"المرتزقة تصرفوا نيابة عن إيران".. قوات بريطانية في المهرة تستهدف الحوثيين.. مادلالة ذلك؟

[ قوات بريطانية اثناء إجراء تدريبات هجومية (PO Phot Si Ethell / PA) ]

بالتزامن مع توتر تشهده المنطقة عقب استهداف سفينة نفط إسرائيلية، كشفت صحف بريطانية عن إرسال المملكة المتحدة لقوات خاصة إلى محافظة المهرة (جنوب شرق اليمن)، لمطاردة من وصفتهم بالمسؤولين عن الهجوم، في إشارة لميلشيات الحوثي المدعومة من إيران.
 
وقالت تقارير صحفية بريطانية "إن القوات البريطانية الخاصة تطارد في اليمن المسؤولين عن هجوم بطائرة بدون طيار على ناقلة نفط في خليج عمان، مما أسفر عن مقتل شخصين في 30 يوليو 2021".
 
وتثير هذا الخطوة عدد من التساؤلات عن دلالات التواجد العسكري البريطاني في اليمن، وعن جدوى مواجهاتها ميلشيات الحوثي المتهمة باستهداف ناقلة النفط في خليج عمان، ودخول الحوثيين كطرف مقاتل لأجندات إيران، في ظل استمرار الحرب في البلاد مع الحكومة الشرعية، وما تأثير ذلك على دعوات السلام في اليمن.
 
 
40 من القوات الجوية البريطانية
 
وحسبما أفادت صحيفة «The Daily Express» فقد وصل فريق من 40 فردًا من الخدمة الجوية الخاصة (SAS) إلى محافظة المهرة (جنوب شرق اليمن) يوم الأحد 8 أغسطس 2021، وذلك لاستهداف المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يُعتقد أنهم وراء الضربة.
 
وذكرت الصحيفة بأن الفريق وصل مطار الغيظة بمحافظة المهرة، وسيعمل بالاشتراك مع فريق من القوات الخاصة الأمريكية المتمركز بالفعل في المنطقة لتدريب نخبة من الكوماندوز السعودية.
 
ودعا الجنرال السير نيك كارتر، قائد القوات المسلحة البريطانية، إلى الرد الغربي على الهجوم على ناقلة النفط ميرسر ستريت، الذي أسفر عن مقتل قبطان السفينة الروماني وأحد أفراد طاقمها البريطاني.
 
وقال كارتر "ما نحتاج إلى القيام به هو محاسبة إيران على سلوكها المتهور للغاية".
 
وبحسب التقرير، تعتقد السلطات البريطانية أن المرتزقة الحوثيين تصرفوا نيابة عن طهران لتنفيذ الضربة بعد تلقيهم طائرة مسيرة طويلة المدى بدون طيار.


الهجوم على الناقلة بخليج عُمان
 
ويُزعم أن الطائرة بدون طيار تم إطلاقها من شرق اليمن وتوجيهها بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) نحو الناقلة قبل أن يسيطر أحد المشغلين على الميل الأخير، ويوجه الجهاز عبر كاميرا حتى اصطدم بجسر السفينة.
 
ووقع الهجوم على بعد 152 ميلا بحريا شمال شرق ميناء الدقم العماني، بينما كانت السفينة تبحر من تنزانيا إلى الإمارات.
 
أخطأ الهجومان الأولان اللذان تم إطلاقهما على السفينة مساء 29 يوليو/ تموز 2021هدفهما، لكن طائرة مسيرة ثالثة أطلقت في وقت مبكر من يوم 30 يوليو/ تموز، محملة بمتفجرات أصابت قمرة القيادة وانفجرت، مخلفة حفرة قطرها مترين، اضافة لقتل الرجلين.
 
بينما نفت إيران تورطها، من المتوقع أن ترسل بعثة المملكة المتحدة إلى طهران رسالة واضحة مفادها أنها لن تتسامح مع مثل هذه الهجمات في المياه الدولية، وأصدر الاتحاد الأوروبي، الأحد، بيانا يدين هجوم الطائرات المسيرة، قائلا إن "كل الأدلة المتوفرة تشير بوضوح إلى إيران".
 
وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن "مثل هذه التصرفات الطائشة والأحادية الجانب، التي تتعارض مع القانون الدولي وتهدد السلام الدولي، غير مقبولة ويجب أن تتوقف".


تطور في خطورة الحوثيين

ويرى الكاتب والباحث السياسي اليمني، عبد الناصر المودع "اذا صح أن القوات البريطانية ستواجه عناصر حوثية، سيعد هذا تطور جديد في الملف اليمني لأنه لأول مرة سيكون هناك تدخل من خارج دول التحالف العربي لمواجهة الحوثيين".
 
وأضاف في حديث لـ "يمن شباب" خلال برنامج "اليمن والعالم"، أن الحوثيون لديهم تواجد في المهرة وهذا يشير إلى خطورة الحوثيين في استخدام اليمن لمهاجمة اهداف لصالح إيران التي تثبت للعالم أنها تستخدم وكلائها لمهمات قذرة".
 
وأوضح: "ان العالم ظل يتعامل مع الحوثيين كشأن يمني وقوة محلية لها علاقة عادية مع طهران، لكن ومع اتهامهم باستهداف الملاحة الدولية لصالح إيران، سيعرف العالم خطورة الحوثيين وستتغير كثير من السياسات".




هدف القوات البريطانية
 
باحث عماني في الشؤون الدولية، سالم بن حمد الجهوري "من نفذ العملية التي استهدفت السفينة، كان قريبا منها، لأنه من الصعب أن تعبر طائرة في الأجواء العمانية - قادمة من المهرة - دون مراقبة أو معرفة".
 
وأضاف في حديث لـ"يمن شباب" خلال برنامج "اليمن والعام"، "ربما تكون الطائرة المسيرة مرت عن طريق البحر وليست الأراضي العمانية، وربما للقوات البريطانية مسارات دقيقة لتحديد ذلك".
 
وأشار "إن فرضية ان الطائرة مرت عبر عُمان قادمة من المهرة، غير ورادة لأن المتهمون لا يمكن أن يقعوا في مثل هذا العمل - في إشارة للحوثيين - الذي يوتر علاقتهم مع مسقط التي فتحت أبوابها لها وسيكون بموقف محرج".
 
وأوضح "أن القوات البريطانية بحاجة للتواجد في المهرة من أجل التشويش عن أنظمة الطيران المسير، حيث لديهم تقنيات كبيرة ومتقدمة ليست متوفرة لدى الدول الحدودية مع اليمن في الخليج العربي".
 
ولفت الباحث العماني: "من الممكن ان يكون للحوثيين خلايا في المهرة تستخدمها لتهريب السلاح".


المصدر: يمن شباب نت + الصحافة البريطانية

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر