حملات سطو حوثية ومندوب إيران وأزمات مستمرة.. "يمن شباب نت" يرصد أهم الأحداث في صنعاء خلال 2020

ودع اليمنيون في صنعاء عاما كان هو الأسوأ خلال سنوات الحرب في اليمن انقضاء بأحداث مليئة بالأحزان والاوجاع، تنوعت ما بين الوباء، والغلاء، وانتهاكات ميلشيات الحوثي ومصادرتها للممتلكات، عام بدت فيه السطوة الإيرانية أكثر علانية من خلال وصول مندوبها "حسن ايرلوا". 
 

أحداث كثيرة رافقت العام 2020 في صنعاء منذ بداية العام وحتى نهايته، "يمن شباب نت"، يسترجع أهم وأبرز الأحداث التي وقعت خلال هذا العام، وكيف صنعت ميلشيات الحوثي حالة من الفوضى من خلال سيطرتها بقوة السلاح على الحياة العامة لإرعاب المواطنين. 
 

إجراءات "كورونا" نهب وابتزاز
 

كانت الشهور الأولى من العام المنصرم من أقسى الأيام على سكان العاصمة صنعاء، على غرار بقية المحافظات اليمنية، من حيث الترقب والخوف والهلع بعد أن بدأ الفيروس بالتوسع والانتشار بمختلف بلدان العالم إلا أن اليمن كان من أواخر الدول التي انتشر فيها الوباء حيث تم تسجيل أول إصابة بمحافظة حضرموت في أواخر أبريل من العام 2020. 
 


استغل الحوثيون الإجراءات الاحترازية لنهب أموال المواطنين، وفرض جبايات غير قانونية على المواطنين، تحت مسمى مواجهة جائحة كورونا وعلى إثرها نفذ الحوثيون عداد من الحملات الأمنية واغلقوا مئات المحلات التجارية، والأسواق والمطاعم وغيرها واجبروا ملاكها على دفع مبالغ مالية كبيرة بذريعة عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية. 
 

يصف أحد تجار العاصمة صنعاء ذلك الأيام بأنها أسوأ الأيام معتبرا "بأن الإجراءات الاحترازية بأنها إجراءات انتهازية"، في إشارة إلى الجبايات المستمرة التي فرضتها ميليشيا الحوثي عليهم خلال تلك الفترة.  
 

ولمعرفة كيف تعامل الحوثيون مع التجار قبل انتشار فيروس كورونا وأثناء تفشي الفيروس قال أحد تجار الملابس في صنعاء، كان الحوثيون يقتحمون المحلات دون سابق إنذار ويغلقونها على الرغم من التزام أصحابها بالإجراءات الاحترازية وتوفير المعقمات لكن ذلك لم يمنع عناصر ميليشيا الحوثي من إغلاقها لفترة محدودة ليتم بعد ذلك السماح بإعادة فتحها بعد دفع مبالغ مالية.  
 

وأضاف في حديث خاص لـ "يمن شباب نت"، "عند كل فترة قصيرة كان يأتي إلينا عناصر تابعة للحوثيين بهدف اجبارنا على شراء المعقمات بأسعار مرتفعة على الرغم من تواجد المعقمات في محلاتنا، لافتاً بأنهم "كانوا يضطرون إلى شرائها خوفا من الإغلاق تهديد السلاح".  
 

وكان الحوثيون أعلنوا عن تسجيل أول إصابة في مطلع مايو على الرغم من تفشي الوباء، ومع الانتشار المتسارع للفيروس في ظل وضع الصحي متدهور في صنعاء أغلقت المستشفيات الخاصة أبوابها ورفضت استقبال المرضى في الوقت الذي كان فيه الحوثيون يرفضون الإفصاح عن أعداد المصابين وتوعدت ميليشيا الحوثي بمعاقبة من يتحدثون عن انتشار الوباء بمناطق سيطرتهم. 
 


السطو على المؤسسات الخاصة
 

في الخامس والعشرين من يناير مطلع العام 2020 أقدمت ميليشيا الحوثي الإرهابية على اختطاف رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا في العاصمة صنعاء الدكتور "حميد عقلان" من منزله بعد رفضه منح ميليشيا الحوثي النظام الإلكتروني الخاص بالجامعة. 
 

وتزامن اختطاف الدكتور عقلان مع تعيين الحوثيين للقيادي المدعو "عادل المتوكل" رئيسا للجامعة، بعد إحكام السيطرة عليها من قبل الحارس القضائي في إطار الحرب التي يشنها الحوثيون على القطاعات الخاصة في صنعاء ومناطق سيطرتهم. 
 

وكانت ميليشيا الحوثي قد أطلقت سراح الدكتور عقلان بعد تعيين المتوكل بأيام قليلة إلا ميليشيا الحوثي عودت اختطافه من منزله في الثالث عشر من فبراير بعد عجزهم عن الحصول على النظام الإلكتروني الخاص بالجامعة. 
 

وحتى اللحظة ما يزال الدكتور حميد عقلان مختطف في سجون الحوثيين منذ فبراير من العام 2020 ووفقا لمصادر مقربة من أسرة عقلان فقد تفاقمت معاناته خلال الفترة الماضية نظرا لتدهور حالته الصحية في سجون الحوثيين.  
 

وبعد أشهر قليلة من سيطرة الحوثيين على الجامعة تراجعت العملية التعليمية فيها بشكل كبير وشهدت تدهورا غير مسبوق وفقا لطلاب في الجامعة. 
 

وفي أواخر أغسطس أعلنت جامعة العلوم والتكنولوجيا عن إخلاء مسؤوليتها عن كافة إجراءات ونتائج العملية التعليمية في صنعاء وكافة فروع الجامعة الواقعة بمناطق الخضوع الحوثية الجامعة اعتباراً من العام الجامعي2020-2021م". 
 

وفي سبتمبر من العام 2020 أعلنت جامعة العلوم والتكنولوجيا نقل مقرها الرئيسي من صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن بعد سيطرة الحوثيين على مباني الجامعة وإيكال إدارة شئون الجامعة إلى أفراد من عناصر ما يسمى بالحارس القضائي الذي تم إنشاؤه مؤخرا للسيطرة والاستحواذ على ممتلكات المواطنين.  
 


عام الأزمات

على مدى ست سنوات عمد الحوثيون إلى افتعال الأزمات المتتالية في المشتقات النفطية إلا العام الماضي ضاعف الحوثيون فيه من حدة الأزمة بالتزامن توسع الأسواق السوداء والتي أصبحت تملأ شوارع وأحياء صنعاء مسببة أضرار مادية للمواطنين نتيجة نشوب الحرائق المتواصلة داخل مخازن تجار السواق السوداء بمناطق متفرقة من العاصمة. 
 

في مطلع يونيو من العام الماضي أعلنت شركة النفط الخاضعة لسيطرة الحوثيين، عن بدء تطبيق نظام الترقيم في المحطات البترولية في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتهم، معلنين عن أزمة مشتقات نفطية مرجعين ذلك إلى احتجاز سُفن النفط في البحر من قبل التحالف العربي.  
 

وعلى الرغم من استمرار دخول سفن النفط إلى ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين بشكل متواصل بالإضافة إلى وجود كميات كبيرة تكفي لنحو أشهر إلا أن أزمة المشتقات النفطية ماتزال تخنق المواطنين حتى اللحظة. 
 

ومنتصف نوفمبر كانت ميليشيا الحوثي قد أعلنت عن انفراج أزمة المشتقات النفطية بمناطق سيطرتها إلا أن فرحة المواطنين لم تستمر الا أسبوعين فقط حتى عادة أزمة المشتقات النفطية لتعصف بالمواطنين من جديد. 
 

يصف المواطن "رشاد الريمي" - سائق تاكسي في صنعاء-  العام الماضي بأنه عام الأزمات مؤكدا أن أزمة المشتقات النفطية لم تنتهي من مطلع العام 2020 وحتى اللحظة.  
 

وأضاف في حديث لـ"يمن شباب نت" " كان حلمنا الوحيد خلال العام الماضي الحصول على دبة بترول من دون تعب ومشقة وانتظار لنحو أيام أمام محطات الوقود لقد كان عاما سيئا للغاية بجميع المقياس.  

  

كارثة السيول

تسببت الأمطار الغزيرة التي انهمرت على العاصمة صنعاء خلال أغسطس من العام الماضي بتضرر نحو أكثر من 250 منزل تأريخي في صنعاء القديمة، الأمر الذي قد يتسبب بفقدان المدنية قيمتها التأريخية، وسط تحذيرات من شطب المدنية من قائمة التراث العالمي.
 

وأعلنت ميليشيا الحوثي، عن انهيار وتضرر نحو 111 منزلا تاريخيا بصنعاء القديمة نتيجة الأمطار الغزيرة والسيول خلال شهر أغسطس من العام المنصرم.
 

يقول "إبراهيم العقيلي " وهو أحد سكان صنعاء القديمة، "إن مئات المنازل تضررت بشكل كبير خلال كارثة السيول، وتعرضت أسقف عشرات المنازل للسقوط مضيفا بأن عشرات الأسر عانت من الكارثة بشكل كبير وحتى اللحظة ماتزال معاناة المواطنين مستمرة".  
 

من جانبه قال "أمين السياغي" وهو أحد سكان صنعاء القديمة أن سقف منزله تعرض للسقوط بشكل كلي موضحا لـ"يمن شاب نت" أن سبب السقوط ناتج عن تأثر المنزل من قصف صاروخي بالقرب منه، ومع هطول الأمطار الغزيرة تعرض للسقوط بشكل كلي. 
 

وكانت السيول التي أغرقت شوارع وأحياء العاصمة صنعاء قد تسببت بحدوث خسائر كبيرة في المحلات التجارية، والممتلكات وجرفت عشرات السيارات والحقت أضرار كبيرة في منازل المواطنين كما تسببت بجرف البسطات الخاصة في الباعة المتجولين كما جرفت خيام النازحين ووفقا للحوثيين كان قد بلغ عدد الوفيات نحو 172 في صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين.  
 


جريمة مقتل الاغبري والأمن الخادع

بطريقة بشعة هزت الضمير الإنساني تعرض الشاب العشريني "عبد الله الاغبري" الذي كان يعمل بمحل الهواتف للتعذيب حتى الموت من قبل عصابة تابعة للمدعو السباعي داخل غرفة بمحل لبيع الهواتف بشارع القيادة في العاصمة صنعاء أواخر سبتمبر من العام الماضي. 
 

هي أسوأ جريمة يتم توثيقها بالكاميرات لمدة ست ساعات والتي تداولها ناشطون بعد أن سُربت وأشعلت الرأي العام، وعلى إثر ذلك خرج المئات من المواطنين للتظاهر في صنعاء للمطالبة بسرعة القصاص من قتلة الاغبري، وأقدمت على اختطاف العشرات من المتظاهرين وأصدرت قرار يقضي بمنع التظاهر في صنعاء.
 

ومازال القضية في المحكمة، وآخر جلسة تمت في 24 ديسمبر/ كانون أول 2020، وأصدر حكم مخفف بإعدام أربعة من مرتكبي جريمة وحبس المتهم الخامس لمدة خمس سنوات، خلافاً لحكم سابق قضى بإعدامهم جميعاً، فيما لازالت ملابسات القضية دوافعها الجنائية غير معروفة.
 

وتكشف جريمة مقتل "الاغبري" الامن الخادع الذي تحاول ميلشيات الحوثي الانقلابية اقناع المواطنين به، في ظل حالة من الفوضى الأمنية والجرائم البشعة التي تحدث ما بين الحين والآخر في عدد من المحافظات التي تسيطر عليها. 
 


مندوب إيران لدى الحوثيين في صنعاء
 

في السابع عشر من اكتوبر أعلنت الخارجية الإيرانية عن وصول مندوبها لدى ميليشيا الحوثي في صنعاء "حسن ايرلوا" وهو ما أثار تساؤلات عن الكيفية التي وصل بها إلى صنعاء في ظل سيطرة التحالف العربي على جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية في اليمن. 
 

واعتبرت الحكومة اليمنية قيام النظام الإيراني بتهريب أحد عناصره إلى اليمن، وتنصيبه سفيرا لدى مليشيات الحوثي الانقلابية، معتبرة أن ذلك "سلوك عصابات"، وقالت في بيان "إن ذلك يعد مخالفة صريحة للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن بما فيها القرار 2216".
 

من جانبه قال المدعي العام العسكري، اللواء عبد الله الحاضري، إن الإيراني "حسن إيرلو" دخل اليمن متنكراً، بقصد التجسس والتخريب والاشتراك مع مليشيا الحوثي الانقلابية في إدارة العمليات العدائية ضد الجيش الوطني والشعب اليمني. 
 

ومنذ ذلك الحين يظهر الإيراني في عدد من الفعاليات الحوثية، ليؤكد سطوة النظام الايراني على ميلشيات الحوثي للعمل من أجل اهداف طهران في المنطقة العربية، وأخر فعالية إحياء ذكرى مقتل الإرهابي سليماني مطلع العام الماضي بغارة جوية أمريكية في بغداد. 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر