جرائم أسرية يومية مرعبة.. "يمن شباب نت" يرصد كيف تحولت مناطق سيطرة الحوثيين باليمن لقنبلة عنف؟

[ منذ مطلع العام الجاري زادت الجرائم الأسرية بشكل لافت بمناطق سيطرة الحوثيين (يمن شباب نت) ]

شكلت جريمة قتل امرأة لزوجها مطلع يونيو الجاري، في محافظة ذمار (وسط اليمن)، صدمة في تطور أنواع الجرائم الجنائية في أوساط المجتمع اليمني، في ظل استمرار الحرب للعام الثامن على التوالي، حيت زادت طفرة العنف الأسري في جرائم قتل بشعة تتزايد بشكل يومي.   
 

وزادت انتشار جرائم القتل في أوساط المجتمع اليمني والذي يعرف بتماسكه المجتمعي، لكن هذه إحدى تركات الحرب والتي ولدت حالة من العنف حيث تضررت نفسيات المجتمع بشكل لافت، وانعكست على ظهور ربما جرائم لم يكن يسمع بها اليمنيين من قبل الإ نادراً، لكنها تحولت لأخبار يومية. 
 

"يمن شباب نت" رصد حوادث متفرقة لجرائم جنائية أسرية خلال الأشهر الماضية في عدد من المحافظات اليمنية، التي تسيطر عليها ميلشيات، والتي انتشرت خلال الأعوام الماضية، ومنذ مطلع العام الجاري زادت تلك الجرائم بشكل لافت، في داخل الأسرة الواحدة من نظير قتل زوج لزوجته أو أب لولده، او العكس، والتي صنعت حالة من الخوف في أوساط اليمنيين. 

 

ذمار

في مطلع يونيو الجاري، أقدمت امرأة على قتل زوجها بطريقة وحشية في محافظة ذمار، ووفق بيان للأمن أمن "فإن امرأة تدعى مريم عاطف (25 عاماً)، قامت بقتل زوجها بدر عاطف، بعدة طعنات من سلاح أبيض "سكين"، في أنحاء متفرقه من جسده حتى فارق الحياة". 

وأضاف "أن الزوجة قامت بعد ذلك بذبح المجني عليه والتمثيل بجثته، وتقطيع الأطراف ووضعها في "التنور"، لإحراقها"، وأشار إلى أن الزوجة وعقب تنفيذ جريمتها قامت بمحاولة الانتحار من خلال شرب جرعات كبيرة من مبيد حشري سام، قبل أن يتم انقاذها ونقلها إلى المستشفى.

وبعد نحو أسبوعين من الجريمة السابقة 19 يونيو الجاري وفي ذات المحافظة، أقدم عنصر في ميليشيات الحوثي، يدعى "معاذ مناعش" قتل زوجته بطريقة مروعة في مديرية عتمة، حيث قام بصب ماء ساخن على جسد زوجته وتشويه وجهها قبل أن يقوم بخنقها داخل منزلهم في عزلة بني عبدالصمد بمخلاف السمل". 
 


وفي 27 مايو الماضي استيقظ الأهالي في مدينة الشرق، على جريمة بشعة، حيث قتل أب ابنة باستخدام الفأس إثر خلاف على مبلغ مالي زهيد الفين ريال يمني (3,5 دولار أمريكي)، ومنع الأهالي من الاقتراب من أجل عدم إسعافه للمستشفى، وفي فبراير الماضي أقدم مسلح يدعى "جمال عبد الملك هاشم الكبسي" الذي يقيم في منطقة معبر على قتل جميع افراد أسرته المكونة من (أمة وزوجته واربعة من أبنائه بالإضافة إلى اخية وخالته وزوجة ابية). 

 

عمران

في أواخر مايو/ آيار الماضي، أقدم مسلحي على قتل والده وشقيقه وجرح والدته وشقيقته في مديرية القفلة بمحافظة عمران (شمال اليمن) أن الحادثة جاءت إثر خلاف على "قات" بين القاتل وأسرته، وقالت مصادر محلية "أن هذه الجريمة تعد الخامسة من نوعها في مديرية القفلة خلال نحو عشرة أيام".  

وفي 19 مايو/ آيار، عثر على جثة طفل في الثالثة عشر من عمره مشنوقاً، في ظروف غامضة، داخل محل تجاري مملوك لوالده، في مدينة عمران، وفي 23 إبريل/ نيسان، أقدم قيادي في مليشيات الحوثي، على قتل والدته وشقيقه وجرح آخرين، في مديرية السود، بسبب خلاف مع شقيقه على مكان مكوث والدتهما والتي كانت قد فضلت البقاء في منزل الأخير.  

وفي 10 إبريل/ نيسان الماضي، أقدم مسلح تابع لمليشيا الحوثي، على قتل زوجته الحامل شنقًا، في منطقة سواد العصيمات، بمديرية العشة، ولم ترد الأسباب التي دفعت المسلح الحوثي إلى ارتكاب هذه الجريمة.  

وفي 20 مايو/ آيار الماضي أقدم شاب في العقد الثالث من عمرة يدعى "يوسف عرار" بقتل زوجته وابنته، داخل غرفة النوم، وقالت مصادر "عندما سمع والده إطلاق الرصاص هرع باتجاه نجله، الذي قام بإطلاق عدة رصاص أوقعت الأب جريحًا، قبل أن يقوم بقتل نفسه، في مديرية عذر، عزلة السكينات"، ووقعت هذه الجريمة ضمن خمس جرائم قتل أسرية مشابهه في أسبوع واحد.  
 

إب

في إب كشف تقرير أمني عن مقتل وإصابة 46 شخصاً في جرائم جنائية في محافظة إب (وسط اليمن)، خلال شهر مايو/ آيار الماضي فقط، وفي 6 يونيو/ حزيران، عثر مواطنون على جثة مواطن مشنوقا على شجرة بمديرية ريف إب في ظروف وملابسات غامضة.
 


وفي 28 مايو/آيار 2021، وقعت جريمة قتل مروعة في مديرية حبيش هزت الشارع اليمني، حيث أقدم أب يدعى "إبراهيم الحاج" على قتل أبنائه الثلاثة، من خلال رميهم من شاهق مرتفع ثم ألقى بنفسه من نفس المكان، في 20 من شهر مارس/اذار الماضي، إقدام شاب يدعى "عماد" على قتل أبيه "عبد الوهاب محمد يحيى"، في قرية "الحمادي" بمديرية مذيخرة في ثاني جريمة شهدتها المديرية خلال أيام، وفي ذات الشهر أقدم شاب يدعى "فؤاد الجبري" على قتل شقيقه "نصر" بعزلة الحيث بمديرية بعدان.  

وفي 20 مايو/ آيار الماضي، عثر على طفل يدعى "أحمد عبد العليم أحمد قاسم" (13 عاماً) مشنوقًا داخل منزله، في مديرية مذيخرة، وأفادت مصادر "أن الطفل لم يكن يعاني من أي مشاكل، سواء مع الأسرة أو مع أحد"، وشهدت المديرية خمس حالات انتحار خلال العاميين الماضيين، وفي ذات اليوم عُثر على جثة فتاة قتلت بطريقة وحشية في مديرية المشنة، وقالت مصادر "إن راعي غنم عثر على جثة فتاة عمرها 14 عاما في منطقة "الجباجب" بمديرية المشنة وقد بدأت عليها آثار التح، وقد قُطعت أيديها ورجليها ودفنت بطريقة مستعجلة، في مكان خالي". 

وفي مطلع يونيو الجاري، أقدمت امرأة على قتل والدتها في قرية "العزلة" بمديرية مذيخرة، بعد إلقاء حجرة على رأسها والتمثيل بجثمانها عقب الوفاة، وأرجعت مصادر سبب الوحشية من قبل المرأة الى إصابتها بمرض نفسي، حيث انتهى علاج حالتها ولم يجد والدها ثمن العلاج ليشتريه، لكن ملابسات وظروف الجريمة غامضة.  
 

جرائم بمحافظات أخرى

في يناير/ كانون ثاني مطلع العام الجاري، أقدم مسلح حوثي في العاصمة صنعاء يدعى "يحيى صالح القايفي" في حي الحصبة على قتل والدته وشقيقته بالإضافة إلى إصابة شقيقة الأكبر بطلقة نار، كما اصاب شقيقته الآخر طعنا باله حادة في جريمة وحشية، وفي 17 مارس/ آذار الماضي أقدم مواطن يدعى "علي صالح" على قتل أبنائه بطريقة هي الأبشع من نوعها، بقنبلة في منطقة ضبوه في صنعاء. وقالت مصادر "أن سبب الجريمة خلاف مع والدتهم على الحضانة التي تريدهم عندها، وفي كل مره يهددها بقتلهم لينفذ تهديداته بعدها، ويربط الأولاد (ولد وبنت) ووضعهما على قنبلة مغطاة بوسادة وفجر القنبلة". 

وفي13 مايو/ آيار الماضي، أقدم المدعو "عمار عبد العزيز زهره" بقتل والده وشقيقة زوجة والدة في منزلهم في حي حدة بالعاصمة صنعاء، وذلك بإطلاق النار عليهم بشكل مباشر حيي اعترف في تسجيل نشره أمن الحوثيين بصنعاء "أنه قتل شقيقة بشير(37عام) بثلاث طلقات في الراس ووالده "عبد العزيز" بثلاث رصاصات أخرى وعندما سمع زوجة أبوة تصيح هاجم شقتها وقتلها".
 


في محافظة الضالع (جنوب اليمن) أقدم مواطن "حاشد" في فبراير/ شباط الماضي، على قتل طفلته البالغة من العمر 3 سنوات ذبحاً بآلة حاده (الشريم) في أحد الحقول الزراعية في المنطقة في قرية "لكمة لشعوب "التابعة لمديرية الحصين، وأرجعت اسباب الجريمة لخلاف مع زوجته بعد أن رفضت العودة إلى المنزل.  

وفي حجة (شمال غرب اليمن) أقدم مسلح حوثي يدعى "على قاسم المقري" في 22 مايو/ آيار الماضي، على قتل طفلته تحت التعذيب في منطقة حجور بمديرية كشر"، وأفادت المصادر "أنه قام بتعذيب ابنته ذات السنة والنصف وتهشيم رأسها قبل القيام بإحراق جثتها، ومن ثم اتهم والدتها بارتكاب الجريمة لتبرئة نفسه، حيث قامت المليشيات باقتيادهما الى السجن". وجاءت هذه الجريمة بعد ساعات فقط من مقتل طفل على يد شقيقة في مديرية بني قيس، وأفادت مصادر "أن علي احمد الشمري أقدم على قتل أخيه الطفل "أصيل بدم بارد".  
 

الحرب والتعبئة على العنف

من خلال الرصد الإعلامي لموقع "يمن شباب نت" بدا لافتا ارتفاع الجرائم الأسرية بشكل قياسي خلال الأشهر الماضية بدأ من دخول العام الجاري 2022، وهذا مؤشر يدق ناقوس الخطر بعد ثمان سنوات من الحرب في البلاد، والتي أصبحت تضرب المجتمع والأسرة على حد سواء في انتشار لحالة العنف المخيفة، والتي ربما تتحول الى ظاهرة مستمرة.  
 

لا توجد إحصائيات رسمية ولا دراسات اجتماعية تفرز حالة الجرائم ونوعها الظروف التي خلقتها خلال السنوات الماضية، في ظل حالة انهيار الدولة ومؤسساتها بالإضافة إلى عدم اكتراث سلطات الميلشيات لخطورة تلك الجرائم على المجتمع، حيث ما زالت تغذي حالة العنف والتعبئة القتالية في الشباب والأطفال بشكل مستمر، ويعد هذا عامل كبير في صناعة العقول المفخخة. 
 

حالات الجرائم الشائعة في أوساط الأسر، تعبر عن تشوه في المجتمع وطفرة عنف غير طبيعة صنعتها ظروف الحرب والمعيشة، وكما أن مرتكبي تلك الجرائم يصنفون كمجرمين يستحقون العقوبة، فهناك مجرمين أكبر صنعوا تلك الحالة في المجتمع بفعل ازدهار التعبئة والقتال والطائفية وتفخيخ عقول النشئ والشباب بتلك الأفكار التي حولتهم قنابل موقوتة في أوساط أسرهم. 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر