صحيفة أمريكية: انسحاب بايدن من حرب اليمن لن يؤدي إلا لزيادة جرأة الإرهابيين الحوثيين والحرس الثوري (ترجمة)

قالت صحيفة أمريكية إن انسحاب بايدن من اليمن لن يؤدي إلا إلى زيادة جرأة الإرهابيين في اليمن، مشيرا إلى أن ما وصفه بـ "تنازل الرئيس الاستباقي" سيكون لديه أمل ضئيل في النجاح مع إمكانية كبيرة لجعل الوضع السيئ أسوأ.
 
 
ونشرت صحيفة «Net York Post» الأمريكية مقالا للكاتبة فيكتوريا كوتس، وقالت: "طوال الحملة الرئاسية لعام 2020، أشار كل من جو بايدن ونائبته كامالا هاريس إلى عزمهما إنهاء الدعم الأمريكي للجهود العسكرية التي تقودها السعودية ضد الإرهابيين الحوثيين الذين يحاولون تثبيت نظام ثيوقراطي متطرف على غرار إيران، على الحدود الجنوبية للمملكة".

 
حيث يوم الخميس، أصدر الرئيس بايدن، ربما تمهيدًا للانخراط الدبلوماسي مع طهران، إعلانًا رسميًا عن انتهاء المشاركة الأمريكية في اليمن.
 

وفي 23 يناير، بعد ثلاثة أيام فقط من تنصيب بايدن، أطلق الحوثيون - المدعومون من الحرس الثوري الإيراني وتدريبهم- صاروخًا أو طائرة بدون طيار باتجاه الرياض، والتي اعترضتها الدفاعات الجوية السعودية لحسن الحظ.  كانت النية واضحة: استهداف المدنيين بشكل عشوائي (بمن فيهم الأمريكيون) والبنية التحتية المدنية في العاصمة السعودية أو بالقرب منها، وفق الكاتبة.

 


وأضافت الكاتبة "كان الهجوم وقحًا للغاية لدرجة أن وزارة خارجية بايدن اضطرت إلى إصدار بيان رسمي يدينه ويتعهد بدعم الدفاع عن المملكة العربية السعودية. بعد أسبوعين، واصل بايدن التشدق بالدفاع عن المملكة، ولكن ليس على حساب القضاء على مصدر الهجمات - وهو ما لن يردع الحوثيين أو عناصر الحرس الثوري الإيراني".

 
وبحسب المقال، كان هجوم الحوثيين الأخير على المملكة العربية السعودية بمثابة اختبار لعزم الإدارة الجديدة، فالحوثيون والحرس الثوري الإيراني، وكلاهما مصنف كمنظمات إرهابية أجنبية من قبل إدارة ترامب، سيتشجعان اليوم لمحاولة شن هجمات أكثر تطوراً وبعيدة المدى ضد أصدقائنا وحلفائنا في جميع أنحاء المنطقة.

 
وترى الكاتبة بأن انسحاب بايدن من اليمن قد يكون بمثابة غصن زيتون لطهران تحسباً لمشاركة دبلوماسية متجددة، ولكن من غير المرجح أن يستجيب النظام الإيراني بشكل معقول لأي اتصال من هذا القبيل في حال شعر بضعف من الولايات المتحدة.

 
وأوضحت بالقول "لم تكن مهمة اليمن تحظى بدعم شعبي واسع على الإطلاق لسبب بسيط هو أن الحوثيين، مدعومين بآلة الدعاية الإيرانية الهائلة، نجحوا في إلقاء أنفسهم في محكمة الرأي العام كمتمردين شجعان يقاتلون الإمبريالية السعودية"، وانتقدت أولئك الذين يقبلون هذا السرد، والذين قالت بأنهم "يفشلون بلا شك في إدراك التهديد المروع الذي يشكله الحوثيون على استقرار شبه الجزيرة العربية بأكملها، وكذلك على ممر الملاحة الحيوي في البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب".
 

وذكرت بأن دعم الولايات المتحدة لحملة اليمن - التي بدأتها، على وجه الخصوص، إدارة أوباما في عام 2015 - يقتصر على التدريب لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين ومهام مكافحة الإرهاب، لكنه رمز مهم للالتزام الأمريكي بتحالفنا مع المملكة.

 

وبالتالي تعتقد الكاتبة بأن هذا التحول في السياسة يرسل إشارة خطيرة إلى المنطقة مفادها أن الولايات المتحدة ضعيفة ومتناقضة، وأن دعمنا لحلفائنا يتذبذب.

 
وقالت" لا أحد، بما في ذلك السعوديون، يريد الانخراط في اليمن، ولا أحد يقترح توسيع المشاركة الأمريكية، لكن على أقل تقدير، لا ينبغي لنا أن نقوض حليفًا رئيسيًا في وقت تلقيه الذخيرة الحية من الأعداء الذين يكرهوننا في محاولة غير مجدية لاسترضاء طهران أو تسجيل نقاط سياسية محلية مع ناخبين معاديين للسعودية".

 
وتابعت بالقول" علاوة على ذلك، فإن الهجمات المتصاعدة التي تعطل مضيق باب المندب ستكون بمثابة ضربة قاسية للاقتصاد الدولي الذي لا يزال يعاني من الوباء وتعطيلًا كبيرًا محتملًا لإمدادات الطاقة في لحظة حساسة - وكلاهما سيؤثر بشكل مباشر وسلبي على الولايات المتحدة".

 
 الكاتبة رفدت مقالها بتذكير الامريكيين بأن بينهم أولئك الذين عمرهم كبير بما يكفي لتذكر الهجوم على المدمرة الأمريكية "كول" في خليج عدن، وهم يعرفون مدى خطورة اليمن، وبأنه إذا تم التخلي عن اليمن للحوثيين والحرس الثوري الإيراني، فسرعان ما قد تتحول مشكلة سيئة إلى شيء أسوأ بكثير.

 
وختمت بالقول" لا تستطيع الغالبية العظمى من الأمريكيين العثور على اليمن على الخريطة اليوم، إنها مهمة أولئك الذين يحكمون أن يحافظوا على هذا الوضع".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر