إلغاء تصنيفهم كمنظمة ارهابية يوهمهم بالنصر..

دبلوماسي أمريكي: ممارسات الحوثيين بحق المدنيين هي الارهاب بعينه والغاء التصنيف الأمريكي يبعدهم عن التفاوض (ترجمة خاصة)

انتقد دبلوماسي أمريكي قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن إلغاء تصنيف الحوثيين كمنظمة ارهابية، معتبرا بأنه قد لا يصب في مصلحة تحقيق السلام باليمن، كونه سيوهم الحوثيين بالنصر، وسيجعلهم أقل ميلا للتفاوض.

 
وقال إليوت أبرامز، الدبلوماسي في وزارة الخارجية الامريكية، - والذي أنهى للتو مهمته كممثل خاص لإيران وفنزويلا -، في مقال نشره المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية «CFR» - ترجمة "يمن شباب نت" -، بأن "ممارسات الحوثيين المستمرة بحق المدنيين هي الارهاب بعينه، وكان يجب تصنيفهم كمنظمة إرهابية".
 

وأضاف "أعلنت إدارة بايدن، الأسبوع الماضي، عن تراجعها عن قرار إدارة ترامب بتسمية الحوثيين اليمنيين (رسمياً أنصار الله) منظمة إرهابية أجنبية وجماعة إرهابية دولية خاصة".
 


 
بعد ذلك بيومين جاء هذا البيان من وزارة الخارجية: "في الوقت الذي يتخذ فيه الرئيس خطوات لإنهاء الحرب في اليمن، وأيدت السعودية تسوية تفاوضية، تشعر الولايات المتحدة بقلق عميق من استمرار هجمات الحوثيين". 

 
وندعو الحوثيين إلى الوقف الفوري للهجمات التي تطال المدنيين داخل السعودية، ووقف أي هجمات عسكرية جديدة داخل اليمن، والتي لا تجلب إلا المزيد من المعاناة للشعب اليمني، كما نحث الحوثيين على الامتناع عن الأعمال المزعزعة للاستقرار وإظهار التزامهم بالمشاركة البناءة في جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة غريفيث لتحقيق السلام. لقد حان الوقت لإيجاد نهاية لهذا الصراع.

 
حيث يعتقد اليوت بأن هذا البيان "جاء وكأنه على ما يبدو رد فعل على أربع هجمات لطائرات مسيرة يوم الأحد، والتي أدانتها عدة حكومات عربية، وهجوم سابق بطائرة مسيرة، يوم السبت، لافتا بالقول "اليوم هناك تناقض واضح للغاية هنا".

 
وتساءل: فما الذي نطلقه عادة على الهجمات على المدنيين، من النوع الذي أدى إلى استنكار وزارة الخارجية؟، إنه الإرهاب.

 
وأشار، وما الذي يمكن أن نسميه بخصوص هجوم الحوثي في ​​ديسمبر، حيث قال مسؤولون "إن 22 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 50 في هجوم على مطار في مدينة عدن جنوب اليمن، ووقع انفجار على الأقل بعد وقت قصير من وصول طائرة تقل الحكومة المشكلة حديثًا في البلد الذي مزقته الحرب من المملكة العربية السعودية المجاورة، وكان من بين الضحايا عمال إغاثة ومسؤولون".


مرة أخرى، هذا بحق يسمى الإرهاب، الدفاع الرئيسي عن قرار إدارة ترامب وصف الحوثيين بالإرهابيين هو أنهم يرتكبون أعمالاً إرهابية بشكل متكرر، والنقد الرئيسي لإلغاء إدارة بايدن لهذا القرار بسيط بنفس القدر: "فلقد ارتكب الحوثيون منذ فترة طويلة، وما زالوا يرتكبون، أعمالًا إرهابية، ويجب تصنيفهم كمنظمات إرهابية أجنبية لأنهم إرهابيون".

 
الدافع وراء قرار بايدن واضح: وهو أنه قد يكون لتصنيف منظمة كإرهابية أجنبية تأثير إنساني سلبي في اليمن لأن بعض موردي المواد الغذائية والسلع الأخرى قد يتراجعون خوفًا من المقاضاة، قد تكون الإدارة قد خلصت أيضًا إلى أن تصنيف الإرهاب سيجعل التفاوض مع الحوثيين أكثر تعقيدًا، وبالتالي يعيق الجهود المبذولة لإنهاء الحرب.

 
 ولكن إذا كان الهدف الرئيس هو إنهاء الحرب، فما هو تأثير هذا الانعكاس على الحوثيين كجماعة إرهابية أجنبية؟ هل من الواضح أنهم سيردون بتغيير سلوكهم ووقف أعمال الإرهاب؟  ربما تم بالفعل إثبات خطأ هذه النظرية.

 
وتساءل الدبلوماسي الأمريكي، هل من الواضح أنه مع تجدد حسن النية تجاه حكومة الولايات المتحدة بسبب إلغاء تصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية، فإنهم سيتفاوضون الآن بحسن نية مع مبعوثنا الجديد إلى اليمن، موظف الخدمة الخارجية الممتاز تيم ليندركينغ؟ لا يوجد دليل على هذه النظرية.

 

المنطق يوحي بوجهة نظر بديلة: هي أن الحوثيين سيكونون أقل ميلاً للتفاوض، خاصة وأن قرار الإدارة يأتي بعد أيام فقط من إعلانها بأنها لن تدعم العمليات العسكرية الهجومية التي تقوم بها السعودية في اليمن، إذا كنت من قادة الحوثيين، فقد استنتج "أنا أنتصر والأمريكيون يريدون الخروج، لقد ابتعدوا عن السعوديين وألغوا تصنيف الإرهاب على الرغم من أن سلوكي لم يتغير، لماذا التفاوض إذن؟".

 
 إذا كان هذا صحيحًا، فيجب على إدارة بايدن أن تفكر مليًا في طرق تغيير هيكل الحوافز الذي دعمته، إذا اعتبرت إدارة بايدن أن الحرب خاسرة وكانت على استعداد لتسليم اليمن إلى الحوثيين (على الرغم من البطء واستخدام التفاوض كغطاء)، فإن خطواتها منطقية ومن المرجح أن تتبعها تحركات إضافية مماثلة.

 
وإذا كانت الإدارة تسعى إلى إنهاء إرهاب الحوثيين والتفاوض على اتفاق ينشئ حكومة وطنية لا يسيطر عليها الحوثيون، فليس من الواضح على الإطلاق أن هذه التحركات الأمريكية الأولية ستؤدي إلى تلك الأهداف. 

 
يتساءل المرء: هل كان من الأفضل إخبار السعوديين سراً أننا سننهي دعمنا لـ "العمليات العسكرية الهجومية" في غضون 90 يومًا إذا لم يحرزوا تقدمًا نحو حل تفاوضي؟ أو لإخبار الحوثيين سرا بأننا على استعداد لإلغاء تصنيفهم منظمة إرهابية أجنبية إذا تعهدوا بالتوقف عن ضرب أهداف مدنية؟  ربما كانت هذه الجهود لخلق بعض الحوافز ستفشل، لكن ألم تكن تستحق المحاولة؟

 
في الوقت الحالي، يمكننا أن نذكر شيئًا واحدًا بوضوح: وهو أن الحوثيين ارتكبوا أعمالًا إرهابية قبل تصنيفهم كمنظمة إرهابية أجنبية، واستمروا في فعل ذلك أثناء تصنيفهم، وما زالوا يرتكبون أعمالًا إرهابية الآن بعد أن ألغت إدارة بايدن هذا التصنيف.

 
وأختتم الدبلوماسي الأمريكي مقالة بالقول "بينما نتناقش بشأن التسميات التي يجب تطبيقها عليهم، تستمر هجماتهم على المدنيين، أتمنى للسيد ليندركينج حظًا سعيدًا، فقد تسلم الملف الأصعب".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر