باحثة بريطانية: مأرب بقيت أولى قصص النجاح في حرب اليمن وخسارتها ضربة لمصداقية الحكومة

قُتل قرابة 800 متمرد حوثي، مدعومين من طهران، خلال الأسبوعين الماضيين في اليمن، بحسب التحالف الذي تقوده الرياض منذ عام 2015 لدعم القوات الحكومية للرئيس عبد ربه منصور هادي، وقد كثف التحالف غاراته الجوية في الأسابيع الأخيرة في محافظة مأرب، حيث عاود الحوثيون شن هجومهم في المنطقة في فبراير الماضي.
 

ومأرب هي آخر معقل في الشمال لا يزال في أيدي القوات اليمنية الموالية للحكومة التي تسيطر على مساحات شاسعة من جنوب البلاد، وتعد المدينة الاستراتيجية مركزًا اقتصاديًا نظرًا لأهمية احتياطاتها الهيدروكربونية وإنتاجها بنسبة 90 ٪ من غاز البترول المسال المستهلك في البلاد، لكن هذا الازدهار يهدده القتال الذي أدى إلى نزوح أكثر من 10.000 داخليًا خلال الشهر الماضي وحده.
 

وقالت الباحثة إليزابيث كيندال، - الباحثة البارزة بجامعة أكسفورد – "أن ميزان القوى في اليمن يمكن أن يتغير اعتمادا على نتيجة التصعيد الدراماتيكي الحالي في مأرب، والتي تعد واحدة من أولى قصص النجاح في حرب اليمن". 
 

وحذرت من أن خسارتها ستوجه ضربة لمصداقية الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، بحسب مقابلة أجرتها صحيفة «L’Orient-Le Jour»، الناطقة بالفرنسية، وترجمها "يمن شباب نت".
 


لماذا يصعد التحالف بقيادة الرياض غاراته الجوية في مأرب؟
 
وقالت الباحثة "يكثف التحالف ضرباته بسبب الخطر الوشيك المتمثل في سيطرة الحوثيين على محافظة مأرب الغنية بالموارد ومواصلة تقدمهم جنوبا، حيث سيكون لذلك تداعيات سياسية واستراتيجية واقتصادية وإنسانية ورمزية خطيرة".
 

وأضافت "مأرب هي آخر معقل في الشمال لا يزال في أيدي الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، فضلاً عن كونها آخر شريان رئيسي يربط المملكة العربية السعودية بالأراضي الجنوبية التي تسيطر عليها الحكومة".
 

وتابعت "وبالتالي فإن خسارة مأرب تعني أن الحكومة ستتخلى عن السيطرة على أهم موارد الغاز في اليمن للحوثيين، بالإضافة لفتح الباب أمامهم للتقدم إلى مناطق الغاز الطبيعي المسال واحتياطيات النفط في الجنوب الشرقي".
 

من حيث الأبعاد الإنسانية والرمزية، بقيت مأرب واحدة من أولى قصص النجاح في الحرب، حيث رحبت بملايين النازحين داخليًا واستقبلت استثمارات سعودية كبيرة، وبالتالي فإن رؤية فشل هذه الجهود ستوجه ضربة لمصداقية الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وفق الباحثة البريطانية.

 
 ماذا يمكن أن يكون تأثير معركة مأرب على ميزان القوى على الأرض؟
 
وأشارت كينيدال "إن التصعيد الدراماتيكي للأعمال العدائية لن يقود إلا إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الخطيرة بالفعل في البلاد، مما يحرم الأسر من خدمات الإسكان والصرف الصحي، في وقت هم فيه غير قادرين على الوصول إلى الصرف الصحي أو الغذاء أو الدواء، بالإضافة إلى ذلك، جرى بالفعل تشريد عدة آلاف من النازحين داخلياً للمرة الثانية أو الثالثة". 
 


"قد يتغير ميزان القوى في اليمن أيضًا، صحيح أن الحوثيين تكبدوا خسائر فادحة، لكنهم يواصلون هجومهم ويسعون جاهدين من أجل إبرام الصفقات محليًا، في حال استولى الحوثيون على مأرب، فمن المحتمل أن يصبحوا الحكام الفعليين لكامل شمال البلاد".
 

وأردفت "وقد يكتسبون أيضًا أرضًا في الجنوب، حيث أنه ومع وجود المجلس الانتقالي الجنوبي والجماعات الأخرى التي تحكم جنوبًا منقسمًا للغاية، تبدو أهمية الحكومة التي يعترف بها المجتمع الدولي غائبة على نحو متزايد".
 

ماذا ستكون العواقب على عملية السلام؟
 
يهدف تصعيد التحالف إلى كبح تقدم الحوثيين وزيادة الضغط عليهم للموافقة على وقف إطلاق النار حتى تبدأ عملية السلام ومع ذلك، هناك خطر أن يؤدي هذا التصعيد الأخير إلى دفع الحوثيين بدلاً من ذلك إلى تصعيد هجماتهم مع التمسك بشروطهم المسبقة لأي وقف لإطلاق النار.
 

معضلة التحالف هي أنه لم تكن هناك مؤشرات على أن عملية السلام يمكن أن تتحقق من خلال الوساطة، على الرغم من المحاولات المستمرة، وبالتالي ربما بدا له بأن التصعيد العسكري سيكون السبيل الوحيد لكسر اندفاع الحوثيين وإجبارهم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، لكنني لست متأكدًة من نجاح ذلك، وفق حديث الباحثة البريطانية.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر