الغارديان: واشنطن والرياض اتفقتا على تصنيف الحوثيين كـ"إرهابيين" وتصعيد الضغط على طهران (ترجمة خاصة)

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية، أن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أخبر الحلفاء الإقليميين بأنه مصمم على تشديد الضغط على حلفاء إيران في أماكن أخرى من المنطقة خلال الأيام الأخيرة للإدارة الامريكية، وذلك مع تركيز واشنطن على وكلاء طهران في العراق والميليشيا اللبنانية القوية وكذا الكتل السياسية المتحالفة معها.
 

ونقلت «The Guardian»  في تقرير - ترجمة "يمن شباب نت" - عن مصدر إقليمي رفيع قوله "بأن تصنيف الحوثيين كإرهابيين وتصعيد الضغط على طهران خلال الأسابيع الخمسة المقبلة تم الاتفاق عليه بين واشنطن والرياض خلال زيارة بومبيو الأخيرة للشرق الأوسط". 
 

ووفق الصحيفة، ستكون الخطوة المتوقعة متزامنة على نطاق واسع مع مجموعة من العقوبات المعلنة ضد إيران ومصالحها على مدار الأسابيع الخمسة الأخيرة من حكم ترامب، والتي يلوح فيها بالضغط على طهران وحلفائها باعتباره بندًا مركزيًا في السياسة الخارجية لواشنطن.
 

وأشارت الصحيفة البريطانية، الى أن إيران قدمت الدعم للمتمردين الحوثيين طوال الصراع مع المملكة العربية السعودية، مما أدى إلى نزوح جماعي ومرض وما لا يقل عن 12000 إصابة مدنية. 
 


وذكرت بأن الرياض تصر على أن مستوى دعم طهران أعلى بكثير مما تعترف به ويشكل تهديدا استراتيجيا لحدودها الجنوبية. حيث ضربت الصواريخ الباليستية التي تم إطلاقها من اليمن بشكل متقطع المدن السعودية طوال الحرب، والتي اتسمت أيضًا بضربات جوية سعودية متكررة داخل البلاد. 
 

وبحسب التقرير، "فقد بقيت اليمن، إحدى الدول الأكثر فقراً في المنطقة، في حالة اضطراب على مدار معظم العقد الماضي. حيث تفاقم عدم الاستقرار عندما أطاح الحوثيون بالحكومة اليمنية في أوائل عام 2015". وتبع ذلك تدخل عسكري بقيادة السعودية والإمارات، مما زاد من زعزعة استقرار البلاد وأدى إلى ارتفاع الاحتياجات الإنسانية، وعلى الرغم من الهدوء المؤقت للقتال، لم تتم الاستجابة للدعوات لوقف دائم لإطلاق النار. 
 

وبرغم ذلك، لفت التقرير الى أن إدارة ترامب تواجه دعوات متزايدة للتخلي عن التهديدات بفرض عقوبات على المتمردين الحوثيين في شمال اليمن، وذلك لتجنب خطر وشيك بحدوث مجاعة شديدة في البلاد، حيث يحتاج ما يقرب من ثلثي السكان إلى مساعدات غذائية. 
 

وقال مسؤولون بارزون في الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية إن مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية يدرسون تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية قبل 20 يناير/ كانون الثاني، وهو موعد تنصيب جو بايدن، وهي خطوة من شأنها أن تعقد إيصال المساعدات الأساسية في أجزاء كبيرة من البلاد. 
 

وأضاف حزب العمال في المملكة المتحدة صوته إلى المخاوف أمس الأحد، قائلاً: "إن الخطوة المتوقعة ضد الحوثيين، الذين تدعمهم إيران في اليمن، ستؤدي إلى عدم قدرة المساعدات على الوصول إلى جزء كبير من شمال البلاد".  
 

وقالت وزيرة الظل للتنمية الدولية، آنا ماكمورين "إن هذا سيحرم ملايين الأشخاص الذين ليس لديهم خيار سوى البقاء تحت سيطرة الحوثيين، من المساعدة التي هم في أمس الحاجة إليها". 
 


وفي رسالة إلى وزير الخارجية، دومينيك راب، تطلب فيها من المملكة المتحدة ألا تحذو حذو الولايات المتحدة، وكتبت ماكمورين: "نحن قلقون من أن وضع تعريف شامل للحوثيين من شأنه أن يخلق عقبة شبه مستعصية أمام إيصال الإغاثة الإنسانية الضرورية سواء تلك التي تقدم الإغاثة المادية أو الدعم الاقتصادي للوكالات والبرامج متعددة الأطراف، والتي ستصبح معرضة لخطر العقوبات القانونية أو المالية". 
 

وأضافت بالقول "كما سيتم حرمان المنظمات الإنسانية من الاتصال العملي بالكثير من البنية التحتية الإدارية للحوثيين وسيتم منعها من استخدام المتعاقدين المدنيين المحليين لتقديم البرامج". 
 

كما حذرت هيومن رايتس ووتش من عواقب تصنيف الولايات المتحدة.  وقالت أفراح ناصر، باحثة في شؤون اليمن في المنظمة، في تقرير صدر يوم الجمعة بأن "العديد من اليمنيين باتوا بالفعل على شفا المجاعة، وبأن الإجراءات الأمريكية التي من شأنها أن تتدخل في عمل منظمات الإغاثة قد يكون لها عواقب وخيمة". 
 

وتابعت بالقول "أي تصنيف للحوثيين يجب أن يوفر على الأقل استثناءات واضحة وفورية للمساعدات الإنسانية، لكن لا ينبغي أن يعتمد ملايين الأرواح على ذلك". 
 

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الشهر الماضي: "اليمن الآن في خطر وشيك من أسوأ مجاعة شهدها العالم منذ عقود.  وفي حالة عدم اتخاذ إجراء فوري، قد تزهق ملايين الأرواح". 
 

وقد واجهت الدعوات لدعم الجهود الإنسانية صعوبات متكررة في التمويل.  إذ تفاقمت الاحتياجات الإنسانية بسبب جائحة كوفيد -19، الذي اجتاح معظم أنحاء البلاد. ومع ذلك، جعلت البيروقراطية (العشوائية) المختلة فهم حجم انتشار المرض أمرا شبه مستحيل. 
 

يقول كل من ماكمورين وهيومن رايتس ووتش إن محاولات تأمين وقف لإطلاق النار عن طريق التفاوض ستكون أكثر تعقيدًا إذا مضت الولايات المتحدة قدمًا في تصنيف الحوثيين منظمة ارهابية. 


- فيديو :


مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر