مدير وحدة النازحين في الجوف جار الله القطواني لـ"يمن شباب نت": 12 ألف نازح يعانون في مأرب وسط تجاهل المنظمات التي تُدار من صنعاء

مع تمدد المعارك واستمرارها في جبهات محافظة الجوف (شمال شرق اليمن)، وبعد أكثر من عام من سيطرة الحوثيين، تأتي الذكرى الأولى على موجات النزوح التي شهدتها محافظة الجوف للمواطنين البعض منهم ينزح للمرة الثانية.

 
قبل سيطرة الحوثيين مرة أخرى على الجوف كان حوالي ثلاثة ألف نازح من مختلف المحافظات اليمنية يقطنون هذه المدينة الصحراوية ومن ثم نزحوا إلى محافظة مارب ومديريات خاضعة لسيطرة القوات الحكومية، حيث تركوا مزارعهم وبيوتهم ولاذوا بالفرار لشتات آخر.

 
وقال جار الله فهد القطواني مدير الوحدة التنفيذية للنازحين الجوف "هناك أكثر من 12 ألف نازح الذي تم مسحهم رسمياً من قبل الهجرة الدولية متواجدين في مدينة مارب والمخيمات في حدودها".

 
ولا تشمل هذه الإحصائيات النازحين منذ مطلع العام الجاري 2021، وتتضاعف الاعداد بشكل يومي وخاصة خلال الأسابيع الماضية مع اشتداد المعارك في عدد من جبهات محافظة الجوف.

 
وفي هذا الحوار تحدث جار الله لـ "يمن شباب نت"، عن المعاناة التي يمر بها النازحين في المخيمات بمارب والمديريات المجاورة لها، وغياب دور منظمات الاغاثية في التخفيف من معانتهم وتفعيل نشاطها في الجوف بعد سيطرة الحوثيين.
 

إليكم نص الحوار..
 

- قبل عام سيطرت مليشيات الحوثي على محافظة الجوف ونزحت الآف من الاسر ضمنهم نازحين للمرة الثانية، أين هؤلاء النازحين اليوم وكيف هي ظروفهم المعيشية؟
 
* للأسف منذ موجة النزوح في مارس العام الماضي إلى هذه اللحظة لم يحصل نازحو الجوف على شئياً من التدخلات اللازمة، الا تدخل بسيط وهو أن الهجرة الدولية قامت بعملية المسح وتم إعطائهم حقيبة مواد صحية كالصابون، ومبلغ ما يقارب 65 ألف ريال يمني، ولم يتم إعطاء الكل البعض حصل على بطاقة التسجيل لكنه لم يحصل لا على المبلغ المالي ولا على الحقيبة الايوائية تقريباً نحو 20% من ضمن 12 ألف نازح.

 
ومن تلك الفترة إلى هذه الان لا يوجد أي تدخل للمنظمات الدولي لهؤلاء النازحين، ومن ضمنها منظمة الغذاء العالمي الذي كنا نعول عليها أنها ستستوعب النازحين في الشهر الأول لكن للأسف الشديد لم يتم استيعاب نازحين الجوف من الغذاء ومن الايواء، سوى بعض الفتَات الذي يأتيهم من المنظمات المحلية والجمعيات الخيرية فقط.
 
 
وهناك مشاكل كثيرة لدى النازحين في الخيام سواء في المياه والاصحاح البيئي، وحرمان طلاب المدارس من التعليم بسبب عدم وجود فصول دراسية وكادر تدريسي وليس هناك أيه اهتمام من المنظمات ولم تتدخل إطلاقا وقد قمنا سابقاً بحملة إعلامية لكشف التخاذل الذي يتعرض له نازحي الجوف من قُبل المنظمات الدولية.
 
 
- كم العدد المقدر لنازحي الجوف في مأرب وبقية مناطق سيطرة الحكومة؟
 
 
*أكثر من 12 ألف نازح الذي تم مسحهم رسمياً من قبل الهجرة الدولية متواجدين في مدينة مارب والمخيمات في حدودها مثل مديرية الوادي والريان وبن معيلي وحريب ومخيم الغران القريب من منفذ الوديعة هذه المخيمات والتجمعات للنازحين تم مسحها بعد موجات النزوح مباشرًة.

 
وهناك تجمعات أخرى لم يصل اليها المسح وعندنا إحصائية أكثر من 3 ألف نازح في مخيم الحرج ومخيمات بالقرب من اليتمة وسلبه، لم تصل اليها المنظمات الدولية ولم يتم مسحها رسمياً، وهناك لجنة مكلفة من السلطة المحلية لمسح هذه المخيمات مسح رسمي ورفع الاحتياجات والاطلاع على وضع المخيمات عن قرب وسنوافي وسائل الاعلام بالعدد حول هذه المخيمات التي لم تصلها المسح ولم تتضمن هذه الإجمالي الكامل للنازحين.
 
 
- هل تعمل المنظمات في محافظة الجوف الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي؟
 
*نعم تتواجد المنظمات في الجوف أكثر مما مضى وافتتحوا مخيمات وهمية وهناك دعم من منظمة الصحة العالمية كان هناك مخيم السلام بنته الكويت في الحزم وسيطر عليه الحوثيين ونهبوا كل إثاث النازحين وفروا ولم يسمحوا لهم بأخذ أغراضهم وقاموا بتحويل المخيم إلى حجر صحي للمصابين بكورونا ودعمتهم منظمة الصحة العالمية بـ 4 سيارات إسعاف ومشاريع مستدامة لم تكن موجودة وتقدم خدماتها للنازحين قبل سيطرة الحوثيين.
 
 
 
- ما مصير طلاب المدارس والكليات العام الماضي والعام الذي ابتدأ قبل أشهر كيف تم تسوية أوضاعهم؟
 
*بالنسبة لطلاب التعليم الجامعي تم التنسيق من قبل بعض الشخصيات الاجتماعية من الجوف وتم توفير سكن للطلاب أثناء الامتحانات قبل شهرين وتم استيعاب أكثر من 150 طالب وطالبة وسنتابع المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني هنا بمارب لتوفير سكن للطلاب والطالبات ليستكملوا دراستهم في جامعة إقليم سبا، لان الحوثيين حولوا كلية العلوم والتربية في الجوف إلى معرض لصور القتلى ومقر تجميع المقاتلين والمرافق الحكومية.
 

- وبقية طلاب المدارس كيف؟

*كذلك تم استيعاب طلاب المدارس ضمن مدارس مارب كما وقع مكتب التربية عقود مع 60 معلماً للعمل.. الوضع السيء في المخيمات هناك طلاب المرحلة الأساسية حرموا من التعليم حتى هذه اللحظة.
 


- كان النازحين قد نفذوا وقفة احتجاجية للتنديد بغياب دور المنظمات الاغاثية والإنسانية، ما الذي استجد بعد ذلك؟
 
**نأمل أن يكون هناك استجابة وقد تواصلت معنا بعدها مباشرة منظمة الغذاء العالمي وطلبوا مننا تحديث الكشوفات وقد رفعنا لهم سابق وسنرفع تحديث جديد ووعدونا نهاية شهر فبراير سيتم اعتماد نازحي الجوف ضمن برنامج الغذاء، نأمل أن يكونوا صادقين ويكون بداية انفراجه للنازحين ونسعى كذلك جاهدين لمخاطبة الجهات الأخرى للقيام بالدور تجاه النازحين مثل اليونيسف والصحة العالمية المتواجدين بمارب.
 
 
- كم كان عدد النازحين في الجوف قبل سيطرة الحوثيين؟

*حدود ثلاثة ألف نازح وكلهم مستفيدين من الغذاء العالمي والمجتمع المضيف من أبناء الجوف مستفيد أيضا الآن يقوم الحوثيين باستلام المعونات التي كانت تقدم لهم، وقد ناشدنا في اجتماعات متعددة مع الغذاء العالمي وطرحنا لهم موضوع كمرحلة أولى أسماء النازحين الذين كانوا في الجوف وأن يقوموا بتحويلهم من الجوف إلى استلام حصتهم في مارب لنحل جزء كبير من المشكلة، ومن ثم يعتمد بقية النازحين كمرحلة ثانية ولم يتم الاستجابة.
 

حيث رفضت المؤسسة الوطنية وهي الشريك المنفذ لبرنامج الغذاء العالمي، هي التي تنفذ بمناطق سيطرة الحوثيين بمحافظتي الجوف وبمارب مقرها في صنعاء طبعاً، لم تتعاون وقد بعثنُنا برسائل ولم نجد استجابة حتى اللحظة ورفعنا إدانات مصادرة مواد النازحين منذ موجات النزوح، الا في شهر 12 تم استلام حصة جاءت من مارب وقد رفعت السلطة المحلية بمارب قضية إلى النيابة بحق هذه المؤسسة ونحن سنتابع القضاء لا ادانتها وتحميلها مسؤولية القصور.
 

 
- إلى ماذا يفتقر النازحين في المخيمات؟

*كل الخدمات غير متوفرة أهم احتياج يريدونه الغذاء لان أغلب النازحين فقراء وتركوا مزارعهم ومصادر رزقهم وهاجروا باسرهم ويعانوا من عدم توفير الغذاء والمياه أيضاً تتوفر في بعض المخيمات وايتات ماء مالح وصعوبة من جلب الماء على بعد 20 كيلو من المخيمات.
 

وبالنسبة للتعليم أبلغنا المنظمات والسلطة المحلية بمارب أننا مستعدين لتوفير المعلمين وتوفير أجورهم ونحتاج فصول ومواد مستلزمات الضرورية لسير العملية ولم نجد استجابة كاملة، أما الجانب الصحي فيتم نقل المرضى من النازحين إلى مركز مدينة مارب أو منطقة الريان والتي تبعد نحو70 كيلو أو إلى منطقة الرويك الرابط بين حضرموت ومارب.
 
 
- ما الذي تود إضافته في الأخير؟

*هناك عائق كبير وهي المنفذ الشريك المؤسسة الوطنية ومؤسسة الإغاثة الإسلامية مقرهما الرئيسي في صنعاء عند الحوثي، وهاتان المؤسستان تتولى توزيع المواد هم شريك للمنظمة الغذاء العالمي ويستقبل منهم البيانات.

 
وهناك تواطؤ لهم مع الحوثيين وهناك دعوات مرفوعة عليهم في النيابة، كما أنهم صادروا ألف وثلاثمائة سلة لنازحي في اليتمة ومن بداية النزوح وهم يصادرون المواد والإغاثة ويبررون ذلك بأنهم يجدوا صعوبة في الوصول للنازحين.
 

كذلك مواد للنازحين في منطقة الريان اعتمدت لـ 300 أسرةً سلموا لهم شهر 7 وإلى اليوم لم يسلموا أي شيء ولم يتعاونوا معنا مطلقاً وباستطاعتهم تحويل كشوفات من كانوا بالجوف إلى حيث موطن نزوحهم في مارب.. كما أنني أطالب بتغير هاتان المنظمتان الشريك للغذاء العالمي واستبدالهن بمنظمات محلية المتواجدة في مارب على الاقل.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر