بلومبيرغ: الحوثي يرى مبادرة السعودية "مؤشر ضعف" وعليها استبعاد إمكانية قبولهم بالتفاوض قريباً (ترجمة)

قال موقع أمريكي "أن الحوثيون يرون أن مبادرة السعودية للسلام، مؤشر ضعف يجب استغلالها، وفي الواقع لا ينبغي للسعوديين أن يتوقعوا وجود المتمردين الحوثيين على طاولة المفاوضات في أي وقت قريب".
 

ووفقا لموقع «Bloomberg» الأمريكي في مقال للكاتب بوبي غوش - ترجمة "يمن شباب نت" - "في ظل هذه الظروف، من المرجح أن يفسر الحوثيون العرض السعودي على أنه مؤشر ضعف، ويضغطون من أجل ما هو أكثر بكثير من وقف الأعمال العدائية تحت إشراف الأمم المتحدة".
 

وأضاف: "يدركون أن الكثير قد تغير، في الغالب لصالحهم، منذ اتفاق السلام قصير الأجل الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في ستوكهولم قبل أكثر من عامين".
 

وبعد ساعات من اقتراح المملكة العربية السعودية وقف إطلاق النار لإنهاء حرب اليمن المستمرة منذ ست سنوات، قصفت طائرات من التحالف الذي تقوده السعودية مواقع عسكرية في العاصمة صنعاء تابعة للمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
 


وأشار المقال "لا ينبغي أن نتفاجأ، فمن غير المعتاد في الحروب الطويلة الأمد أن تتبع الهدنة موجة قتال، حيث يحاول المتحاربون اكتساب بعض المزايا التي يمكنهم استخدامها على طاولة المفاوضات".

 
وتابع "لكن إذا كان هذا هو ما كان يسعى إليه التحالف، فمن المؤكد أنه سيصاب بخيبة أمل، فبعد أن رفض المتمردون الحوثيون العرض السعودي ووصفوه بأنه "غير جاد و [لا يحتوي] على شيء جديد"، يواصلون العمل نحو هدف أكثر طموحًا: هو الاستيلاء على مأرب الغنية بالنفط والغاز شرق صنعاء".
 

ولفت "الحوثيون مصممون على الاستيلاء على المدينة، مما سيعزز سيطرتهم على شمال ووسط اليمن، ويبدو السعوديون وحلفاؤهم حريصين بنفس القدر على منع مأرب من الوقوع في أيدي المتمردين الحوثيين، وقد تضطر المناقشات حول إنهاء ما تسميه الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم إلى الانتظار حتى نتيجة هذه المعركة".

 
قد يكون الانتظار طويلاً، لأن الحوثيين ليسوا في عجلة من أمرهم.  فقد بقي الحوثيون، وهم ميليشيا شيعية متطرفة تدعمها إيران، في حالة حرب مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا منذ عام 2014. وفي العام التالي، تدخل تحالف بقيادة السعودية من الدول العربية إلى جانب الحكومة، وكان تأثيره محدودًا، حيث ما يزال المتمردون يسيطرون على جزء كبير من البلاد، بما في ذلك صنعاء، لقد باءت جهود الأمم المتحدة للتوسط في تحقيق السلام بالفشل، وذهبت دعوات التحالف السابقة لوقف إطلاق النار أدراج الرياح، وفق المقال الامريكي.

 
كما قدم المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، للحوثيين ما وصفه بخطة شاملة لإنهاء الحرب وهو ما تم رفضه أيضًا.


لقد أودت الحرب حتى الآن بحياة أكثر من 230 ألف شخص وشردت الملايين ودمرت بالكامل أفقر دولة في الشرق الأوسط، أدى الصراع أيضًا إلى تغيير التركيبة السكانية لمأرب، حيث كان عدد سكانها في وقت السلم بالكاد يبلغ 20 ألفًا بسبب فرار اليمنيين من القتال في أماكن أخرى من البلاد، وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 800 ألف لاجئ يعيشون هناك الآن، مما يجعلها ثاني أكبر مركز سكاني بعد العاصمة.

 

وقال كاتب المقال "أن مكاسب الحوثيين وتسليحهم بالسلاح الإيراني شجعهم في حرب بعيدة المدى، حيث واصلو حملة من الهجمات على الأراضي السعودية، وضربوا المنشآت النفطية والمطارات". 

 
وأشار "في ظل هذه الظروف، من المرجح أن يفسر الحوثيون العرض السعودي على أنه مؤشر ضعف، ويضغطون من أجل ما هو أكثر بكثير من وقف الأعمال العدائية تحت إشراف الأمم المتحدة، يدركون أن الكثير قد تغير، في الغالب لصالحهم، منذ اتفاق السلام قصير الأجل الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في ستوكهولم قبل أكثر من عامين".

 
وتواجه المملكة العربية السعودية الآن هجمات من وكلاء إيران في الشمال، من العراق وكذلك من الجنوب، وفي الوقت الذي علق بايدن الدعم العسكري الأمريكي لتحالفه في اليمن ووقف مبيعات الأسلحة لكل من السعودية والإمارات، يمتلك الحوثيون المزيد من الأسلحة الإيرانية وتشجيع طهران على الاستمرار في تهديد عدوهم المشترك.

 
الهجمات المستمرة على البنية التحتية النفطية السعودية - مثل هجوم يوم الجمعة الماضي على مصفاة أرامكو السعودية في العاصمة وضربات أخرى على محطات للوقود في جدة وعلى أكبر ميناء لتصدير النفط في العالم في رأس تنورة - سيزيد المخاوف الدولية بشأن إمدادات الطاقة.
 

وقال "مع بدء تعافي الاقتصاد العالمي من الوباء، سيكون هناك المزيد من الضغط على الرياض لتحقيق السلام، وقد يدفع بايدن، بعد أن تعهد بإنهاء الصراع في اليمن، السعوديين لتقديم شروط أفضل للحوثيين".

 
وأختتم بالقول "باختصار، يمتلك الحوثيون بالفعل اليد الأقوى في أي مفاوضات مستقبلية، وسيؤدي الاستيلاء على مأرب إلى تعزيزهم اكثر، لا ينبغي للسعوديين أن يتوقعوا وجودهم على طاولة المفاوضات في أي وقت قريب".


- فيديو :


مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر