واشنطن بوست: مأرب ماتزال عصية على الحوثيين وتصعيدهم يعقد جهود إدارة بايدن لحل الصراع (ترجمة)

قالت صحيفة واشنطن بوست الامريكية "إن تصعيد الحوثيين بشكل كبير لهجماتهم على أهداف داخل السعودية خلال الشهر الماضي، يعقد جهود إدارة بايدن للتوسط في حل سلمي للصراع اليمني المستمر منذ سنوات وتخفيف أزمته الإنسانية".
 

وأضافت صحيفة «Washington Post» في تقرير - ترجمة "يمن شباب نت" - "أن مدينة مأرب ما تزال عصية على الوقوع تحت قبضة الحوثيين، برغم اشتداد القتال الذي شهد أكثر الاشتباكات دموية منذ سنوات".
 

ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم بأن الحوثيين ربما يصعدون هجماتهم لكسب نفوذ قبل المحادثات المتوقعة بشأن إنهاء الحرب. حيث أجرى المبعوث الخاص لبايدن، تيموثي ليندركينغ، مؤخرًا مناقشات في المنطقة بشأن كيفية المضي قدما بعملية السلام.
 

ووصف البيت الأبيض إنهاء الحرب المستمرة منذ ست سنوات في اليمن بأنها أولوية مبكرة للإدارة الجديدة، والشهر الماضي، أعلن مسؤولون أمريكيون عزمهم على إنهاء دعم الولايات المتحدة للعمليات الهجومية للتحالف الذي تقوده السعودية.
 

كما أعلنت الإدارة عن خطط لعكس قرار إدارة ترامب الذي اتخذ في ساعاته الاخيرة في البيت الابيض لتصنيف الحوثيين كمجموعة إرهابية أجنبية. وقد حذرت مجموعات الإغاثة أن هذا التصنيف سيتعارض مع جهود الطوارئ والوضع الإنساني المتردي بالفعل، فيما يقول التحالف الذي تقوده السعودية إن الحوثي تشجع بهذا التراجع الامريكي.
 


على الرغم من أن هجمات المتمردين الحوثيين داخل المملكة نادرًا ما تسبب أضرارًا كبيرة، إلا أن الحوثيين أظهروا أن بإمكانهم تنفيذ هجمات أكثر تطورا، باستخدام "طائرات بدون طيار على مدى أطول مصحوبة بهجمات بالصواريخ الباليستية" وفقًا لإيان ويليامز، الباحث في مركز الاستراتيجية والدراسات الدولية.
 

وقال "إن هذه التطورات قد تجعل من الصعب على السعوديين إخراج أنفسهم من الصراع"، مضيفا بأنه "يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للسعودية في الانسحاب من اليمن، مع العلم بوجود هذه القوة المعادية هناك وبحوزتها هذه الصواريخ القادرة على إطلاق النار على أراضيها".
 

كما قال محللون إنه بالإضافة إلى السعي وراء نفوذ أكبر في المفاوضات، يمكن أن ينفذ الحوثيون الهجمات بسبب قيمتها الدعائية، حيث يصورونها على أنها انتقام من الضربات الجوية السعودية، كما تجعل السعوديين يبدون عرضة للخطر.  وقالت ندوى الدوسري، الزميلة غير المقيمة في معهد الشرق الأوسط: "الأمر يتعلق بإحراج السعوديين".
 

وقالت الدوسري "عندما ينتقم التحالف الذي تقوده السعودية بدوره، ويمكن للحوثيين استخدامه للفت الانتباه إلى التدخل السلبي للسعوديين واستخدامه لصالحهم".
 


كما صعد الحوثيون من حملتهم العسكرية على الأرض.  إذ كثفوا هجومًا يهدف إلى الاستيلاء على مدينة مأرب الاستراتيجية، التي تستضيف عددًا كبيرًا من القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من السعودية، والتي تشن حتى الآن جهودًا غير مجدية لاستعادة صنعاء.
 

ويهدد القتال في مأرب، الذي شمل بعض أكثر الاشتباكات دموية منذ سنوات، بتشريد مئات الآلاف من اليمنيين الذين فروا من العنف في أماكن أخرى من البلاد، لقد استعصت مأرب حتى الان في وجه قبضة الحوثيين.
 

وجاء هذا التصعيد، الشهر الماضي، بعد أن اتخذ فريق بايدن خطوات نحو شطب تصنيف الحوثيين كإرهابيين، وأثار الهجوم استياءً في أوساط الجماعات الإنسانية والدبلوماسيين الذين كانوا يأملون أن يؤدي التغيير في البيت الأبيض إلى خفض التوترات، بدلاً من ذلك.
 

ومع تعرض السعودية لانتقادات متزايدة، برزت بعض التساؤلات حول ما إذا كان الحوثيون مسؤولون عن جميع الهجمات التي أعلنوا مسؤوليتها داخل المملكة. حيث قالت الحكومة السعودية إن الهجوم الصاروخي وطائرة بدون طيار في وقت سابق من هذا الأسبوع على منشأة أرامكو في رأس تنورة، وهو ميناء رئيسي على ساحل الخليج العربي، جاء من اتجاه البحر، مما يلقي بظلال من الشك على ما إذا كانت الضربات انطلقت من اليمن في الجنوب. أو بالأحرى من داخل إيران أو العراق.

 
في غضون ذلك، يبدو أن الحوثيين يحاولون حشد الدعم للضربات الصاروخية في الداخل. في الأسبوع الماضي، دعا عضو المكتب السياسي للحوثيين، محمد البخيتي، اليمنيين إلى التبرع بأموال عبر هواتفهم لشن هجمات على السعودية.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر