موقع بريطاني: الخوف من الآثار الجانبية للقاح "استرازينيكا" أبرز أسباب ضعف الإقبال على لقاح كورونا في اليمن

قال موقع «Middle East Eye» بريطاني "في اليمن يتسبب القلق بشأن الآثار الجانبية المحتملة للقاح استرازينيكا في امتناع العديد من الأشخاص، بما في ذلك العاملين الصحيين، عن أخذ اللقاح".
 
وتلقى اليمن، الذي يسكنه 30 مليون شخص، أول 360.000 جرعة من لقاح "استرازينيكا" في أواخر مارس من قبل Covax، وهي مبادرة عالمية لتوفير اللقاحات للبلدان المحتاجة.
 
كانت هذه هي الدفعة الأولى من إجمالي 1.9 مليون جرعة سيتلقاها اليمن في عام 2021، وفقًا لليونيسيف، ومن المقرر توزيعها مجانًا على العاملين الصحيين وغيرهم من الفئات ذات الأولوية لمكافحة الفيروس المستشري.
 
وتسببت حرب اليمن التي تستمر منذ ست سنوات بتقييد الاختبار والإبلاغ عن الفيروس، حيث لم يقدم الحوثيون، الذين يسيطرون على معظم المراكز الحضرية الكبيرة، أي أرقام منذ بضعة أسابيع أولية في مايو الماضي.
 
اللقاح متوفر حاليا في جميع المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليًا، لكن غالبية اليمنيين غير مستعدين لأخذه.
 
وقال رياض، عامل صحي في محافظة تعز، " أنا عامل صحي وقد أصبت بـكوفيد ١٩ العام الماضي وتعافيت منه، لكننا نسمع أن لقاح استرازينيكا هذا محظور في البلدان المتقدمة، لذا لا أريد تناوله".
 
وذكر أن العديد من العاملين الصحيين في جميع أنحاء البلاد قلقون بنفس القدر بشأن اللقاح ولهذا السبب رفضوا تناوله.
 
وأوضح أن "غالبية العاملين الصحيين في اليمن الذين يزيد عددهم عن 100 ألف شخص لم يأخذوا اللقاح"، موضحًا أنه يتخذ إجراءات احترازية لحماية نفسه من الفيروس.
 
وحتى يوم الاثنين، تلقى 18555 شخصًا فقط حقنة التطعيم منذ بداية حملة التطعيم في 20 أبريل 2021، وفقًا لمتحدث باسم وزارة الصحة.
 
وقال إن الوزارة لم تسجل أي وفيات بسبب اللقاح، موضحة أن الحملة مستمرة في 13 محافظة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسيف.
 
 
وكانت اللجنة قد حثت السلطات في الآونة الأخيرة على إعلان "حالة الطوارئ" بالنسبة للصحة العامة في الدولة التي مزقتها الحرب بسبب زيادة الوفيات والإصابات من الوباء.
 
 
قلة الوعي
 
وقال محمد الفقيه نائب رئيس قسم الوقاية من العدوى بمستشفى الثورة بتعز ومشرف لجنة التطعيم، إن الإقبال على لقاح كوفيد -19 كان ضعيفا للغاية، حيث عزا السبب في ذلك إلى غياب الوعي.
 
وقال لموقع Middle East Eye: "افتتحت مراكز التطعيم في 20 أبريل، لكن لم يكن هناك وعي وتثقيف حول أهمية اللقاح، لذلك لم يدرك الكثير من الناس مدى أهمية التلقيح".
 
وقال إن المركز في تعز يستقبل ما يصل إلى 15 شخصًا يوميًا، لكن الإقبال كان أقل في العادة.
 
وقال الفقيه إن طرح اللقاح كان مخططا حصريا للعاملين الصحيين وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية أساسية، ولكن بعد ذلك تم تمديده ليشمل أي شخص يزيد عمره عن 20 عامًا بسبب قلة عدد الأشخاص الذين يتقدمون للحصول عليه.
 
ودعمت اليونيسف حملة توعية من خلال محطات التلفزيون والإذاعة، لكن تلك الحملة فشلت في إقناع الناس بتغيير آرائهم.
 
وقال الفقيه: "لا أتوقع أي إقبال جيد على اللقاح بعد العيد ما لم يكن هناك عمل جاد على توعية الناس".
 
كما قال آدم الجعيدي، الطبيب في مركز عزل مرضى كوفيد -19 في تعز، إن السبب الرئيسي وراء انخفاض الإقبال هو الشائعات حول اللقاح.
 
وأشار إلى أن الناس يسمعون أن اللقاح قد يؤدي إلى الوفاة، وتوقفت العديد من الدول المتقدمة عن استخدامه، لذا فإن غالبية اليمنيين قلقون.
 
وقال: "أعتقد أنه سيكون هناك إقبال أفضل في الأشهر المقبلة حيث ينتظر بعض الناس رؤية الآثار الجانبية على الأشخاص الذين أخذوا اللقاح، وإذا لم يكن هناك شيء مميت، فسوف يأخذون اللقاح".
 
وقالت اللجنة الوطنية العليا للطوارئ المعنية بمواجهة كورونا، الأسبوع الماضي، إنه كان هناك أكثر من 6400 حالة وفاة و1276 حالة اصابة منذ تفشي الفيروس العام الماضي، لكن من المرجح أن يكون الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير.
 
اللقاح متوفر فقط في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليًا، وغير متوفر في مناطق سيطرة الحوثيين.

وقالت إشراق السبيعي، نائب وزير الصحة العامة اليمني، في 24 أبريل / نيسان، إن سلطات الحوثيين رفضت تلقي اللقاح، بينما لم تعلق سلطات صنعاء بعد.


آثار جانبية تشبه "كوفيد"
 
كان رأفت عبده (30عاماً) على علم بأن اللقاح متوفر لفئته العمرية، لكنه لم يكن مستعدًا للحصول على اللقاح.
 
حيث قال لموقع Middle East Eye: "أنا رجل يتمتع بصحة جيدة ولا أعاني من أي مرض، فلماذا أتناول لقاحًا قد يسبب لي آثارًا جانبية خطيرة".
 
وقال عبده إن أحد أقاربه أخذ اللقاح وعانى من الحمى والألم لمدة ثلاثة أيام، قائلا إنه يشبه الألم الذي تسبب فيه كوفيد19.
 
أما خالد وهو في الستينيات من عمره، فقد أخذ اللقاح فور علمه بتوفره في تعز، لكنه يقول إنه عانى لمدة أسبوعين من أعراض مشابهة لأعراض كورونا.
 
وقال لموقع Middle East Eye: "اعتقدت أن اللقاح كان شيئًا جيدًا من شأنه أن يحميني من كوفيد١٩، لكنني عانيت من شيء مشابه لأعراض للفيروس بعد أخذ اللقاح".
 
وتابع "قد لا يكون كوفيد19 ولكنه شيء مشابه أو أسوأ، حيث كنت أعاني من حمى شديدة وألم في العضلات والعظام".
 
واعتاد خالد، المثقف أن ينصح الناس بأخذ اللقاح، الآن يعتقد أن الأشخاص الأصحاء يمكنهم تحمل الفيروس.
 
وقال "أنصح الأشخاص الأصحاء بعدم المخاطرة بالآثار الجانبية للقاح، لكن دعونا نتركه للأشخاص المصابين بأمراض مزمنة لأخذه في المستشفيات تحت الإشراف".
 
كما قال إنه لا ينبغي السماح للأشخاص الذين أخذوا اللقاح بمغادرة المركز بعد ذلك مباشرة.
 
واضاف "أنا لا أشك في اللقاح نفسه بل في الرعاية الصحية، أعتقد أن جميع الأشخاص الذين يتناولونه يحتاجون إلى الاختبار قبل تناوله والبقاء تحت إشراف طبي لفترة معينة بعد تلقيحهم".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر