الحرب الأمريكية السرية.. تقرير دولي: إدارة ترامب زادت من الضربات والغارات الجوية في اليمن (ترجمة خاصة)

قال دراسة حديثة "إن الولايات المتحدة نفذت ما لا يقل عن 190 عملية عسكرية، معظمها غارات جوية، في اليمن منذ تولي الرئيس ترامب منصبه في عام 2017، مما أدى إلى مقتل 86 مدنيًا على الأقل"، وفقًا لدراسة جديدة أجرتها مجموعة مراقبة. 


وبحسب ما نقلت صحيفة «Washington Post» الامريكية، يقدم التحليل الذي أجرته منظمة «Airwars»، التي تتخذ من بريطانيا مقراً لها والتي تستخدم الأخبار المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي وتقارير المجتمع المدني لتأكيد مزاعم الاضرار بالمدنيين، نظرة ثاقبة جديدة للحرب التي كانت محاطة بالسرية إلى حد كبير. 


وقالت الدراسة إن الهجمات الأمريكية، - التي قالت (منظمة Airwars ) إن الجيش الأمريكي نفذها-، في الأساس وشملت عددًا قليلاً من الغارات البرية، تمثل فيما يبدو الفترة الأكثر كثافة لنشاط مكافحة الارهاب الأمريكي في اليمن منذ عام 2001. 


وحثت المنظمة السلطات العسكرية الأمريكية على التحقيق في مزاعم وقوع وفيات من غير المقاتلين، والكشف عن مزيد من المعلومات حول الإجراءات التي تقوم بها ضد المسلحين في اليمن، كما فعلت في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. 



وبحسب الدراسة، فإنه يبدو أن فشل القيادة المركزية الأمريكية، التي تشرف على العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، "بشكل كافٍ في تحديد ومراجعة والاعتراف بالادعاءات المتعلقة بأضرار المدنيين من أفعالها في اليمن، عند الضرورة، يتعارض بشكل ملحوظ مع سياسات البنتاغون الحالية، وينبغي "تتم معالجتها بصورة عاجلة". 


ولم يقدم متحدث باسم القيادة المركزية الامريكية تعليقًا فوريًا على دراسة «Airwars»، لكن وفي تقاريرها السنوية إلى الكونغرس بشأن التحقيقات في الخسائر المدنية لعامي 2018 و2019، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إنه لم ترد أنباء عن وقوع حوادث بين المدنيين في اليمن.  حيث، وإجمالاً، أقر الجيش الأمريكي بما يصل إلى اثني عشر فقط من الضحايا المدنيين المحتملين في اليمن خلال رئاسة ترامب. 
 

للمزيد إقرأ أيضاً..
الحرب الأمريكية (السرية) في اليمن 2016 (ملف خاص)


تأتي الدراسة في الوقت الذي تسعى فيه إدارة ترامب إلى إنهاء عمليات مكافحة الارهاب في جميع أنحاء الشرق الأوسط وآسيا الوسطى تماشيا مع رغبة الرئيس في إعادة تركيز الموارد في الداخل والمحاور المخطط لها للبنتاغون في الصين. 


وتعمل الإدارة حاليًا على تقليص القوات في أفغانستان والعراق، ولا يزال أقل من 1000 جندي في سوريا. 


وبحسب الواشنطن بوست، توفر المزاعم معلومات جديدة حول أحد أبعاد الصراع الذي يجتاح اليمن.  فبينما تواصل الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة استهداف القاعدة في شبه الجزيرة العربية والفرع المحلي للدولة الإسلامية بشكل دوري، فقد استهلكت حرب غير لازمة معظم البلاد منذ عام 2015.


ووفقًا لـلدراسة، حدثت الغالبية العظمى من الأعمال المسلحة التي حدثت في اليمن أثناء رئاسة ترامب في عام 2017. كانت الأولى غارة مشؤومة وقعت بعد أيام من تنصيب ترامب، وأسفرت العملية، التي شاركت فيها نخبة من القوات الأمريكية والإماراتية، عن مقتل جندي البحرية وعدد من القتلى المدنيين. 



وتعد العملية العسكرية في منطقة يكلا بمحافظة البيضاء، هي الحدث الوحيد خلال إدارة ترامب الذي اعترفت فيه الحكومة الأمريكية باحتمال سقوط ضحايا من المدنيين.  بينما قدر المسؤولون العسكريون أن عدد القتلى من غير المقاتلين يصل إلى 12، في حين تعتقد منظمة Airwars أن العدد كان 20 على الأقل. 


بالإضافة إلى الغارات الجوية، استشهدت Airwars بغارتين أخريين في 2017، قالت المنظمة إنه يبدو أنهما أسفرتا عن خسائر في صفوف المدنيين. 

وقالت إن الجيش لم يشكل فريقًا مسؤولاً عن التحقيق في الخسائر المدنية، كما فعل في العراق وسوريا.  تضمنت تلك العملية، التي اشتملت على عشرات الآلاف من الضربات، الإبلاغ المنتظم عن الغارات الجوية وخطوات لزيادة الشفافية فيما يتعلق بإصابة المدنيين غير المقصودين ووفياتهم.


ووفقًا للقيادة المركزية، فإن الضربة العسكرية الأمريكية الأخيرة في اليمن حدثت في يونيو 2019. لكن منظمة Airwars قالت إن عددًا أقل من الضربات منذ ذلك الحين يبدو أن وكالة المخابرات المركزية نفذتها، أو كانت نتاجًا لنشاط عسكري سري. 


وتشمل تلك "عملية لمكافحة الإرهاب" في شباط/ فبراير 2020 والتي استهدفت قاسم الريمي، واستهدفت أخرى عبد الله المالكي، الذي يُعتقد أنه على صلة برجل أطلق النار على أفراد من الخدمة الأمريكية في قاعدة عسكرية في بينساكولا ، فلوريدا. 


وطبقا لما ذكرته المنظمة "فمن منتصف عام 2019 فصاعدًا، يبدو أن الأعمال السرية في اليمن قد هيمنت على المشاركات الأمريكية، كما تظهر أبحاث Airwars - مع تداعيات مقلقة على المساءلة عن الأضرار المدنية". 
  

ولم تعلق وكالة المخابرات المركزية الامريكية على الفور.


وفي حين أن معظم الحوادث التي استشهد بها تحليل Airwars يبدو أنها استهدفت مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أو الدولة الإسلامية، كما استهدف أحد الهجمات مسؤولًا إيرانيًا بارزًا يعمل في اليمن، إذ لم تنجح الضربة التي استهدفت ناشطاً بارزاً في الحرس الثوري الإسلامي يدعى عبد الرضا شهلاي. 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر