شوارع إب: الأمطار تفضح سوءة الانقلاب.. وناشطون يتساءلون: أين مليارات الإيرادات؟!

[ حفريات في الدائري الغربي لمدينة إب أمام سيتي ماكس /ناشطون ]

يشكو أبناء محافظة إب، من تحول شوارع مدينتهم إلى أخاديد وحفريات وطرق ترابية جراء انتهاء المادة الإسفلتية التي لم يجري إعادة إصلاحها منذ احتلال مليشيا الحوثي للمحافظة أواخر 2014م، رغم مليارات الإيرادات والهبات وحملات الإتاوات والجبايات المتواصلة التي تذهب لجيوب الفساد من المشرفين الحوثيين وقياداتهم في صنعاء وصعدة.
 
شوارع إب المعلنة "عاصمة سياحية" باتت مادة للسخرية ومحل امتعاض عند كل أبناء المحافظة والزائرين لها من كل المحافظات، خاصة في موسم الصيف الماطر، فلايكاد تخلو صفحات مواقع التواصل في المحافظة من حديث عن الشوارع المهترئة وفساد عصابات الإنقلاب التي حولّت المحافظة إلى بقرة حلوب يستنزفون منها كل خيراتها ولا يعطونها شيئاً.
 
طوال سنوات الانقلاب العجاف، لم يطرأ أي تغيير على شوارع إب، إلاّ أن موسم الأمطار في كل عام يكشف بشكل فاضح عورات الانقلاب وتجاعيده التي رسمها على وجه إب الفاتنة، ويُعّري الترقيعات الترابية التي امتص بها الفاسدون غضب الشارع لبعض الوقت، وعند هكذا حال ترتفع أصوات أبناء المحافظة من جديد على شكل تظاهرات إلكترونية تندد بالوضع القائم وتطالب بوضع حد للمعاناة التي طال أمدها.
 

معاناة مستمرة

مواطنون في مدينة إب ومالكو سيارات ومركبات قالوا إن معاناتهم مستمرة جراء حفريات الشوارع دون وضع أي حلول من قبل الانقلابيين رغم مليارات الإيرادات والهبات والجبايات التي لا تتوقف.
 
( أ ق ع) ـ سائق باص ـ يقول إن باصه يتعرض للأعطاب كثيراً بسبب الحفر المنتشرة في شوارع المدينة، مضيفاً أن هذه المدينة باتت "عاصمة المليون حفرة" وليست عاصمة سياحية.

وأضاف في حديث خاص لـ "يمن شباب نت": مليارات الريالات من الإيرادات التي يجمعها "المشرفون"، إضافة إلى أموال المنظمات، لايستفيد منها المواطن والمدينة شيء.
 
وتابع: "حتى نحن يأخذون علينا أجرة راكب في كل فرزة نقف فيها..إذا لم يصلحوا الشوارع من أموال الإيرادات والهبات، يصلحوها من الأموال التي يأخذوها علينا على الأقل".
 


أنجيلا أبو أصبع ـ استاذة في كلية الآداب بجامعة صنعاء، تقول عقب زيارة عيدية قامت بها إلى مسقط رأسها قادمة من صنعاء: "إب جميلة وخضراء وجو خلاب، النازل إليها يكرهها ويكره المسؤولين اللي فيها.. شوارع إب كارثة لم تشهدها أي محافظة، كلها محفره.. ولأن الأمطار فيها متواصلة الكارثة تكبر أكثر".
 
وتضيف في منشور على حسابها في الفيسبوك: "الناس تعاني بشكل كبير ولا في مسؤول محترم نفسه".


واقع يكشف زيف الإعلام
 
اعتاد أبناء المحافظة في كل موسم صيف ـ الذي كان قبل الانقلاب موسماً سياحياًـ، خروج إعلام الانقلاب وحاشية الفساد من أصحاب "الدفع المسبق" أو "ناشطون أبو 2000" كما يحلو للبعض تسميتهم، بإطلاق الوعود الكاذبة والتبشير بميزانية مليارية لإصلاح شوارع المدينة وماأن ينتهي موسم الأمطار حتى تذهب تلك الوعود أدراج التبريرات من قبيل "الحرب والحصار" وما إلى ذلك من الإسطوانات المشروخة التي لم تعد تنطلي على أحد.
 
يكتشف المواطن على أرض الواقع ذلك الزيف، إلاّ أنه يلوذ للصمت مجدداً تحت تخدير الوضع المرير أو خوفاً من القمع المليشاوي الذي يخنق كل صوت معارض في مهده.
 
المستشار الإعلامي لمحافظة إب في الحكومة الشرعية إبراهيم عسقين يقول في حديث لـ "يمن شباب نت": "الشوارع والطرقات في محافظة إب أصبحت في حالة يرثى لها، تتحمل السلطة القائمة التابعة للانقلاب كامل المسؤولية عمّا وصلت إليه".

وأضاف: "بالرغم من الوعود الكاذبة من قبل تلك السلطات بالبدء في إصلاحها والتي نسمع عنها بين حين وآخر إلا أنه لا شيء من ذلك يتم على أرض الواقع".
 
وتابع: "الشوارع وضعها يسوء كل يوم بشكل أكبر فعندما تبدأ حفرة صغيرة بالظهورعلى الإسفلت في الشارع تصبح تلك الحفرة بؤرة لتجمع مياه الأمطار وتعمل المياه على توسعة الحفرة ويبدأ الإسفلت بالتراخي كونه إسفلت غير جيد وتتلاحق الحفر وتتلاصق ويصبح الإسفلت كأن لم يكن والسبب الأول والأخير هو الفساد المتمثل في إهمال الجهات المعنية وانعدام الصيانة وغياب الأمانة ولو تم ترميم الحفر بمجرد ظهورها لما حصل ما حصل لمعظم شوارع مدينة إب".
 
خيرها لغيرها

المهندس وليد الجعور علّق هو الآخر على حالة الشوارع في مدينة إب بالقول: "إب سخية بمواردها وإيراداتها الا أن سخائها يواجه بالنكران، فأموال إب و زكواتها وضرائبها و حوالات مغتربيها و مليارات الدولارات من دعم ومنح المنظمات لم يشفع لها لدى مليشيات النهب الحوثية".
 
ويضيف في منشور تفاعلي مع حملة مجتمعية للتنديد بحال شوارع المدينة في ظل الانقلاب بالقول: "لا تلك المليارات و لا درزن الوكلاء و لا كتيبة أصحاب الهضبة أصحاب صعدة وعمران الذين أحتلوا أراضيها و مناصب الدولة فيها احترموا كرم المحافظة و قاموا بواجبهم في إصلاح شوارعها وتجميل طرقها".
 
واختتم: "محافظة إب محافظة مستباحة لا ترى فيها المليشيات سوى بقرة حلوب وجب استنزافها وسلب خيراتها". 
 

مصدر جبايات

في خضم الغضب الشعبي المطالب بإصلاح شوارع المحافظة تواصل سلطات الانقلاب تنصلها عن مسؤوليتها وبدلاً أن تقوم بمايجب عليها فعله، تهرع إلى الاستفادة من ذلك الوضع بتنفيذ حملات جبايات على التجار وأصحاب المحلات التجارية بذريعة إصلاح الشوارع وترميمها تحت مسمى "المشاركة المجتمعية" ورغم عشرات الملايين التي ينهبونها من التجار تحت هذه الذريعة تذهب تلك الأموال لجيوب الفاسدين وفي أحسن الأحوال يجري ردم الحفر في شارع أو شارعين بكميات من التراب.
 
استفادة المليشيات من هذا الوضع لاتتوقف عند حملات الجبايات فقط بعد تتعدى ذلك إلى دعوة المنظمات الدولية والضغط عليها بإعتماد ميزانيات لإصلاح الشوارع قبل أن يتم مصادرة تلك الإعتمادات لصالح قيادات متنفذة كما حدث في أكثر من مناسبة.


 
الناشط الإعلامي أحمد هزاع يقول لـ "يمن شباب نت": "أموال المانحين والمساعدات التي يدفعها العالم لليمنيين تذهب في إب لجيوب المشرفين الحوثيين".
 
وأضاف: تبتزالمليشيا المنظمات الأممية والدولية ولاتمنحها تصاريح تنفيذ تدخلات إنسانية إلاّ بعد أن تخصص اعتمادات لإصلاح الشوارع ومشاريع أخرى يجري الترويج لها، إلاّ أن تلك الإعتمادات حال وصولها تذهب إلى جيوب الفاسدين من قيادات الجماعة التي تحولها لأرصدة في البنوك وعقارات ومتاجر وترميم لوجوههم ورؤوسهم".
 
وأشار إلى أنه "لو اهتمت قيادات مليشبا الحوثي بالشوارع كما يهتموا بمظهرهم على غرار "المروعي" لكانت إب غير هكذا حال".
 

نموذج مُصغر

 الناشط على مواقع التواصل الإجتماعي "طارق عبد السلام الشعيبي"، اعتبر أن حالة شوارع إب تمثل نموذجاً مصغراً لحكم المليشيات ودليل على فشل الانقلابيين في إدارة مناطق نفوذهم.
 
وقال في منشور على فيسبوك: "الحالة التي وصلت إليها محافظة إب وشوارعها المحفرة والمنهارة بشكل كلي حالة يرثى لها ووضع مأساوي، رغم كل الجبايات التي تعمل مليشيات الحوثي على جبايتها ونهبها من الموطن الابي بمختلف الأشكال والمسميات، ورغم كل الدعم المقدم من المنظمات الدولية والمحلية".
 
وأضاف: هذا "يدلل على أن المليشيات لا تجيد إلاّ صناعة الموت والقتل وأن الدولة بمفهومهم قتال وحرب ونهب وأطقم وزوامل، وليس لها هدف سوى حلب المحافظة وتعزيز أرصدة سدنة الحكم وهواميره من مشرفين ووكلاء ومسؤولين تحت مسميات ولافتات وأنشطة مختلفة".
 
واعتبر أن "شوارع إب المحفرة والمكسرة، صورة مصغرة من حكم عصابة تحكم  الناس تحت فوهة السلاح، وإنه لا وجود للخدمات اللأساسية في تفكيرها وإدارتها للدولة".
 
بدروه أجرى الناشط عبدالله حسين مقارنة بين وضع الشوارع في مدينة مأرب الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية ومدينة إب الخاضعة لمليشيا الحوثي وقال: "كلاهما يعكس الوجه الحقيقي لمن يحكم كلى المدينتين ".


مادة للسخرية
 
بسبب الواقع القمعي الذي تنهجه مليشيات الحوثي في التعامل مع كل من ينتقد أدائها أو ينادي بإصلاح الوضع القائم، لجأ الكثير للتعامل مع الواقع بنوع من السخرية عبر مواقع التواصل باعتبارها مكان للتنفيس عما في النفس وإيصال الفكرة بقوالب مختلفة.
 
عضو مؤتمر الحوار الوطني والصحفي عادل عمر، نشر صوراً لبعض شوارع إب المحفرة وعلّق عليها بالقول: "بانتظار اللمسات الأخيرة للاتفاقيات التي تكرر الحديث عنها ولم تجد طريقها للواقع تلك اللمسات الخاصة بإصلاح الشوارع والتي تتأجل من عام إلى آخر تاركة معها معاناة السائقين مع الحفر في شوارع مدينة إب ومديرياتها ربما أنها لمسات سحرية وفق أحدث الطرق العالمية".
 
أما الناشط المؤتمري باسلامه عبد الكريم فعلّق على صورة أخذت رواجاً قائلا: "ليست رسم تشكيلي ولا صوره في مدينة البندقية ولا في شوارع اشبيليه هذه صوره في الخط الدائري بمدينة اب حفر ملاااان ماء"، مضيفا:"صاحب السيارة يجلس يطبطب طول الطريق".
 
من جهته وضع الناشط عادل احمد العديني، ذات الصورة للمزاد على حائطه وقال على سبيل السخرية: "للفنان التشكيكي عبدالواحد صلاح من محافظة إب".

 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر