"جماعة قمعية ورجعية".. معهد بريطاني يحذر من قبول المجتمع الدولي لوجود حوثي طويل الأمد

حذر معهد بريطاني من أن قبول المجتمع الدولي لوجود طويل الأمد للحوثيين باليمن "سيعني التخلي عن اليمنيين لسلطة قمعية ورجعية"، مضيفا بأن السلام في اليمن حيث الخصوم حاليا يمهدون الطريق لمواصلة أهدافهم حتى النهاية، لا يعني العودة إلى الوضع السابق، كما قال بأنه يتعين أن تحدد القوى الخارجية المتنافسة شروط السلام التي يمكنها القبول بها في اليمن.
 

وفي تحليل نشره معهد الخدمات الملكية البريطاني «RUSI» - ترجمة "يمن شباب نت" - أضاف "بأن الحوثيون تغيروا منذ سيطرتهم على صنعاء وشرعوا منذ عام 2018، يتصرفون بشكل أشبه بحكومة (متقلبة)، ويفصلون التعليم ويضعون مناهج جديدة".
 

وتابع "إنهم يستخدمون آليات بيروقراطية لفرض الضرائب، ويعيدون تنظيم جهاز مخابرات الدولة لتحديد طبيعة السخط القبلي وقمع المعارضة كما استمرت تطلعاتهم في التوسع، حيث لفت الى أنهم ومن منطلق الرغبة في الاعتراف بهم كقوة شرعية في السياسة اليمنية، فإنهم يطالبون الآن المملكة العربية السعودية بالاعتراف بالهزيمة".
 
 
وقال "إذا كان بإمكان الحوثيين الاستيلاء على أراضي إضافية خارج مأرب والاحتفاظ بها يبقى أمرًا قابلًا للنقاش، ولكن إذا أخذوا المحافظة الغنية بالموارد، فسيتم القضاء على أي مسار قابل للتطبيق لطردهم من الأرض التي يحتفظون بها بالفعل دون تدخل خارجي كبير".
 


ولفت التحليل "بأن الشعور بالديمومة الذي بدأ الحوثيون أنفسهم يشعرون بالأمان فيه يغير كيفية تفاعل الجهات الخارجية معهم، دعمت إيران الحوثيين منذ بداية الحرب، لكن تدخلها في اليمن كان انتهازيًا، وكانت طريقة لفرض الكلفة على معارضي طهران وعلى الرغم من أن إيران لم تقم أبدًا - ومن المحتمل ألا تفعل ذلك - بتوجيه نشاط الحوثيين، فقد نما نفوذها بشكل كبير".
 

أشار "إيران ترفض ممارسة أي ضغط دبلوماسي على الحوثيين في مفاوضاتهم مع دول مجلس التعاون الخليجي أو الأمم المتحدة.  لكن الحوثيين يتشاورون ويطلبون مشورة المسؤولين الإيرانيين على نطاق واسع، كما بدأ الحوثيون في إرسال رسائل علنية للتنسيق مع "محور المقاومة"، مما يشير إلى رغبة في الظهور على أنها تأكيد لمصالح خارج حدود اليمن".
 

وذكر بأن السعوديون يريدون الخروج ولكن ليس بأي ثمن، إذ يتعين عليهم أن يستعيدوا السيطرة على حدودهم الجنوبية، وسياسياً هم يرغبون في أن يُنظر إليهم على أنهم حققوا شيئًا ما، الامر الذي يبدو أن الحوثيين غير راغبين في منحهم هذا الخيار لغاية الان.
 

ووفقا للمعهد البريطاني، بأن السلام في هذا السياق لن يعني السلام لليمنيين، فمن المرجح أن يستمر صراع الاستنزاف البطئ في مأرب وتعز، لكن بالنسبة للسعوديين، تسبب تهديد الصواريخ الباليستية الراسخ على حدودهم الجنوبية في إعادة تنظيم بنيتهم ​​التحتية الدفاعية، وهناك إدراكًا متزايدًا أن التهديد سيستمر على الأرجح حتى إذا توقفت الضربات من اليمن.
 




في هذا السياق، ذكر المعهد البريطاني بأن المجتمع الدولي يواجه خيارًا متمثلا بالسؤال القائل" هل شبه دولة حوثية طويلة الأمد أمر مقبول؟  وإذا كان الأمر كذلك، فيجب إعادة رسم القرار 2216، بحسب التحليل، حيث هناك قضايا مهمة يجب على المجتمع الدولي معالجتها - مثل مصير الناقلة صافر - والتي فشل إطار العمل التفاوضي الحالي في حلها.
 

ومع ذلك، فإن قبول وجود طويل الأمد للحوثيين يعني أيضًا التخلي عن اليمنيين لسلطة  قمعية ورجعية، وتلقين شبابهم أيديولوجية دينية عدوانية تطالب بمساحات واسعة من الأراضي السعودية، التكلفة الإنسانية لهذا القرار باهظة، كما أن أي تقليص في الحصار يخاطر بالسماح لإيران بتهديد حرية الملاحة في باب المندب، مما يعقد بشكل كبير المشكلة الحالية في مضيق هرمز.
 

إذا كانت شبه دولة حوثية طويلة الأمد غير مقبولة من قبل المجتمع الدولي، فلا يمكن للقوى الخارجية ببساطة أن تدع الحرب تستمر، مع تشتت المعارضة بشكل متزايد، يجب عكس خطوط الاتجاه، مع القبول بأن السلام سيستغرق سنوات حتى يصبح توقعًا واقعيًا.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر