"اليمنيون - الأمريكيون".. رحلة صعبة للبحث عن وسيلة للعودة إلى الولايات المتحدة وسط تجاهل الخارجية الامريكية

بعد أشهر من انتشار جائحة فيروس كورونا الذي اجتاح اليمن، البلد الذي دمرته خمس سنوات من الحرب الوحشية، اتُهمت الولايات المتحدة بعدم فعل الكثير لإعادة المقيمين اليمنيين الدائمين في الولايات المتحدة وحاملي التأشيرات الذين تقطعت بهم السبل في البلاد، بحسب موقع «Middle East Eye» البريطاني.
 

منذ مارس/ آذار، رعت وزارة الخارجية عشرات من رحلات الإعادة إلى الوطن، وأعادت أكثر من 100 ألف شخص عالقين في دول مثل الأرجنتين وبيرو والمملكة العربية السعودية.
 

وقال مسؤولون أمريكيون لموقع، «Middle East Eye» إنه تم تنظيم ثلاث رحلات على الأقل لإعادة المواطنين وحاملي التأشيرات في أواخر يونيو، بعد اتهام واشنطن بالتخلي عن مواطنيها في اليمن.  ثم عندما أعادت حكومة البلاد المعترف بها دوليًا الرحلات الجوية التجارية من عدن، العاصمة المؤقتة في جنوب البلاد، ألغت واشنطن خططًا لترتيب أي رحلات جوية جديدة. 
 

ونقل موقع «Middle East Eye» عن نشطاء "أن العديد من اليمنيين الذين تمكنوا من المغادرة، فعلوا ذلك على الفور، وقاموا بترتيب رحلات جوية على عجل إلى الدول العربية المجاورة ثم شقوا طريقهم إلى بلادهم". 
 

ومع ذلك، في بلد لا يوجد فيه وجود قنصلي للولايات المتحدة، وحيث فرضت الحرب المدمرة قيودًا شديدة على السفر بين المدن، فلا يزال مئات اليمنيين الأمريكيين محاصرين في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون الذين يراقبون تحركاتهم، أو لازالوا غير قادرين على المغادرة بسبب انتهاء صلاحية وثائق السفر.
 

وقالت ديبي المنتصر، الشريك المؤسس لجمعية التجار اليمنيين الأمريكيين، لـ «Middle East Eye» "تختار الولايات المتحدة وتهتم فقط بالمواطنين الأمريكيين الذين تقدرهم وتعطي الأولوية القصوى لحمايتهم والدفاع عنهم". مضيفا بالقول "وللأسف، فإن الجالية اليمنية الأمريكية هي في ذيل القائمة".

 

إنشاء الخدمات القنصلية

وقال مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، الذي تلقى طلبات من حوالي 600 شخص يريدون العودة إلى الولايات المتحدة، لموقع «Middle East Eye» إن عدم وجود استراتيجية لدى البيت الأبيض بشأن اليمنيين الأمريكيين تسبب في تشتيت بعض العائلات. 
 

واستشهدت المنظمة بحالة ميريام، وهي مواطنة أمريكية وأم لأربعة أطفال، عالقة في بلدها الفقير، اليمن، واضطرت إلى الولادة وسط ضربات جوية وإغلاق بسبب فيروس كورونا، كل ذلك بينما كان زوجها ولا يزال حتى اليوم، يبعد عنها آلاف الأميال في الولايات المتحدة. 
 

كما قال مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية إن الحكومة الأمريكية أخبرت ميريام أن لها الحرية في العودة إلى امريكا، ولكن يجب أن تترك مولودها الجديد لأن الطفل ليس لديه أي أوراق رسمية. 
 

وقال أحمد محمد، مسؤول التقاضي في المجلس "وزارة الخارجية مسؤولة عن تقطع السبل بهذه الأسرة بأكملها هناك". 
 

واضاف بالقول "من المستحيل أن تترك أي أم طفلها وراءها". 
 

وقال محمد لموقع «Middle East Eye»  إن ائتلافًا من الجماعات الحقوقية قد حث وزارة الخارجية على التعامل مع الطلبات القنصلية افتراضيًا، من خلال المؤتمرات عبر الفيديو، منذ أن أغلقت واشنطن سفارتها هناك في اليمن في أوائل عام 2015 بعد اندلاع الحرب. 
 

وبحسب ديبي المنتصر، فقد دعت المنظمات مرارًا وتكرارًا إلى إنشاء خدمات قنصلية في عدن، المدينة الساحلية حيث تعمل الرحلات الجوية التجارية حاليًا، لكن نداءاتها قوبلت بالتجاهل. وقالت "هذا الطلب لم يتحقق بعد". 
 

"عمل متعمد"

منذ أن أعلن الرئيس دونالد ترامب "حظر المسلمين" - وهو قانون من شأنه أن يمنع المواطنين من ست دول ذات غالبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة - توجب على الأمريكيين اليمنيين الذين أرادوا رؤية عائلاتهم الذهاب إلى اليمن.  حيث كان العديد من الأشخاص العالقين حاليًا هناك يزورون الأقارب المسنين أو المرضى عندما تم إغلاق الحدود. 
 

وقال فيتنا مونيسار، المدير التنفيذي لمؤسسة MASA، وهي مؤسسة غير ربحية مقرها أورلاندو بولاية فلوريدا: "منع الناس، المواطنين الأمريكيين، من العودة إلى بلادهم هو انتهاك لحقوقنا المدنية".
 

وتابع بالقول "لسوء الحظ، نحن امام وضع سيء حقًا في اليمن ولا أحد يسلط الضوء على ذلك". 
 

بالنسبة للعديد من الأمريكيين اليمنيين، بدأ هذا التناقض مع ردة فعل واشنطن بعد اندلاع الصراع لأول مرة في عام 2014. 
 

فعندما تدخلت المملكة العربية السعودية في حرب البلاد في أوائل عام 2015 كجزء من محاولة لدحر المكاسب العسكرية للمتمردين الحوثيين، الذين يعتبرونهم وكلاء إيران، بذلت عدة دول جهودًا لإعادة مواطنيها إلى الوطن. 
 

وبينما أرسلت الصين والهند وباكستان فرقاطات ونقلت مواطنيها جواً، رفضت واشنطن، على الرغم من وجود حاملات الطائرات الأمريكية سيمبسون،  ويو إس إس ستريت في خليج عدن أو بالقرب منه، القيام بالتدخل وإجلاء مواطنيها. 
 

كما قالت المنتصر لموقع «Middle East Eye» "أُجبر الأمريكيون اليمنيون على تدبر أمورهم بأنفسهم وايجاد مخرج لأنفسهم من اليمن".  حيث قالت إن ابنتها وصهرها، الذي لم يكن مواطنًا أمريكيًا في ذلك الوقت، لم يتمكنوا من المغادرة إلا بعد الحصول على اخطار من عضو في الكونجرس وعضو في مجلس الشيوخ. 
 

وقال محمد، من مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، إن "مطالبة وزارة الخارجية بإعادة الأمريكيين إلى الوطن هي إحدى مهامهم الأساسية". 
 

ووفق لما قاله "محمد" فقد تولت وزارة الخارجية هذه المهمة بجدية بالغة باستثناء الأمريكيين الذين تقطعت بهم السبل في اليمن. 
 

وتابع قائلا "عندما تتجاهل حياة الأمريكيين اليمنيين، فإن ذلك يظهر عملاً مقصودًا من قبل وزارة الخارجية والحكومة الأمريكية، في اشارة صريحة منهم تقول، في اشارة صريحة منهم تقول بـ "أننا سنقدر حياة الأمريكيين الآخرين أكثر من أولئك الذين ينحدرون من أصول يمنية". 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر