"مكلفة وحاسمة".. أسوشيتد برس: تستعر معركة مأرب والقوات الحكومية تريد أسلحة لـ "قلب الموازين"

[ الجندي بالجيش "حسن صالح " يسار، يحدد هدفا لمقاتل خلال اشتباكات مع المتمردين الحوثيين على جبهة كسارة بمأرب 20 يونيو 2021 (AP Photo / Nariman El-Mofty) ]

استعرض تقرير أمريكي، وضع جبهات القتال في محافظة مأرب (شمال شرق اليمن)، وسير المواجهات العسكرية بين قوات الجيش الحكومي مسنود بالمقاومة من جهة، وميلشيات الحوثي من جهة أخرى، بعد اشتداد المعارك خلال الأشهر الماضية، ورفض الحوثيين لوقف التصعيد والاستجابة لدعوات السلام.
 
ووفقاً لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، في تقرير بعنوان "مكلفة وحاسمة..  تستعر معركة من أجل مدينة يمنية مهمة" -ترجم نصة "يمن شباب نت" -، تتعرض المملكة العربية السعودية لضغوط لمنع تسليح القوات الحكومية اليمنية، حيث تتزايد التحفظات الدولية التي تمنع تسليحهم".
 
ونقلت الوكالة عن مسؤول يمني قوله: الولايات المتحدة تضغط على التحالف الذي تقوده السعودية والذي يدعم الحكومة لعدم تقديم المزيد من الأسلحة خشية وقوعها في أيدي المسلحين وسط مخاوف من "الكسب غير المشروع وعدم الكفاءة".
 
وقال محافظ محافظة مأرب الشيخ سلطان العرادة "نحن على مفترق طرق"، مجادلاً بأن الأسلحة ضرورية لقلب الموازين في مأرب، وأضاف: "لدى العالم بعض التحفظات بشأن تسليح اليمن في الوقت الحالي".
 
 

"يمن شباب نت" يعيد نشر ترجمة نص التقرير كالتالي:

يقف المقاتلان جنبًا إلى جنب وهما يطلان على منظر جبلي، مع رؤية واضحة لأسفل موقع العدو، إنهم جزء من خطوط الدفاع الأخيرة بين آخر معقل للحكومة في شمال اليمن، والمتمردين الحوثيين الذين يحاولون الاستيلاء عليه.
 
كان حسن صالح وشقيقه الأصغر سعيد، وكلاهما في أوائل العشرينيات من العمر، يقاتلان إلى جانب مقاتلين حكوميين آخرين ورجال قبائل خارج مدينة مأرب الغنية بالنفط، ضد هجوم شنه المتمردون المدعومون من إيران منذ أشهر، يقولون إنهم بحاجة إلى مزيد من الأسلحة لصد المهاجمين.
 
وقال حسن، الذي كان يتخذ موقعًه في خندق مليء بأكياس الرمل في منطقة الكسارة الجبلية "نحتاج إلى قناصات"، كل ما تملكه الكتائب هو بنادق كلاشينكوف ورشاشات قديمة مثبتة في مؤخرة الأطقم العسكرية.
 


هذا هو الخط الأمامي الأكثر نشاطًا في الحرب الأهلية اليمنية المستمرة منذ ما يقرب من 7 سنوات، حيث تقتل أو تجرح انساق مستمرة من المقاتلين من كلا الجانبين كل يوم، حتى مع اشتداد الضغط الدولي لإنهاء الحرب، ووسط جولة أخرى من محادثات السلام، هذه المرة بقيادة عمان، لا تزال مدينة مأرب الصحراوية بوتقة لواحدة من أكثر النزاعات تعثرًا في العالم.
 
حاول الحوثيون منذ سنوات الاستيلاء على مأرب لاستكمال سيطرتهم على النصف الشمالي من اليمن، لكن منذ فبراير/ شباط، شنوا هجوماً مكثفاً من جبهات متعددة، بينما قصفوا وسط المدينة السكني بالصواريخ والطائرات المسيرة المحملة بالمتفجرات، مما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين.
 
حتى الآن، لم يحرز المتمردون الحوثيون سوى تقدم تدريجي، حيث كانوا يتقدمون ببطء عبر سهل الصحراء، بسبب الضربات الجوية السعودية التي تسببت في خسائر فادحة في صفوفهم، يقدر المسؤولون الحكوميون والمسؤولون الطبيون في مأرب مقتل أو إصابة آلاف المقاتلين، معظمهم من المتمردين الحوثيين منذ فبراير.
 
في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، تشير الجنازات الجماعية واعلانات مقتل جنود، بعضهم أطفال، إلى مدى كلفة المعركة، على الرغم من أن الحوثيين لم يكشفوا عن أعداد القتلى الرسمية.
 
 يبدو أن المعركة الشاقة على المدينة النائية متشابكة مع جهود السلام البطيئة، ويبدو أن الحوثيين يأملون في أن يؤدي الاستيلاء على مأرب إلى منحهم اليد العليا في المحادثات.
 
في غضون ذلك، يشكو المسؤولون الحكوميون من أن الحذر الأمريكي والدولي من تأجيج الحرب اللامتناهية يمنعهم من الحصول على الأسلحة التي يحتاجونها للنصر في مأرب.
 
وقال مسؤول يمني لوكالة أسوشيتد برس، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، لأنه غير مخول بإحاطة الصحفيين "الولايات المتحدة تضغط على التحالف الذي تقوده السعودية والذي يدعم الحكومة لعدم تقديم المزيد من الأسلحة خشية وقوعها في أيدي المسلحين وسط مخاوف من "فساد وعدم كفاءة الحكومة".
 
وقال محافظ محافظة مأرب الشيخ سلطان العرادة "نحن على مفترق طرق"، مجادلاً بأن الأسلحة ضرورية لقلب الموازين في مأرب، ويقول "لدى العالم بعض التحفظات بشأن تسليح اليمن في الوقت الحالي".
 
سافر طاقم وكالة أسوشييتد برس في الأسابيع الأخيرة إلى المدينة عبر المملكة العربية السعودية في رحلة نظمتها الحكومة.
 


وتقع مأرب على بعد 115 كيلومترا (70 ميلا) شرقي صنعاء على حافة صحاري اليمن الكبيرة، وهي بوابة استراتيجية من المرتفعات الوسطى إلى المحافظات الجنوبية والشرقية، كما أنها موطن لحقول النفط والغاز حيث توجد مصالح لشركات دولية مثل Exxon Mobil Corp. وTotal SA.
 
ينتج مصنع تعبئة الغاز الطبيعي غاز الطهي للأمة التي يبلغ عدد سكانها 29 مليون نسمة، كانت محطتها لتوليد الكهرباء توفر 40٪ من كهرباء اليمن.
 
استقرارها النسبي جعلها في السنوات الماضية ملاذاً لأولئك الفارين من جبهات الحرب الأخرى، وبحسب الإحصاءات الرسمية، فإن المنطقة التي كان عدد سكانها قبل الحرب 400 ألف نسمة، تستضيف الآن حوالي 2.2 مليون نازح، كثير منهم يحتشدون في المخيمات.
 
تعج شوارع المدينة خلال النهار بسيارات الأجرة ومركبات الدفع الرباعي التابعة لقوات الأمن، في الليل يتردد الرجال على المطاعم والمقاهي أو يتجمعون في المنازل ويمضغون أوراق القات للحصول على تأثير منشط، هناك القليل من الاهتمام الممنوح للقتال خارج مدينتهم.
 
لكن ملصقات القادة والجنود الذين سقطوا على جانبي الطرق هي بمثابة تذكير، تم توسيع مقبرة المدينة لاستيعاب الزيادة الكبيرة في الوفيات.
 
وقال محمد سعيد ناصر، حارس المقبرة: "ندفن ما بين 10 إلى 15 شخصًا كل يوم، معظمهم من شهداء الحرب".
 
كما قال مدير المستشفى الدكتور محمد عبده القباطي إن المستشفى الرئيسي في مأرب يعج بعشرات الجرحى من المقاتلين يوميًا منذ شهور، في وحدة العناية المركزة، كان هناك 10 مرضى، جميعهم من المقاتلين الجرحى باستثناء واحد.
 
في أحد الأسرة، كان علي سعد (22عاماً) مصابًا بشلل جزئي، اصيب برصاص قناص حوثي على الجبهة في 18 يونيو/ حزيران.
 
يقاتل سعد في صفوف القوات الحكومية منذ عام 2017، وخلال تلك الفترة، فر هو وعائلته من منزلهم في جنوب غرب محافظة ذمار مع تصاعد الحرب، في وقت لاحق تم القبض عليه واحتجازه لمدة عام في سجن للحوثيين حتى أطلق سراحه في تبادل للأسرى في أكتوبر.
 
يقول: "لقد عانيت كثيراً في الأسر، وتعرضت للتعذيب الجسدي والنفسي"، لقد أعطانا هذا لمحة عما كان عليه الحوثيون حقًا وقال: "لقد خرجنا بإرادة أقوى لا توصف لمحاربتهم "، وأصيب والده وأحد أشقائه الثلاثة على جبهة مأرب في وقت سابق من هذا العام.
 


دخل التحالف الذي تقوده السعودية، وبدعم من الولايات المتحدة في ذلك الوقت، الحرب لمحاولة إعادة هادي إلى السلطة.  ووسط الحملة الجوية والقتال البري الذي لا هوادة فيه، قتلت الحرب أكثر من 130ألف شخص وأسفرت عن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، كما خلقت صراعات أصغر ومتوازية بين المسلحين والفصائل المختلفة داخل البلاد.
 
بعد سنوات من الانتقادات بشأن الخسائر المدنية من الضربات الجوية، سحبت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في فبراير دعمها لحملة التحالف في اليمن.

يقول مسؤولون يمنيون وعسكريون إن هذا القرار، إلى جانب إزالة بايدن للحوثيين من قائمة الإرهاب الأمريكية، شجع المتمردين الحوثيين في مأرب.
 
وقال بيتر سالزبري، خبير اليمن في مجموعة الأزمات الدولية: "يبدو أن الحوثيين يحسبون أنهم إذا انتصروا في مأرب، فإنهم سينتصرون في حرب شمال اليمن بينما يذلون الرئيس المعترف به دوليًا"، مضيفا "هذه جائزة كبيرة بالنسبة لهم، لأنها ستسمح لهم أيضًا بإملاء شروطهم لإنهاء الحرب".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس يوم الخميس إن الإدارة "سئمت" من الحوثيين وأنها "مرعوبة من الهجمات المتكررة على مأرب"، وشجب استمرار المتمردين في الهجوم على الرغم من "اقتراح (السلام) الجاد المعروض عليهم".
 
وأجرى وفد عماني محادثات في صنعاء مع قادة الحوثيين بينهم القائد الديني والعسكري للجماعة عبد الملك الحوثي، في غضون ذلك، قال دبلوماسي سعودي إن هناك جهودا جارية، بما في ذلك محادثات مباشرة بين السعودية والحوثيين منذ عام 2019، لإيجاد أرضية مشتركة، وتحدث شريطة عدم الكشف عن هويته تماشيا مع اللوائح.
 
يريد المتمردون الحوثيون إعادة فتح مطار صنعاء الدولي، وهو رابط حيوي لليمن بالعالم الخارجي لم يشهد رحلات تجارية منتظمة منذ عام 2015، ورفع القيود المفروضة على ميناء الحديدة الحيوي الذي يسيطر عليه الحوثيون على البحر الأحمر.
 
وقال سالزبري إن المفاوضات تعثرت بشأن ما يأتي أولاً، وقال إن الحوثيين يريدون صفقة قائمة بذاتها بشأن المطار والحديدة قبل التفاوض على وقف إطلاق النار، تريد المملكة العربية السعودية والحكومة اليمنية صفقة شاملة حول كل هذه القضايا.
 
وقال: "إلى أن يتم سد هذه  الفجوة، أتوقع استمرار هجوم مأرب".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر