تطييف المجتمع بمدينة إب.. محاولات حوثية تصطدم بالرفض الشعبي (تقرير خاص)

[ تستخدم مليشيا الحوثي جامع الملكة أروى في مدينة جبلة مركزاً لتصدير فكرها الطائفي ]

كثفت مليشيا الحوثي الإيرانية محاولاتها لإحداث تغيير مذهبي في محافظة إب (وسط اليمن) وصبغ المجتمع بالصبغة الطائفية الشيعية، وسط رفض وممانعة شعبية كبيرة.
 
ومنذ بدء شهر رمضان المبارك عمدت المليشيا الحوثية على محاولة إخضاع المجتمع لأفكارها الطائفية ومذهبها الديني في مخالفة صريحة لإعلانات حقوق الإنسان المتعلقة بحرية الدين والمعتقد.
 
وكشفت مصادر مطلعة لـ "يمن شباب نت"، أن المليشيا وعبر مدير مكتب الإرشاد في المحافظة القيادي الحوثي "أحمد العصري" وضعت خطة لتسريع عملية تطييف المجتمع وإخضاعه لمعتقداتها بدأته مطلع شهر رمضان المبارك وتعمل عليه بوتيرة متصاعدة.
 
وقالت المصادر أن المليشيا تسعى من خلال ذلك إلى إحداث تغيير مذهبي في المناطق التي تخالف المليشيا مذهبياً وتخضع لسيطرتها عسكرياً.

وتستخدم مليشيا الحوثي الإيرانية مسجد الملكة أروى الصليحي مركزاً لتدريس فكرها الطائفي في المحافظة بعد أن حولت المسجد إلى شبيه بالحوزة الإيرانية، وفق مصادر محلية متطابقة.
 
وفي آخر انتهاك لها في هذا الإطار، كشفت مصادر محلية أن مليشيا الحوثي قامت الجمعة الماضية، بتغيير "جمال الشجاع" خطيب جامع "الرضائي" بمركز مديرية الشعر شرقي محافظة إب، بعد أيام من تغيير إمام الجامع الكبير في المدينة القديمة ورفع صيغة الأذان الزيدي.
 
وكانت المليشيا قد اختطفت قبل أيام الناشط عبدالله باسلامة، بمدينة إب، بعد أن عارض وانتقد ممارساتها الطائفية خلال شهر رمضان المنصرم، وأثناء صلاة عيد الفطر.
 
ويوم عيد الفطر المبارك قامت مليشيا الحوثي وعبر القيادي الحوثي المنحدر من مدينة صعدة والمُعيّن من الميلشيا وكيلاً لمحافظة إب، الذي خطب وأم المصلين في مصلى العيد بمنطقة أبلان بمدينة إب، قامت بفرض صلاة العيد على طريقة المذهب الزيدي.
 
وخلال رمضان المنصرم، حاولت المليشيا إجبار أئمة ومؤذني المساجد بتأخير رفع أذان المغرب لأكثر من عشر دقائق عن التوقيت المحلي للمحافظة، ضمن إجراء طائفي حاولت فرضه بالقوة، في الوقت الذي أجبرت مساجد المدينة وجميع المديريات على تركيب شاشات وبث خطاب زعيم المليشيا عبر المساجد.


 

محاولة لفرض نموذج إيراني
 
يرى الصحفي محمد الأحمدي، أن الإصرار الحوثي على إحداث تغيير على أساس مذهبي في مجتمع يخالفها، هو "محاولة لإعادة ماضي الإمامة البغيضة ولكن بنسخة مطورة تعتمد على النموذج الإيراني وولاية الفقيه".
 
وأضاف في حديث لـ "يمن شباب نت"، أن "هذا الإصرار هو دليل فشل وشعور بالهزيمة والانفصام عن المجتمع"، مُشيراً إلى أن هذه المليشيا تغرد خارج السرب، ورغم إمكانيات الدولة التي استحوذت عليها فإنها تبدو منبوذة.
 
وتوقع الأحمدي، أن يكون مصير المليشيا هو "السقوط المدوي" ليس فقط بسبب أفكارها المنحرفة والمتطرفة وثقافتها الاستعلائية العنصرية، ولكن لتماديها في جرائم الانتهاكات بحق المجتمع والتنكيل به واحتقار المجتمع اليمني والاعتداء على خصوصياته وهويته.
 
ولفت إلى أن هذه محطة أخرى من محطات مسيرة الخراب الإمامية بنسختها الحوثية ذات الطابع الإيراني، سواءاً في إب أو غيرها من المحافظات الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي.
 
وتابع: "عمدت المليشيا على مدى السنوات الماضية في ظل الشعور بالعزلة والرفض المجتمعي لها ولأفكارها الطائفية وسلوكها العنيف، إلى محاولة السطو على الخطاب الديني، عبر السيطرة على المساجد والأوقاف، ولم تكتفِ باعتقال أئمة مساجد وتصفية آخرين بل بممارسة انتهاكات واسعة".. مُذكراً بقتل وسحل إمام الجامع الكبير إب القديمة الشيخ بشير شحرة أمام زوجته وأطفاله.
 

معركة تمييز طائفي
 
من جانبه أكد الحقوقي ورئيس منظمة رصد للحقوق والحريات، عرفات حمران، أن محاولات المليشيا إحداث تغيير مذهبي في إب يأتي ضمن معركة طويلة تخوضها المليشيا ضد اليمنيين في المحافظة ومحافظات أخرى تخضع لسيطرتها بالقوة، تحمل طابع التمييز الطائفي القائم على الطبقية والسلالية.
 
وأوضح أن المليشيا الحوثية الإيرانية لاتريد شعب خاضع لها سياسياً وعسكرياً وحسب، بل ترى ومن منظور سلالي وطبقي أن اليمنيين درجة ثانية دونهم ولذا فهي تعمل بكل وسعها على إخضاعهم لطائفيتها ومذهبيتها ومنهجها العنصري.
 
وعدّد حمران في حديثه لـ "يمن شباب نت" جملة من الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا في المحافظة خلال شهر رمضان وإجازة العيد وخلال السنوات الماضية، مؤكداً أن المليشيا تسعى إلى إحداث تغيير جيوسياسي ومذهبي في المحافظة كونها محافظة تعتنق المذهب الشافعي السني.
 
وقال إن المليشيا عمدت خلال السنوات الأخيرة على تطييف المجتمع بكل السُبل عبر الخطاب الديني في المساجد وعبر الدورات الطائفية لموظفي الدولي ووجاهاتها، فضلاً عن استخدام المرافق التعليمية (الجامعات والمدارس) كمنصات للخطاب الطائفي وإحداث خرق يستهدف تماسك المجتمع وهويته.
 
وأشار "حُمران" إلى التعيينات الحوثية التي أصدرتها المليشيا في المحافظة والتي تقوم غالبيتها على التمييز المذهبي والسلالي والمناطقي بعيداً عن الكفاءة والتخصص وتكافؤ الفرص، وهي نوع من التمييز الذي ترفضه الشرائع الدينية والقوانين الإنسانية، حسب وصفه.
 
ولفت رئيس "رصد" إلى عمليات السطو الممنهج على أوقاف إب الذي تقوم بها المليشيا وتمكينها لأسر مُعينة من السلالة الهاشمية داخل المحافظة أو القادمين من خارجها ضمن أهدافها لإحداث التغيير الجيوسياسي والمذهبي في المحافظة.
 

رفض شعبي
 
محاولات المليشيا الحوثية فرض مذهب شيعي في المحافظة قوبل بردة فعل شعبية رافضة، حيث كشف ناشطون محليون عن عزوف شعبي عن ارتياد المصلين للمساجد التي يخطب فيها سلاليون حوثيون، وخروج مصلين من المساجد كما حدث مؤخراً في مسجد الرضائي بالشعر.
 
كما عبّر الموقف الشعبي عن رفضه لكل إجراءات المليشيا الأخير تمثلت في إفشال محاولات تأخير مواعيد الإفطار خلال شهر رمضان، وذلك من خلال التواجد في المساجد وحماية المؤذنين من أي أذى قد يطالهم.
 
وفي هذا السياق قال "عبدالرحمن أحمد" ـ طالب جامعي ـ أن كل محاولات المليشيا لن يُكتب لها النجاح لأن المجتمع يمكنه التغاضي عن كل شيء إلاّ مايتعلق بمعتقداته وهويته.
 
وأضاف في حديثه لـ "يمن شباب نت"، أنه وكما فشلت الإمامة في فرض مذهبها الديني والمناطقي والطبقي في القديم سيفشل أحفادها في ذلك حتى وإن بدت انتفاشتهم وكأنها ترتفع.
 
وتابع: لن يطول صمت المجتمع واحتجاجه السلمي أمام هذا التعنت الحوثي.. مؤكداً أن المحافظة التي أخرجت "علي عبدالمغني" قادرة على نسف المشروع الحوثي وتحطيم أوهامه.
 
وفي هذا السياق أكد الصحفي محمد الأحمدي، أن المجتمع اليمني رغم حالة الخذلان التي يعاني منها من قبل الحكومة الشرعية والتحالف العربي للأسف، لكنه يقاوم غطرسة المليشيا الحوثية بطريقته ووفق إمكانياته.
 
ويضيف: "اليمنيون شعب أبيّ كريم وذكي، يرفض الانقياد لكيان سلالي عنصري يرى نفسه صاحب أفضلية على بقية اليمنيين بموجب مزعوم الاصطفاء السلالي والأحقية المزعومة في الحكم، وهو يتحين الوقت المناسب للانقضاض على هذه المليشيا وإسقاط مشروعها الذي تعرّى للأبد".


- فيديو :


مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر