فتح مطار صنعاء يعيد تفاؤل اليمنيين وسط مخاوف بشأن عدم التزام الحوثيين برفع الحصار عن تعز

[ يمنيون في مطار صنعاء في يوم إقلاع اول طائرة منذ ست سنوات 16 مايو 2022 (ِAP) ]

اعتبرت تقارير أمريكية بأن إعادة افتتاح مطار صنعاء اليمني قد أعادت فتح شريان الحياة بالنسبة للمرضى وأولئك الذين تقطعت بهم السبل، لكنها أشارت إلى أن مماطلة الحوثيين بخصوص فتح الطرق في تعز، أثار مخاوف بشأن التزامهم برفع الحصار عن المدينة التي يحاصرونها منذ عام 2016. 
 

وقالت صحيفة الواشنطن بوست «Washington Post» ، أنه بغض النظر عن ندوب الحرب، تمكن مطار صنعاء من استضافة مشهد شبه طبيعي يوم الإثنين، عندما أقلعت أول رحلة طيران تجارية منذ عام 2016 وهبطت على مدرجه - مما أعطى بصيص أمل للمدنيين اليمنيين الذين هم في أمس الحاجة إليه بعد سنوات من الحرب. 

وجادلت منظمات الإغاثة بأن الإبقاء على المطار مغلقًا أمام الرحلات الجوية العادية قد تسبب فعليًا في تقطع السبل بالمدنيين المحتاجين في شمال البلاد، حيث يوجد وصول محدود إلى الرعاية الطبية المتقدمة.
 

الرحلة الأولى، التي كان من المقرر إجراؤها في 24 أبريل، تم إلغاؤها قبل وقت قصير من موعد إقلاعها، مما أثار مخاوف من أن شروط الهدنة قد لا تصمد - وبدد أحلام العديد من الركاب الذين يسعون للحصول على علاج طبي عاجل في الخارج. 
 

بعد مناقشات جديدة، تم تغيير موعد الرحلة إلى 16 مايو، وصل الركاب قبل ساعات من الرحلة المقررة - خوفًا مرة أخرى، من أنها لن تقلع، رفض العديد التحدث إلى صحيفة واشنطن بوست، مشيرين إلى مخاوف من أنهم قد يواجهون تداعيات بسبب الحساسيات حول الرحلة. 
 


وأشادت واشنطن، التي دعمت منذ فترة طويلة الحملة الجوية للسعودية في اليمن بالرحلات الجوية باعتبارها خطوة حاسمة نحو السلام، وقد تعهدت إدارة بايدن بإنهاء الحرب في اليمن وعينت أيضًا مبعوثًا خاصًا لها لمحاولة التوسط للتوصل إلى حل. 
 

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون في بيان يوم الاثنين "اليمن اليوم يشهد أهدأ فترة منذ بدء الحرب وهذه الرحلات تمثل خطوة مهمة في زيادة تحسين حياة وفرص الشعب اليمني". 
 

وذكرت الواشنطن بوست، بأن أعضاء مجلس النواب الديمقراطي لوقف الدعم الأمريكي المتبقي للحرب الجوية السعودية في اليمن 
 

من جانبها قالت، وكالة أسوشيتد برس «AP»، أن إقلاع أول رحلة تجارية منذ ست سنوات من العاصمة اليمنية التي يسيطر عليها المتمردون يوم الاثنين، يأتي في إطار هدنة هشة في الحرب الأهلية الطاحنة في البلاد. 

وأضافت في تقرير لها بأن إغلاق المطار تسبب في إلحاق أضرار اقتصادية وإنسانية كبيرة - وفقد آلاف الأشخاص وظائفهم حيث أغلقت الشركات التي تقدم الخدمات أو تكبدت خسائر فادحة. 
 

وكان مطار صنعاء نقطة العبور لما يقدر بنحو 6000 مسافر في اليوم، وأكثر من 2 مليون مسافر كل عام، بحسب المجلس النرويجي للاجئين، وهو مؤسسة خيرية دولية تعمل في اليمن. 
 

وأشاد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانز غروندبرغ، بما وصفه بـ "التعاون البناء" للحكومة اليمنية. وكان من المقرر أن تقلع الرحلة في البداية في 2 أبريل/ نيسان، لكن الخلاف حول جوازات السفر الذي أصدره الحوثيون أخر موعد المغادرة. 
 


هذه المرة، سمحت الحكومة المعترف بها دوليًا للركاب الذين يحملون وثائق صادرة عن الحوثيين بالصعود إلى الطائرة. وقالت إيرين هاتشينسون، مديرة اليمن في المجلس النرويجي للاجئين، إن إقلاع الرحلة الأولى كان "نقطة انطلاق نحو سلام دائم في اليمن". 
 

وقالت إن "خطوة إعادة فتح المطار التي طال انتظارها كانت أحد الأهداف الرئيسية للهدنة"، وحثت الأطراف المتحاربة على العمل على تنفيذ عناصر أخرى من الصفقة، بما في ذلك إعادة فتح الطرق حول تعز والمحافظات الأخرى. 
 

تعز، التي لا تزال تحت سيطرة القوات المقاتلة نيابة عن الحكومة، يحاصرها الحوثيون منذ عام 2016. 
 

والتقى مبعوث الأمم المتحدة الشهر الماضي بوفد حكومي للتحضير لاجتماعات بشأن إعادة فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى، ووفقا للاسوشيتد برس لم يسمي الحوثيون وفدهم بعد في اجتماع إعادة فتح الطريق، مما أثار مخاوف بشأن التزامهم برفع الحصار. 
 

ولم يرد متحدث باسم الحوثيين على طلبات متكررة للتعليق. 
 

وذكرت الوكالة بأن وقف إطلاق النار جاء وسط جهود دولية وإقليمية متضافرة لإيجاد تسوية للصراع الذي عصف بأفقر دول العالم العربي ودفعه إلى حافة المجاعة. 
 

وأشارت بالقول بأنه وعلى الرغم من الانتهاكات اليومية التي أبلغ عنها الجانبان، خفت حدة الاشتباكات البرية والجوية وأوقف الحوثيون هجماتهم عبر الحدود على السعودية والإمارات، وهما ركيزتين بالنسبة للتحالف المناهض للحوثيين. 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر