في ظل محادثات سعودية -إيرانية.. تحليل غربي: استمرار القتال في اليمن يمكن أن يعيق أي صفقات سلام إقليمية

قال تحليل غربي، إنه وبرغم الآمال المعقودة حول أي تأثيرات إيجابية محتملة للمحادثات السعودية -الإيرانية، فإن القتال في اليمن يمكن أن يعيق أي صفقات سلام إقليمية، وذلك مع حديث مراقبين بخصوص مؤشرات عن تغير سياسة الرياض تجاه طهران.


ونشر موقع «The Conversation» الأسترالي تحليلا لسايمون مابون، الباحث بجامعة لانكستر، - ترجمة "يمن شباب نت" - أشار الى أن التصريحات الأخيرة لإيران والسعودية، أحيت الأمل في ظهور مسار لإنهاء الحرب الأهلية المريرة المستمرة منذ سبع سنوات في اليمن، والتي أودت بحياة ما يقدر بربع مليون شخص إضافة لتشريد الملايين.


في 21 سبتمبر، التقى مسؤولون من السعودية وإيران، في مطار بغداد في الجولة الرابعة من المحادثات التي تهدف إلى تحسين العلاقات، وقد جرت ثلاث جولات أخرى من المحادثات المباشرة في عهد الرئيس الإيراني المعتدل حسن روحاني، كانت هناك فجوة قصيرة في أغسطس عندما تولى الرئيس الجديد - والمحافظ المتشدد - إبراهيم رئيسي منصبه، ولكن في الأسابيع الأخيرة، ظهر زخم جديد.


جاءت المحادثات بعد شهر واحد فقط من مؤتمر بغداد الدولي للتعاون والشراكة الذي جمع ممثلين من المملكة العربية السعودية وإيران وتركيا ومصر وغيرها لمناقشة المخاوف الأمنية الإقليمية، إذ تعتبر المملكة العربية السعودية وإيران، بطبيعة الحال، محوريتين في الأمن الإقليمي، لكنهما وجدا نفسيهما بانتظام على طرفي نزاع في النزاعات الإقليمية.


في حين أن التوترات بين الدولتين كانت مرتفعة، كان هناك قبول في السنوات الأخيرة بين المسؤولين السعوديين بأن سياسة الرياض في المواجهة مع إيران قد فشلت، لكن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به ليس فقط لمعالجة عقود من العداء ولكن أيضًا معالجة النواحي العملية لإنهاء الصراع في اليمن، وبالرغم من كونها وسيلة، فإن عمليات تبادل الأسرى شبه النظامية لم تكفي حتى الآن لتحقيق ذلك.
 


علاقة منقسمة

في حين أن الكثيرين يرجعون التنافس بين المملكة العربية السعودية وإيران الى فترة تأسيس جمهورية إيران الإسلامية في عام 1979، الا أنه يمكن تتبع التوترات الى ما قبل ذلك بكثير، مما يعكس سلسلة من القضايا المتعلقة بالجغرافيا ومعاملة الأقليات، لكن تأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران زاد الضغط.


لم تساعد الرؤية المعادية للملكية بشكل صريح للزعيم الإيراني الأعلى روح الله الخميني في الأمور حيث وجدت عائلة آل سعود الحاكمة في المملكة العربية السعودية نفسها موضوعًا لقدر كبير من الانتقادات من القيادة الدينية الإيرانية.


في العقود التالية، بدأ هذا التنافس في الظهور في المجتمعات المنقسمة في جميع أنحاء الشرق الأوسط مثل "الساحات بالوكالة" في البحرين والعراق ولبنان، وخاصة سوريا واليمن، مع عواقب مدمرة في كثير من الأحيان، لكن الصراع في اليمن - صراع مرير لم يُظهر حتى الآن أي مؤشر على انحساره - هو الشاغل الأكبر.


ففي اليمن، ظل تحالف هادي العسكري المدعوم من السعودية في حالة حرب مع حركة الحوثيين المتمردة التي تتلقى تمويلًا من إيران لكنها شحذت مهاراتها العسكرية على مدى عقدين من الصراع مع الحكومة اليمنية.


وكما لاحظ مراقبو الشأن اليمني، تتكون الحرب في الواقع من عدد من الصراعات المختلفة، ومن الأمور المركزية هنا، الصراع بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي، لكن ما يزيد من هذا التعقيد هو وجود حركة انفصالية في جنوب اليمن.


هناك أيضًا منافسة قبلية في الشرق وتنافس بين مختلف أفرع الجيش على طول ساحل البحر الأحمر، تتلقى هذه المجموعات مستويات متفاوتة من الدعم من قوى خارجية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية وإيران والإمارات، حيث تم رسم خطوط الصدع المختلفة هذه في الصراع على جغرافية الدولة، مما سهل تفتيتها.
 


حل النزاع

يمكن أن يكون لحل التوترات بين السعودية وإيران تأثير كبير في جميع أنحاء المنطقة، ومع ذلك فإن التفاعل بين السياسات الإقليمية والمحلية يعني أن القتال في اليمن يمكن أن يعيق أي اتفاقيات سلام إقليمية، في غضون ذلك تتواصل التوترات بفضل توفير التمويل من قبل القوى الإقليمية للجماعات المحلية، سعياً وراء زيادة النفوذ.


نتيجة لذلك، هناك حاجة إلى آلية واضحة لبناء الثقة - وبناء السلام في نهاية المطاف - لإنهاء القتال في اليمن، هذه الآلية هي موضوع مناقشات بين المسؤولين السعوديين والإيرانيين - لكن التقارير تشير إلى أنه تم تقديم مقترحات لزعماء الحوثيين في اليمن.


بالنسبة للسعودية، فإن أي سلام مع إيران يعتمد على وقف الهجمات على أراضيها من صواريخ الحوثيين، وسيتطلب ذلك ضمانات إيرانية بأن هجمات الحوثيين على المملكة ستنتهي، وقد يتطلب أيضًا إعادة فتح مطار صنعاء، في المقابل يتوقع الإيرانيون أن تسحب المملكة العربية السعودية معارضتها للاتفاق النووي بالإضافة لاستئناف العلاقات الدبلوماسية.


لكن بناء السلام ليس بالأمر الهين.  فبعد يومين من البيان السعودي حول التقدم الجيد لمحادثات السلام، سلط اعتراض الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار "المحملة بالمقذوفات" التي أطلقها الحوثيون تجاه السعودية الضوء على مدى خطورة الأمور في اليمن.


لذلك لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، ولكن - على ما يبدو للمرة الأولى منذ اندلاع هذا الصراع المرير في عام 2014 - هناك ثقة لدى جميع الأطراف بإمكانية حل هذه الفوضى الدموية.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر