبنية التحتية وتقييد الوصول إلى الأسواق والخدمات الأساسية وتقويض سبل العيش وتسھيل انتشار الأمراض المميتة وارتفاع الوفيات، وكذلك ساهم في نزوح السكان.
 
وتشير التقديرات الأممية إلى تضرر أكثر من 70 ألف يمني جراء السيول التي ضربت اليمن في العام 2021م، فيما تضررت 62500 أسرة في العام اللي سبقه (2020م).

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر